الجعفري: النظام التركي يواصل استخدام مياه الشرب سلاح حرب ضد أهالي الحسكة وعلى الأمم المتحدة التحرك العاجل لوقف جرائمه
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، أن النظام التركي يواصل استخدام مياه الشرب سلاح حرب ضد الأهالي في محافظة الحسكة بسبب رفضهم احتلال أراضيهم، مشيراً إلى أن قطع المياه عنهم يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي الأمر الذي يقتضي من الأمم المتحدة التحرك العاجل لوضع حد للاحتلال وإنهاء معاناة الأهالي في الحسكة.
وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو حول الوضع الإنساني في سورية أن معاناة الأهالي في منطقة الجزيرة لم تقتصر على ما طالها جراء الممارسات الإجرامية لتنظيم “داعش” الإرهابي ولا من جراء جرائم “التحالف الدولي” غير الشرعي الذي عاث في المنطقة خرابا ودماراً ومهد للاحتلال ونهب مقدرات سورية من نفط وغاز وآثار ومحاصيل زراعية بل تفاقمت كما ونوعا جراء جرائم الاحتلالين الأمريكي والتركي وجرائم أدواتهما من ميليشيات انفصالية وتنظيمات إرهابية لافتاً إلى أن تعامل حكومات بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن مع الأوضاع الإنسانية في سورية اتسم على مدى السنوات الماضية بالانتقائية الفاضحة وهي انتقائية تجلت ولا تزال بتركيزها المسيس على مناطق بعينها لحماية فلول التنظيمات الإرهابية التي تسيطر عليها ومنع الجيش العربي السوري وحلفائه من تحريرها من الإرهاب إضافة إلى إغفال الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها السوريون في ظل الاحتلالين الأمريكي والتركي.
وأشار الجعفري إلى أن اكثر من مليون مدني سوري في مدينة الحسكة والمناطق المجاورة لها يواجهون منذ أكثر من عشرين يوما العطش والحرمان من الماء جراء إمعان النظام التركي في جرائمه واستخدامه مياه الشرب سلاح حرب لمعاقبة أهالي المدينة بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن على رفضهم الاحتلال وتمسكهم بوطنهم مبينا أن قوات الاحتلال التركي وأدواته من التنظيمات الإرهابية قاموا وبمباركة من الإدارة الأمريكية وأدواتها بوقف ضخ المياه من محطة علوك والآبار المغذية لها لأكثر من 16 مرة ولفترات متفاوتة الأمر الذي تسبب بمعاناة أهلنا في الحسكة من العطش الشديد في ظل ظروف المناخ الحار والتهديدات الصحية المرتبطة بانتشار وباء كورونا.
وقال الجعفري: في الوقت الذي تتوجه فيه سورية بالشكر للأمين العام على استجابته للرسائل الرسمية التي وجهتها إلى المنظمة الدولية وبذله جهوداً حميدة لإنهاء معاناة أهلنا في الحسكة وضمان إعادة ضخ مياه الشرب لهم بشكل عاجل فإنها تدين عدم تجاوب النظام التركي وأدواته على النحو الفوري المطلوب كما تستهجن مواقف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الذي من المفترض أن يمثل الوجه الإنساني للأمم المتحدة والذي بدل أن يقدم إحاطة يدين فيها جرائم الاحتلال التركي فقد سبق له أن توجه بالشكر أمام مجلس الأمن للنظام التركي على تيسيره إرسال فريق فني لإصلاح محطة علوك متغافلاً عن أن النظام التركي هو الذي قصف المحطة واعتدى على العاملين فيها وأخرجهم منها.
وبين الجعفري أن محطة علوك منشأة مدنية توفر مياه الشرب اللازمة لما يزيد على مليون مدني سوري وأن قصفها أو قطع إمدادات المياه منها هي أعمال بربرية همجية وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بوضع المدنيين زمن الحرب وهي تقتضي التحرك العاجل من الأمم المتحدة لوضع حد لهذا الاحتلال وإنهاء معاناة أهالي الحسكة من وجوده ومن العطش والحرمان من المياه متسائلا إذا كان لوكوك منحازاً وعاجزاً عن اتخاذ مواقف مهنية وموضوعية وذات مصداقية فلماذا لم يتحرك ما يسمى “حملة القلم الإنساني” في مجلس الأمن لعقد جلسات واعتماد بيان رئاسي على الأقل يدين استهداف أردوغان لمحطة علوك المائية المدنية واستخدامه المياه سلاحاً لمعاقبة المدنيين.
ولفت الجعفري إلى أن ولاء من سموا أنفسهم “حملة القلم” ومن يقف وراءهم لحلف الناتو وسياساته العدوانية حيال سورية يتقدم على أي احترام مزعوم للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان حيث لم نسمع لهم صوتاً عندما ألحقت اعتداءات الاحتلال الأمريكي أضرارا بالغة بسدي الفرات والبعث ومحطات الطاقة والمياه والجسر التاريخي المعلق في دير الزور وغيرها من المنشآت المدنية كما لم نسمع لهم صوتاً عندما قام طيران التحالف غير الشرعي في آذار من عام 2017 باستهداف سيارة تقل فريقاً من الفنيين المشرفين على سد الفرات ومتطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري كانوا يحاولون الوصول إلى السد للعمل على إصلاح الأضرار التي لحقت به جراء القصف الأمريكي والحيلولة دون انهياره موضحاً أن هذا الاعتداء الآثم أدى آنذاك إلى استشهاد متطوع في منظمة الهلال وجرح باقي أعضاء الفريق ولم ينطق أي من مندوبي الدول الغربية في مجلس الأمن حينها ولا في غيرها عشرات المرات بحرف واحد عن استهداف طيران الاحتلال الأمريكي الطواقم الإنسانية.
