أتمنى الغناء قريباً في قلعة حلب … فايا يونان لـ«الوطن»: ألبومي الجديد هويتي التي ستقدّمني إلى الجمهور
صوت جميل انطلق بعذوبة ليأسر إعجاب المتلقي السوري والعربي، مندفعاً بإحساس ورغبة في تقديم صورة الإبداع السوري للإنسان في العالم، فكانت الهواية وبدأ العمل عليها، ومن دمشق قصة البداية ترويها لنا ابنة حلب الشهباء «فايا يونان» التي أنجزت ألبومها الأول و9 أغنيات جديدة تطلقها، قسم منها على مسرح دار الأوبرا في دمشق. وتخبرنا اليوم عن هذه التحضيرات، وعن طموحها، ورغبتها في وصول صوتها للجميع.
ضعينا في أجواء التحضير لحفلتك؟
معي 6 من الموسيقيين 4 منهم من دمشق و2 من بيروت، ولدينا أغنيات جديدة، ولأوّل مرّة نقدّمها أمام الجمهور، فهناك كثير من التحضيرات لذلك، وأنا متحمسة كثيراً، وهو أكثر حفل أتحمس له بهذا الشكل، وأكثر حفل أجد فيه هذا الضغط، وهذا الأمر بصورة ما يصل إلى مشاعري ويجعلني أشعر بالخوف، حيث يثير لدي هواجس وتوقعات عن الحفلة، فالتوتر جميل، وذاكرتي تأخذني اليوم للحفلة السابقة التي قدّمتها في دمشق في آب 2015 ومنذ ذلك الحين إلى اليوم سلسلة من الأحداث أصبحت في جعبتي، فقد زرت عدداً من البلدان وأصدرت أغنياتٍ خاصّة بي، وأتمنى أن يكون الحفل عند حسن التوقعات التي تلمّ بي.
ماذا اشتغلت «فايا» خلال هذا العام الذي غابته عن دمشق؟
كنت أتلقى دروس الغناء خلال هذه الفترة وأسعى إلى صقل موهبتي، ولاسيما أنني لم أدرس الفنّ أكاديميّاً، فكانت هواية وأنا أعمل على صقلها إلى اليوم، والتدريب لدى أستاذ العود «أسامة عبد الفتّاح» في بيروت، إضافة إلى أنني كنت مهتمة ومنهمكة بالألبوم الغنائي، ولاسيما أنني مؤمنة بأنه مشروعي، وأن مثل هذه الخطوة هي التي ستقدمني للجمهور وهي التي ستضعني على السكّة المناسبة، فالألبوم الغنائي هويّة، ولا يمكنني أن أبقى أغني فقط التراث أو أغنيات قليلة بل طموحي هو أن يكون لدي ألبوم كامل يخدم صناعة الأغنية من كلام ولحن جميلين، ولاسيما أن لدينا أصواتاً جميلة وطاقات نفخر فيها من موسيقيين ومطربين. وقد أخذ الألبوم مني وقتاً طويلاً للتحضير. وقد كان لدي مجموعة من الحفلات في بيروت على مسارح: «الأونيسكو»، و«الجامعة الأميركيّة»، و«البلمند»، و«بيير أبي خاطر». وقدمت في الأردن حفلتين في مدرج «الأوديون» وسط البلد، وحفلة في مسرح الجامعة الأميركيّة في دبي، وحفلتين في دار الأوبرا المصريّة في القاهرة ومسرح مكتبة الإسكندرية. كذلك كان هناك جولة من الحفلات مع فرقة «غوريلاز» ومع الفنان «ديمون ألبرن» فكنت ضيفة على الفرقة السورية التي تشكلت بخصوص هذه الجولة والتي كان لها صدى كبير في الدول الأوروبيّة التي قدمنا فيها الحفلات.
ما الذي يميّز هذه الحفلات التي قدّمتها؟
في كلّ الحفلات التي قمت بها وشاركت فيها كنت أشدد على سوريّتي، فسورية في قلبي، ومنها كنت أحاول أن أنشر السلام عبر الأغنية واللحن المناسبين، أمّا اليوم فالشعور عكسي وأحمل السلام من كلّ تلك البلدان إلى بلدي سورية، وأنا من النوع الذي يتحمس لكلّ ما هو سوري.
