إنهاء العمل بمكاتب التنسيق لجامعتي حلب والفرات
طلبت وزارة التعليم العالي من الجامعات إنهاء العمل بمكاتب التنسيق العائدة لجامعتي حلب والفرات في الجامعات الأخرى، مع ضرورة متابعة هذا الموضوع وتكليف من تراه الجامعات مناسباً للعمل في مكاتب التنسيق العائدة لجامعتي حلب والفرات.
وفي كتاب للوزارة حصلت «الوطن» على نسخة منه، طلبت الوزارة أن تتم إجراءات التسليم والاستلام قبل بداية الفصل الدراسي الثاني وموافاة الوزارة بأسماء المكلفين والمعلومات حيالهم، بحيث يأتي ذلك بناء على مداولات مجلس التعليم العالي بخصوص هذا الموضوع.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن رئيس جامعة دمشق محمد ماهر قباقيبي أن أهمية القرار تنحصر في تعيين موظفين من داخل ملاك الجامعة المستضيفة بدلاً من الموظفين المعينين في مكاتب التنسيق من جامعتي حلب والفرات.
في سياق متصل بين رئيس جامعة البعث بسام إبراهيم أنه تم الطلب من مديرية شؤون الطلاب المركزية بتسمية موظفين اثنين لكل من جامعة حلب والفرات وذلك لتهيئة الأمر من الآن عملاً بقرار التعليم العالي، مع تسهيل عودة الموظفين من حلب والفرات، مؤكداً أن هذا العام لم يتم استضافة الطلاب المستجدين من حلب في جامعة البعث، وتم فقط استمرار تسجيل الطلاب القدامى في الجامعة.
ويبدو أن وزارة التعليم العالي قررت أخيراً وضع حد للمشكلات التي واجهت الطلاب وتحديداً طلاب فرع إدلب وجامعة الفرات المستضافين في الجامعات فيما يخص عمل مكاتب التنسيق وضرورة تلافي التقصير الحاصل من البعض ومعالجة التساؤلات الواردة حول ماهية عمل مكاتب التنسيق ومحاسبة المنسقين على تقصيرهم، مع ضرورة تفعيل عمل مكاتب التنسيق للقيام بدورها على أكمل وجه.
واشتكى الطلاب وتحديداً فرع إدلب من التناقض في المعلومات التي تقدم من مكاتب التنسيق في الجامعات والتي تكون في معظم الأحيان غير دقيقة بالموضوع الذي يسأل عنه الطالب ويشغل اهتمامه، ناهيك عن استمرار الشكاوى حول عدم التزام بعض المكاتب على مدار الأسبوع لمتابعة أمور الطلبة.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال رئيس جامعة حلب مصطفى أفيوني إن عدد طلاب حلب المستضافين في الجامعات السورية الأخرى يتجاوز الـ25 ألف طالب وطالبة تتم متابعة أمورهم في الجامعات واستضافتهم فيها وتسيير أعمالهم وشؤونهم عبر مكاتب التنسيق في الجامعات، وخاصة أن عدداً من الطلاب تم توطينهم في الجامعات ومنهم من ما زال يتابع تحصيله العلمي فيها.
ولفت أفيوني إلى أنه بموجب القرار تقوم الجامعات المستضيفة /دمشق وتشرين والبعث وطرطوس وحماة/ باعتماد أسماء الموظفين من خلال الكوادر المعنية فيها لمتابعة أوضاع الطلاب بدلا من الموظفين والمكاتب المشكلة من حلب والفرات وذلك عملاً بتوجيهات وزارة التعليم العالي وما تم الاتفاق عليه خلال مناقشات مجلس التعليم.
ونوه رئيس جامعة حلب بأنه خلال الفترة الماضية تم تشكيل منسقين في كل جامعة لمتابعة قضايا الطلبة مراعاة للظروف التي عاناها الطلاب في جامعة حلب، ذاكراً العمل الحثيث من التعليم العالي لاتخاذ ما يلزم للتسهيل على الطلاب وتقدير ظروفهم، بما فيه السعي لإعادة هيكلة للمنسقين.
بدوره أكد رئيس جامعة الفرات راغب العلي في تصريح لـ«الوطن» أنه لا يوجد مسوغ لبقاء مكاتب التنسيق الخاصة بجامعة الفرات وفرع دير الزور في الجامعات الأخرى، وخاصة في جامعة في دمشق لأن جامعة الفرات بدأت دوامها بشكل فعّلي في مقرها الرئيسي في دير الزور واستمرارها في الحسكة حالياً، كاشفاً عن وصول عدد كبير من الطلبة ممن كان يصعب عليهم الوصول إلى الكليات من قرى الرقة ودير الزور وتمت إعادة ارتباطهم مبيناً أن العدد وصل لأكثر من 4 آلاف طالب حالياً، مؤكداً أن العدد يتزايد كل يوم وبشكل كبير نتيجة الدعم الكبير الذي قدمته الوزارة.
وأوضح العلي أن ما طلب من موظفي مكاتب التنسيق الالتحاق بعملهم في شؤون الطلاب المركزية التابعة لجامعة الفرات في دير الزور، سيطبق في بدابة الفصل الثاني نهاية كانون الثاني من العام الدراسي الحالي.
وفيما يخص الطلاب المستضافين في الجامعات الأخرى، بين أنه من المحتمل إصدار قرار رسمي بعودتهم بداية العام الدراسي القادم، يتضمن عودتهم إلى جامعتهم الأم لأن الجامعات الأخرى لم تعد تقبل استضافتهم لأن الطريق أصبح ميسراً لهم، موضحاً أن الجامعة حالياً تخيرهم بالبقاء أو العودة إن أرادوا حتى نهاية الفصل الثاني من هذا العام.
أمّا بالنسبة للموطّنين أكد أنهم بحكم المنقولين رسمياً، يحق لهم البقاء على ملاك الجامعات الأخرى التي تم توطينهم فيها، إلا أنه يمكن لمن يريد «فك» توطينه العودة إلى جامعة الفرات أيضاً.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن المشكلة الحاصلة حالياً هي رغبة موظفي مكاتب التنسيق البقاء في الجامعات الأخرى لأنه لا يوجد منهم من يريد العودة رغم تساهل رئاسة الجامعة معهم خلال السنوات الماضية، مشدداً حاجة الجامعة حالياً للكادر الإداري والتدريسي وخاصة أعضاء الهيئة التدريسية، مؤكداً على أولوية عودة أعضاء الهيئة التدريسية المعينين على ملاك جامعة الفرات بالدرجة الأولى، مطالباً بحضورهم ولو في الأيام التي يتطلب وجودهم خلالها لإعطاء المحاضرات المطلوبة منهم للطلبة الموجودين الذين أصبحوا بالآلاف، موضحاً أن الجامعة أصبحت مفتوحة حالياً وهناك عدد قليل من الإداريين فيها، مبيناً أن كلية الآداب في دير الزور تعمل بموظف واحد فقط.
ومعلناً استعداد الجامعة أيضاً لاستقبال كل طالب يريد العودة إليها، مشدداً على أن بناء الجامعة وإعادة العملية التعليمية إليها هدف رئيسي تعمل علية رئاسة الجامعة وبدعم من الوزرة حالياً إلا أن ذلك لا يكون إلا من أبنائها وطلابها بالدرجة الأولى.