وأشار الجعفري إلى أن ما يسمى التحالف الدولي أقر قبل يومين بمسؤوليته عن قتل 1377مدنيا وبطبيعة الحال فإن الأعداد تتجاوز هذا الرقم بأضعاف لكن الأمر سيمر مرور الكرام ما دامت ألمانيا وبلجيكا هما المؤتمنتان على حمل القلم الإنساني في مجلس الأمن وبالتالي أصبح القانون الدولي كالحمل الوديع الذي أنيطت رعايته إلى قطيع من الذئاب ليأتي أردوغان اليوم لإكمال هذه الجرائم في تواطؤء مشترك لتنفيذ المخطط الغربي القائم على استهداف وتدمير البنى المدنية والخدمية ومؤسسات الدولة السورية.
وشدد الجعفري على أن الدولة السورية والمنظمات الإنسانية السورية تحملت مسؤولياتها بشكل مشرف في مواجهة جريمة قطع النظام التركي المياه عن أهالي الحسكة حيث تم تأمين مياه الشرب لأهلنا هناك قدر الإمكان إلا أن الحاجات تتجاوز كل التوقعات والإمكانيات وذلك بسبب الاحتلالين التركي والأمريكي لمناطق في شمال وشرق سورية مجدداً تحذير سورية من استمرار أو تكرار هذه الكارثة ومطالبتها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ودول الاتحاد الأوروبي وقيادا ته بأن يصحوا من سباتهم غير المسؤول وأن يبرهنوا على احترامهم للأسس الأخلاقية والقانونية التي قامت عليها هذه المنظمة الدولية.
وبين الجعفري أنه استكمالاً لسياسات الحكومات المعادية لسورية قامت التنظيمات الإرهابية الاثنين الماضي بتفجير خط الغاز المغذي لمحطات الطاقة الكهربائية في سورية الأمر الذي أدى إلى حدوث انقطاع عام للكهرباء في مختلف أنحاء سورية مشيراً إلى أن هذا الهجوم الإرهابي الذي نفذته مجموعات إرهابية ترعاها قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف المحتلة ليس إلا حلقة في سلسلة الإرهاب الاقتصادي الذي بات يمثل العنوان الطاغي للمرحلة والذي تمارسه بعض حكومات الدول الأعضاء في هذه المنظمة حيال سورية من خلال فرضها إجراءات قسرية انفرادية ومنها ما يسمى “قانون قيصر” والجرائم التي ترتكبها تلك الحكومات بشكل مباشر أو عبر أدواتها من ميليشيات انفصالية وتنظيمات إرهابية لنهب النفط والغاز والآثار والقمح والمحاصيل الزراعية وتدمير المنشآت المدنية والبنى التحتية وهي جرائم تهدف لخنق المواطن السوري وحرمانه من احتياجاته الأساسية من غذاء ودواء وغاز وكهرباء وعرقلة عملية إعادة الإعمار ومنع عودة المهجرين وممارسة المزيد من الضغط على الحكومة السورية لتقديم تنازلات سياسية ولاسيما أن هذا التفجير الإرهابي تزامن مع بدء انعقاد الجولة الثالثة للجنة مناقشة الدستور في جنيف.
وأشار الجعفري إلى دراسة نشرها “مركز الأمن الأمريكي الجديد” الممول من الحكومة الأمريكية قبل أيام وهي للباحث في المركز ومن قبله في البنتاغون نيكولاس هيراس والتي تدعو واشنطن لاستخدام سلاح القمح لتجويع المدنيين في سورية بهدف تقليص إمدادات الغذاء والضغط على الحكومة السورية وروسيا لتقديم تنازلات سياسية تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة لافتاً إلى أن هذا النوع من التفكير باستخدام القمح سلاحاً لمعاقبة المدنيين يتناغم تماما واستخدام أردوغان للمياه سلاحا لمعاقبة المدنيين.
وأوضح الجعفري أن بعض حكومات الدول الأعضاء في مجلس الأمن ذبحت القانون الإنساني الدولي في سياساتها حيال سورية كما ذبحت قبله القانون الدولي ولم يبق أمام هذا المجلس إلا أحكام الميثاق التي مازال عدد من الدول الأعضاء يتشبث بها ويدافع عنها.. فهل تريدون لأحكام ميثاقناً السقوط في الامتحان أيضاً.
ورداً على ما قاله ممثل الولايات المتحدة بخصوص الوضع في مخيم الهول شدد الجعفري على مسؤولية الإدارة الأمريكية وميليشياتها الإرهابية وحكومات بعض دول الاتحاد الأوروبي في التسبب بالوضع القائم في المخيم وذلك في ضوء الاحتلال الأمريكي لتلك المنطقة ورفض الدول الأوروبية استعادة الآلاف من رعاياها الإرهابيين ونسائهم وأطفالهم وهو الأمر الذي طالبت به سورية مرارا وكذلك سعي ميليشيات “قسد” الانفصالية العميلة للاحتلال الأمريكي إلى استغلال مسألة قاطني مخيم الهول واستخدامهم مادة للابتزاز الإعلامي والسياسي للحصول على نوع من الاعتراف وإبرام صفقات مشبوهة ورخيصة.
المصدر : سانا