لنتحدّث عن الألبوم الأوّل؟
يحتوي ألبومي الأول 9 أغنيات، وقد عرف الناس منها 3 أغنيات كنت قد نشرتها سابقاً وهي «بيناتنا في بحر» من كلمات وألحان «خالد الهبر»، و«لي في حلب» من كلمات الشاعر «مروّح الكبرا»، وألحان «مهران محرز»، وأغنية «وجهك يا حلو» منذ أيام قليلة كان صدورها وهي من كلمات «عدنان الأزروني»، ومن ألحان «غابي صهيوني». وسأحاول أن أنشر في كلّ أسبوع أغنية من الألبوم، وهكذا سأمنح كل واحدة حقها في الاستماع، ونحن اليوم في عصر وسائل الافتراض والميديا ولذلك عمدت أن أدعم كلّ أغنية بحملة خاصّة فيها، فالأغنية القادمة بعنوان «تزنر بعطري» من كلمات الشاعرة السوريّة «لمى القيّم»، ومن ألحاني، والألبوم بالمجمل هو من توزيع «ريان الهبر» فهو شريك حقيقي لهذا العمل وأثق فيه كثيراً، وهو من سيقود الفرقة في حفلتنا في دمشق، ومن الأسماء التي شاركتني الألبوم أيضاً: الفنان «خالد رزق»، والشاعر اللبناني «مهدي منصور» وغيرهما أسماء كثيرة سأعرب عنها تباعاً مع نشر كلّ أغنية قريباً.
هل للحفلة في دمشق معنى مختلف لديك؟
سورية هي البداية والنهاية بالنسبة لي، ومهما قدّمت من حفلات في الخارج أعدّه صدى لما أقوم به اليوم هنا، فالوقع الأساسي هنا، كما أودّ الإشارة إلى أن أغنيات الألبوم في أكثر من نصفها جاء باللهجة الشاميّة والباقي في الفصحى، والبقاء هنا يعني لي كثيراً وبقائي في بيروت الفترة الماضية هو بحكم العمل وتسجيل الألبوم، والحفلة السابقة هي ما منحتني الشحنة الأكبر للانطلاق والغناء، وأقول بأن الحرب هي ما فتق لدي هذه الرغبة في الغناء أمام الجمهور، فكانت أول حفلة في حياتي هي الحفلة التي قدّمتها العام الماضي في دار الأوبرا في دمشق. فالانطلاقة من دمشق هي انطلاقة مباركة بين أهلي وناسي، ولم أحبّ البدء إلا من هنا من بيتي.
من ساعدك على اختيار أغنيات الألبوم؟
لم يكن هذا الأمر وحدي، بل بمشاركة فريق عمل متكامل، فقرارات كهذه تحتاج للمشاورة، فلدي مدير أعمالي: «حسام عبد الخالق»، وهو المنتج الموسيقي لما أقدّمه، فالقرار مشترك معاً في النصوص والألحان والتوزيع ولديه خبرته تبعاً لاختصاصه وتجربته، وكذلك «ريان الهبر» يشاركني الرأي، إضافة لعدد من أصحاب الخبرة والاختصاص والتجربة الغنائيّة، في الكلام والشعر والألحان.
أين تجدين نفسك ذاهبة اليوم؟
هو مشروع للمدى الطويل، وأطمح أن أقدم وأطرح الأغنية بطريقة تصل الناس بما يمكن وبالطريقة المناسبة، وقد استطعت أن أصنع أغنية جيدة معاصرة تحاكي الظروف، بألحان جميلة وكلمات حلوة، فأطمح بعد عشر سنوات أن يكون لدي 5 ألبومات غنائيّة، وأطمح اليوم أن أغني في قلعة حلب في أقرب وقتٍ ممكن. فحلب مدينتي التي كبرت فيها، ويرافقني شعور بالنقص في مسيرتي إذا لم أغن في حلب.
كلمة لسورية
أحبّ أناسها كثيراً، وأريد الغناء لهم، وإن شاء اللـه فسيعمّ الأمان والسلام قريباً على الجميع فيها، وسورية تستحق الفرح، وهي إلى اليوم مُصدّرة للفرح والغناء، وكم صدرنا في هذه الحرب من المواهب والعقول خاصّة من المثقفين والموسيقيين. وأتمنى أن تعود الناس، التي هاجرت إلى الخارج، لنعمّر البلد من جديد يداً بيد.
عامر فؤاد عامر