الجيش يستعيد «تل طوقان» وعينه على «طريق حلب دمشق»
على بعد كيلومترات قليلة، يقترب الجيش العربي السوري من إنجاز نصره الإستراتيجي الثاني لهذا العام بعد «أبو الظهور»، عبر استعادة طريق حلب حماة، تمهيداً للوصول، إلى إدلب، عاصمة جبهة النصرة الإرهابية.
اقتراب الجيش من تغيير المعادلات الميدانية في إدلب، لم يعجب المشغلين بطبيعة الحال، ليخرج أول مؤشرات التصعيد المقابل، عبر صاروخ محمول على الكتف أطلقته «النصرة» لتصيب طائرة سوخوي روسية، ولتصيب معها منطقة خفض التصعيد في إدلب بمقتل، ليأتي الرد الروسي سريعاً بقصف مكثف أوقع عشرات القتلى من الإرهابيين في منطقة سقوط الطائرة.
الجيش العربي السوري الذي تمكن أمس من تحقيق إنجاز مهم، بالسيطرة على بلدة «وتل طوقان» شمال غرب مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الجنوبي الشرقي، اقترب أكثر من مدينة سراقب الإستراتيجية، بعد اشتباكات عنيفة مع النصرة والميليشيات المتحالفة معها.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش شن هجوماً من نقاط تمركزه التي مد نفوذه إليها قبل يومين في قرية عزيزة بريف حلب الجنوبي، وتقدم غرباً باتجاه قرية «تل ممو» التي استولى عليها بعد أن خاض اشتباكات ضارية مع «النصرة»، ليقلص المسافة إلى طريق عام حلب دمشق لنحو 13 كيلو متراً من الجهة الشمالية الغربية لمدينة سراقب.
وأضاف المصدر بأن الجيش يستهدف من عمليته الوصول إلى الطريق الدولي وتثبيت نقاطه فيها، ثم توسيع رقعة نفوذه عليه وصولاً إلى حلب وريفها الغربي، لفتح الطريق نحو حماة ودمشق وتأمين محيط مدينة حلب، الذي تتخذ منه العصابات الإرهابية مقراً لإطلاق القذائف على المدنيين فيها.
وفي حال إحكام الجيش سيطرته على سراقب، يغدو بإمكانه التقدم في ثلاثة محاور، يفضي الأول منها إلى مطار تفتناز العسكري المتاخم لها نحو مدينة بنش فبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين شمال شرق مدينة إدلب، أو صوب مدينة أريحا على طريق عام سراقب اللاذقية، أو باتجاه مدينة معرة النعمان فمدينة خان شيخون أهم معقلين لـ«النصرة» بريف إدلب الجنوبي، واللتين ستصبحان محاصرتين من الشرق والشمال.
هذه التطورات الميدانية الكبيرة، تزامنت مع تطور تصعيدي لافت ويحمل دلالات في غير اتجاه، شهده ميدان إدلب أيضاً، تمثل بإعلان وزارة الدفاع الروسية، إسقاط إحدى طائراتها المقاتلة من طراز «سو 25»، بصاروخ محمول على الكتف أثناء تحليقها فوق منطقة تخفيض التصعيد في إدلب.
وقال البيان: إن قائد المقاتلة الروسية كان لديه الوقت للإبلاغ عن مغادرته الطائرة فوق المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة في محافظة إدلب، لكنه لقي حتفه خلال اشتباك مع الإرهابيين.
الإشارة الروسية لتورط «النصرة»، ما لبث أن جرى تأكيده من خلال تبني، هيئة تحرير الشام المقربة من جبهة النصرة إسقاط المقاتلة الروسية، ليأتي رد موسكو سريعاً، عبر قصف مكثف لمنطقة سقوط الطائرة، أدى إلى مقتل العشرات من الإرهابيين بحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية.
ما يجري في أرياف إدلب، جاء على وقع استمرار العدوان التركي على عفرين، حيث الاشتباكات على أشدها، وسط لا تقدم تركي يذكر، وسقوط المزيد من الضحايا والمصابين.
وعلى حين تحدثت ميليشيات أنقرة المسلحة بأنها باتت تشرف نارياً، على بلدة راجو من ثلاثة محاور بعد السيطرة على التلال المحيطة بالبلدة، أشار موقع قناة «روسيا اليوم» إلى أن «وحدات الحماية» تمكنت من استعادة قرى ناحية «بلبل زعرية» الحدودية بمحيط مدينة عفرين الغربي.
الوطن