العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

أعوام روسيا الخمسة في سورية وانقلاب الصورة

تمر اليوم الذكرى الخامسة على الدخول العسكري الروسي رسمياً إلى جانب سورية وبطلب من حكومتها، لمساعدتها في حربها على الإرهاب.
القرار الروسي الذي جاء في لحظة ميدانية حرجة، وأمام إرهاب فتحت له الحدود والخزائن لدعمه ومساعدته، للفتك بسورية وسيادتها وشعبها، شكل تطوراً نوعياً واستراتيجياً جديداً في العلاقات القائمة بين البلدين، والممتدة لنحو 76 عاماً، كانت فيه هذه العلاقات على الدوام استثنائية، وقوية، بلغت ذروتها في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
روسيا وبما تمثله من ثقل عسكري وسياسي وديبلوماسي دولي، اتخذت قرار الوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي أنهكه الإرهاب، ووجهت ضرباتها العسكرية باتجاه معاقله على الأراضي السورية، وضرباتها الدبلوماسية نحو معاقله الدولية، ليسهم هذا الدخول في حرف مسار الحرب على الإرهاب ، ودخوله مرحلة جديدة من الانتصارات، وتحرير الأراضي من الإرهاب ، كان بدأها الجيش العربي السوري وقدم لأجلها آلاف الشهداء والمصابين.
التدخل الروسي لمساعدة الجيش السوري بمكافحة الإرهاب ، أوقف مشاريع كبرى بأكملها، لتتسارع بعدها التطورات في داخل سورية وفي الإقليم والعالم، وتشكل مشهداً جديداً مختلفاً عما كان، وتبدأ عملية هزيمة “داعش” وإنهاء دولتها المزعومة، واستعادة حلب والغوطة ودرعا، وتدمر وريف اللاذقية، ومساحات أخرى كبيرة من الأراضي السورية كان احتلها الإرهاب وعاث بها قتلاً وتدميراً.
التحالف السوري الروسي الإستراتيجي الكبير، الذي عبّرت عنه النتائج الميدانية على الأرض، انعكس سريعاً على السياسة، فعمقت روسيا من تحالفاتها بالمنطقة وتعمق التنسيق الإستراتيجي بين سورية وروسيا وإيران في وجه الإرهاب، ووجه العابثين باستقرار المنطقة، وشكلت القاذفات الروسية التي خرجت من قاعدة همدان الإيرانية لشن هجماتها على مواقع الإرهابيين في سورية رسالة قوية إلى الولايات المتحدة، ومن يراهن على عودة الزمن إلى الوراء.
الفوائد الإستراتيجية الكبيرة التي انعكست على السوريين والمستمرة اليوم مع بدء مرحلة التحالف الاقتصادي، لم تكن فوائد عليهم فقط، بل أصبحت روسيا بفضل تحالفها مع سورية، لاعباً أساسياً لم يعد بالإمكان تجاوزه في أي ترتيب مستقبلي للمنطقة، وساعد تدخلها العسكري على رسم معالم نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، عادت روسيا لتشكل الرقم الأصعب فيه.
أعوام روسيا الخمسة في سورية، حققت من الإنجازات الميدانية والسياسية ما يكفي للتأكيد مجدداً على إستراتيجية المسار بين البلدين، ليضرب السوريين اليوم موعداً مع الترجمة الاقتصادية لهذه العلاقة، خصوصاً وأنهم دخلوا المرحلة الأقسى من الحرب التي وصلت حدود لقمة عيشهم.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock