الجيش على عتبات السخنة ويواصل تحضيره لدخولها
تابع الجيش العربي السوري تقدمه بثبات في البادية الشرقية، ووصلت وحداته إلى مدينة السخنة آخر معقل لتنظيم داعش الإرهابيين في ريف حمص الشرقي، بالترافق مع استمرار عملياته مع التنظيم الذي يطبق حصاره على دير الزور، في وقت كان الطيران الحربي السوري والروسي يدك بغارات مكثفة ومركزة مقرات للتنظيم وشقيقه تنظيم «جبهة النصرة» في ريفي حماة الشرقي والغربي الجنوبي. وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أمس، أن الجيش وحلفاءه وصلوا ظهر أمس إلى أطراف مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، ولفت إلى أن الجيش وحلفاءه سيطروا نارياً على بئر غاز السخنة وعلى التلال والمرتفعات الحاكمة للمدينة، بعدما سيطروا على تل أم خصم وجبل القليلات جنوب غرب السخنة، وتقدموا في تلال الضويحكية.
وتوقع المصدر المواكب لعمليات الجيش في ريف حمص الشرقي، ألا يدخل الجيش المدينة إلا بعد إحكام السيطرة على كامل محيطها، وذلك بهدف خنق الدواعش داخلها من جهة وعدم تعرض الجيش والقوات الحليفة لأي هجمات من الخلف أو من الأجناب ومن جهة أخرى، مشيراً إلى أن هدف الجيش بات تأمين كامل محيط السخنة لتسهيل عملية اقتحام المدينة التي تعتبر آخر معقل لتنظيم داعش في ريف حمص الشرقي، وتشكل عقدة وصل مهمة بين أرياف حمص ودير الزور ومدينة الرقة حيث الجيش في ريفي الرقة وحمص ومن شأن السيطرة عليها تسريع تقدم الجيش باتجاه فك الحصار عن دير الزور.
إلى ريف حماة الشرقي الذي يعدُّ أكثر أرياف حماة سخونة اليوم، فقد أغار الطيران الحربي السوري والروسي لعدة مرات متتالية على مواقع داعش في كل من قرى عقيربات وسوحا وجروح وقسطل الشمالي وقليب الثور، ما أدى إلى مقتل العديد من الدواعش، إضافة إلى تدمير عربتين مزودتين برشاشين ثقيلين بمن فيهما من إرهابيين وعددهم ستة.
وتعد بلدة عقيربات مركز الإمداد الرئيسي لتنظيم داعش الإرهابي على أطراف البادية حيث تنفذ وحدات من الجيش عمليات عسكرية واسعة لاجتثاث التنظيم الإرهابي منها وقطع خطوط إمداده باتجاه منطقة شاعر وجب الجراح في ريف حمص الشرقي المتاخم.
أما في ريف حماة الغربي الجنوبي، فقد أغار الطيران الحربي ذاته على تحركات لـ«النصرة» في عقرب، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وتدمير عتادهم الحربي أيضاً، إضافة إلى دراجات نارية كانوا يستخدمونها في تحركاتهم. نشطاء على موقع «فيسبوك» تناقلوا صوراً قالوا إنها تكريم من القيادة الروسية ومنح وسام الإخلاص بالعمل وقلادة الصدْق لأحد القادة الميدانيين في القوى الرديفة للجيش العربي السوري.
إلى دير الزور، فقد خاضت وحدات من الجيش اشتباكات متقطعة مع مجموعات من تنظيم داعش في محيط المدينة من الجهتين الجنوبية والغربية، تركزت بحسب وكالة «سانا» للأنباء على محاور محيط منطقة البانوراما والمطار والفوج 137، وأسفرت عن «مقتل العديد من إرهابيي تنظيم داعش من بينهم «معاوية الفرج» أحد متزعمي التنظيم في مدينة موحسن». بدورهم أكد نشطاء على «فيسبوك» أن الطيران الحربي السوري استهدف الدواعش في أحياء الحميدية والكنامات والعرضي وفي منطقة المقابر وسرية جنيد في المحور الجنوبي للمدينة وكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
إلى ذلك أشارت مصادر أهلية من ريف دير الزور الغربي إلى مقتل كامل أعضاء ما يسمى المكتب الأمني لتنظيم داعش في قرية الحسينية وهم الإرهابيون «أبو عبد اللـه التونسي» و«أبو الحارث شقرا» و«أبو المعتصم الديري» حيث وجدت جثثهم ملقاة قرب منتجع الواحة السياحي.
ولفتت المصادر بحسب «سانا» أيضاً إلى مقتل 3 إرهابيين من التنظيم من جنسيات أجنبية عرف منهم «أبو غصن الألباني» أحد متزعمي التسليح في التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، حيث وجدت جثثهم ملقاة على الطريق الدولي مقابل قرية البوليل إضافة إلى مقتل اثنين من الدواعش على يد إحدى سيدات قرية الصالحية في الريف الشمالي.
ولفتت «سانا» إلى أن مقاتلي التنظيم يعيشون حالة من الإحباط والتخبط والانهيار بعد فرار العديد من متزعميه كان آخرهم مسؤول الإشارة والاتصالات «بديع عيسى الحميدي» وأحد المتزعمين الميدانيين في مدينة موحسن «هشام رمضان»، وذلك وفقاً للمصادر الأهلية، التي أشارت إلى قيام داعش بإعدام اثنين من إرهابييه في مدينة موحسن وحرق أحد المدنيين في قرية غريبة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وفي ريف العاصمة دمشق، أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن هدوءاً حذراً ساد جبهة عين ترما في غوطة دمشق الشرقية أمس في ظل توقعات بأن يتحول هذا الهدوء إلى حرارة اشتباكات في أي لحظة، علماً أن عين ترما من المناطق التي تسيطر عليها «النصرة» وميليشيا «فليق الرحمن» وهي غير مشمولة باتفاق تخفيف التصعيد.
الوطن