التسويات تعيد محور دمشق القنيطرة إلى كنف الدولة
بينما واصل الجيش العربي السوري تقدمه في غوطة دمشق الشرقية، تم أمس ترحيل دفعة إلى إدلب، من المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم بموجب اتفاق مصالحة في مخيم خان الشيح وقرى قريبة منه، وسط أنباء عن اتفاق مماثل يحضر له لمسلحي بلدة بيت جن، على حين أمهلت الجهات المختصة مسلحي مدينة التل بريف العاصمة الشمالي حتى ظهر اليوم للامتثال لاتفاق التسوية، إثر خرقهم للاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أيام.
ووفق مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن»، فإن اتفاق تسوية في بلدة خان الشيح بدأ تنفيذه أمس بخروج حافلات تقل مسلحين وعوائلهم باتجاه إدلب، موضحة أن عدد الخارجين بالمجمل بلغ 1450 رجلاً و589 امرأة و900 طفل، إضافة إلى 25 سيارة إسعاف تقل جرحى المسلحين، ليسوا جميعاً من خان الشيح وحدها بل من قرى وبلدات المقيلبية وزاكية والطيبة والمعلية الذين تم إحضارهم أمس إلى خان الشيح قبل ترحيلهم، فيما ذكرت صفحات على فيسبوك أن القسم الأكبر من المشمولين بالاتفاق غادر أمس والقسم الآخر سيغادر اليوم.
وذكرت المصادر أن المسلحين قاموا «بتسليم 28 مخطوفاً لديهم بينهم 11 عسكرياً وضابط واحد»، مشيرة إلى أن تنفيذ الاتفاق كان مقرراً السبت الماضي إلا أنه تأجل بسبب محادثات كانت تجري أيضاً مع مسلحي بيت جن والمنطقة المحيطة بها، لكنها لم تنجز فتم فصل ملف خان الشيح عن بيت جن التي تتواصل المحادثات بشأن مسلحيها لإخراجهم لاحقاً منها ومن قريتي مغر المير ومزرعة بيت جن.
واعتبرت المصادر أن إنجاز مصالحة بيت جن يعيد كامل المنطقة الممتدة من دمشق إلى القنيطرة إلى سيطرة الجيش السوري.
وفي مدينة التل، عقدت الجهات المختصة ولجان المصالحة الخاصة بالمدينة اجتماعاً انتهى وفق ما ذكر مصدر وثيق الاطلاع لـ«الوطن»، إلى «الاتفاق على توقف الجيش العربي السوري عن استهداف المسلحين شرط أن يقدم هؤلاء لوائح بأسماء المسلحين الراغبين بالخروج ومن يريدون تسوية أوضاعهم، في موعد أقصاه الحادية عشرة من ظهر (اليوم) الثلاثاء».
وأوضح المصدر، أن عدداً من المسلحين «ذهبوا إلى مدينة قدسيا بريف دمشق التي تم فيها مؤخراً اتفاق تسوية، واستطلعوا الوضع هناك حالياً»، موضحاً أنهم «اكتشفوا أن الدولة صادقة بكل ما تتعهد به».
وجاء الاجتماع بعد قيام مسلحين بعمليات تخريبية داخل المدينة في خرق لاتفاق التسوية، فرد الجيش باستهداف مواقعهم وسيطر على شركة الكهرباء والمداجن والتلة ومحيط الفيلا الحمراء غرب التل.
على خط مواز، أكد مصدر ميداني في الغوطة الشرقية في تصريح لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش حققت أمس تقدماً على محور الميدعاني من جهة حوش الضواهرة، ودحرت المسلحين مسافة أكثر من 300 متر، بالترافق مع تقدم وحدات أخرى من جهة البحارية باتجاه الميدعاني.