من الميدان

أنباء عن استعدادات تركية لغزو تل رفعت في الطريق إلى منبج

طالبت سورية مجدداً قوات الاحتلال التركي بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية، والذي يشكل تواجدها انتهاكا سافرا للقانون الدولي.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: «دأب المسؤولون في النظام التركي مؤخراً على إطلاق التصريحات حول زوال الخطر الأمني الذي شكله تواجد المسلحين في عفرين، والذي استغله نظام أردوغان كذريعة لتبرير عدوانه الغادر والموصوف على مدينة عفرين السورية، وأنه بزوال هذا الخطر المزعوم فإنهم سيسحبون قواتهم من الأراضي السورية»، بحسب «سانا».

وتساءل المصدر: «ما دام الخطر الأمني المزعوم قد زال، فماذا تنتظر حكومة حزب العدالة والتنمية لسحب قواتها الغازية من سورية، والذي يشكل تواجدها انتهاكا سافرا للقانون الدولي».

وختم المصدر تصريحه بمطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد للعدوان التركي، الذي زرع الدمار وسفك الدماء، وشرد الآلاف من أبناء مدينة عفرين».

إلى ذلك وفي سياق التطورات الميدانية القائمة في عفرين، قالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة قاتلت إلى جانب الجيش التركي في عملية «غصن الزيتون»، إن تركيا بصدد اتخاذ الإجراءات لبدء عملية عسكرية جديدة باتجاه بلدة تل رفعت، وإن تعزيزات ستصل الحدود السورية غدا أو بعد غد لهذه الغاية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نية بلاده السيطرة على البلدة «خلال وقت قصير».

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن الأوامر لم تصدر بعد إلى ميليشيات «الجيش الحر» و«درع الفرات» بالاستعداد للعملية الجديدة، التي تعد استكمالاً لـ«غصن الزيتون» التي حققت أهدافها خلال شهرين بالسيطرة على منطقة عفرين كاملة، غير أنه جرى إرسال تعزيزات ضخمة من الأسلحة الثقيلة، للمشاركة في غزو تل رفعت.

وتعتبر تل رفعت أهم بلدة في ريف حلب الشمالي سلمتها وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، إلى اللجان الشعبية الرديفة للجيش العربي السوري، قبل انسحابها منها إلى منبج ومناطق شرقي الفرات، بالإضافة إلى 10 بلدات أخرى استولت عليها مطلع 2016 عند فك الجيش العربي السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء.

وبينت المصادر أن أنقرة تعتبر السيطرة على تل رفعت مقدمة لمد نفوذها باتجاه مدينة منبج على اعتبار البلدة لها مدلول رمزي للميليشيات المسلحة، وذات موقع إستراتيجي، كما أنها تقع على الطريق الذي يربط بلدة مارع المجاورة لها بعفرين وممر يصل الأخيرة بمنبج.

وكشفت المصادر أن الميليشيات التي يفترض أنها ستشارك في العملية العسكرية باتجاه منبج، تقدمت بأكثر من طلب للحكومة التركية تطلب منها ضرورة السيطرة على تل رفعت كشرط لمواصلة عمليات «غصن الزيتون»، وهو ما يفسر تصريح أردوغان بأنه لن يقف مكتوف الأيدي تجاه النداءات والرسائل التي تطالب تركيا «بإحلال الأمن، بدءاً من تل رفعت»!

وعن توقيت بدء العملية، أكدت المصادر أن الميليشيات المسلحة غير جاهزة في المدى القريب للمشاركة في غزو المدينة، نظراً للخلافات فيما بينها داخل عفرين والتي تطورت أول من أمس إلى اشتباكات سقط فيها أكثر من 30 قتيلاً قبل أن يتوسط الجيش التركي في حلها.

يأتي التحرك التركي المرتقب نحو تل رفعت في ظل احتدام الخلاف التركي الأميركي حول منبج، التي تضم قواعد أميركية وترفض أنقرة اقتسام النفوذ فيها مع واشنطن، وتصر على الهيمنة عليها لوصل مناطق نفوذها بعضها ببعض، والمضي إلى تل أبيض ورأس العين وكامل الشريط الحدودي السوري الذي تسيطر عليه «حماية الشعب»، والتي تعتبرها أنقرة ذراعاً لـ«حزب العمال الكردستاني».

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock