الخارجية الروسية تستضيف معرضاً للصور في الذكرى 80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية وروسيا
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن سورية شريك مهم وموثوق في الساحة الدولية، وهناك جهود وتعاون مشترك بين البلدين، حيث تمكن البلدان من القضاء على قوى الإرهاب في سورية، وروسيا تعمل على إعادة الحياة الطبيعية إليها، كما أن الرئيس الروسي على تواصل دائم مع الرئيس بشار الأسد.
وفي كلمة له خلال افتتاح معرض للصور بمناسبة مرور ٨٠ عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية في مقر وزارة الخارجية الروسية، بحضور سفير سورية في روسيا بشار الجعفري وممثلو السلك الدبلوماسي والأوساط الأكاديمية والبرلمان الروسي، لفت لافروف إلى أنه تم عرض جزء من أرشيف وزاره الخارجية الروسية حول المراحل الأساسية لتطوير التعاون متعدد الاتجاهات والقائم على أجواء الصداقة بين سورية وروسيا بدءاً من البرقية الأولى حول إقامة العلاقات الدبلوماسية، وصولاً إلى الصور التي تم التقاطها مؤخراً.
وقال: “تمت إقامة العلاقات بين البلدين في الحادي والعشرين من تموز عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، في وقتها نذكر خطورة ذلك الوقت ولكن اليوم نعيش مرحلة صعبة، حيث تقف الولايات المتحدة في وجه المسار الطبيعي لتشكيل عالم أكثر عدالة وأكثر استقلالاً، بعيداً عن الهيمنة والممارسات الاستعمارية، حيث تستطيع الدول إقامة العلاقات على أساس المساواة في الحقوق واحترام المصالح”، مؤكداً أن روسيا في طليعة النضال من أجل تشكيل هذا العالم متعدد الأقطاب والعادل.
لافروف الذي أشار إلى حرص بلاده على الحفاظ على الاتصالات مع وزارة الخارجية السورية، لفت إلى أن التعاون في المجال الاقتصادي يندرج في إطار اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني والتجاري، حيث جرى التوقيع على اتفاقية جديدة للتعاون في تشرين أول الماضي حول تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وأضاف:” نولي اهتماماً كبيراً فيما يخص الاتصال الإنساني والتعليمي، حيث يحصل آلاف السوريين على التعليم في الجامعات الروسية ونقوم بالحفاظ على التعاون على المستوى الأكاديمي وعلى مستوى المجموعات الثقافية، كما يتزايد اهتمام السوريين باللغة الروسية ويدرس حالياً أكثر من 36,000 من التلاميذ السوريين هذه اللغة، ونحن سوف نستمر بتعزيز العلاقات الثقافية والإنسانية والتعليمية، وأنا على يقين بأن العلاقات السورية الروسية ستتطور بنجاح على أساس الصداقة طويلة المدى بروح من التعاون والاحترام بين الدولتين والشعبين”.
بدوره وفي كلمة له لفت سفير سورية في روسيا بشار الجعفري إلى أن الصور المعروضة هي جزء من الأرشيف الغني الذي تحتفظ به وزارة الخارجية الروسية، حيث إن كل صورة تحكي قصة وتعكس الأحداث المميزة التي تشاركنا فيها معاً في صداقتنا الطويلة السورية الروسية.
وأشار إلى أن ما يميز العلاقات الثنائية بين روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية منذ بدايتها هو صعودها المستمر وتقدمها من دون أي تراجع أو تدهور في أي مرحلة.
وقال: “تمثلت العلاقات بين البلدين الصديقين بتميزها بالتعاون الوثيق على مختلف المجالات منذ فترة مبكرة، حيث استخدم الاتحاد السوفييتي أول امتياز لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بتاريخ 16 شباط 1946 لإفشال مشروع قرار فرنسي يتعلق بفرض شروط تتعلق بالمطلب السوري بسحب القوات الفرنسية والبريطانية من لبنان وسورية، وتلا ذلك تقارب كبير بين البلدين بعد الاستقلال”.
وفيما يخص الشأن الاقتصادي لفت الجعفري إلى أنه تم وعلى امتداد العلاقات بين البلدين، تنفيذ عدة مشاريع استراتيجية منها سد الفرات، ومحطتي البعث وتشرين لتوليد الطاقة الكهربائية، ومد نحو ألفي كيلومتر من خطوط السكك الحديدية، وتطوير المرافئ والمواصلات والموارد المائية والنقل البحري ومشاريع التنقيب والاستكشاف البحري، كما ساهمت الشركات الروسية في تنقيذ مشاريع مهمة في مجال استكشاف واستخراج النفط والغاز، إضافة إلى تشجيع إجراء الأبحاث العلمية واستخدام الفضاء للأغراض السلمية. إضافة إلى التعاون الواسع في مجال إعداد الكوادر السورية في الجامعات والمعاهد الروسية، حيث وقع البلدان خلال الثلاثين سنة الأخيرة أكثر من 100 اتفاقية وبروتوكول ومذكرة تفاهم. وأضاف: “توجت العلاقات السياسية الثنائية بين البلدين بتوقيع معاهدة الصداقة و التعاون بتاربخ 8 تشرين الأول 1980″. وشهدت العلاقات الثنائية دفعاً قوياً من التطور منذ عام 2000 ترجمته الزيارات الرئاسية المتبادلة بين مسؤولي البلدين على أعلى المستويات، والتي بلغ عددها ثماني زيارات حتى الآن، وكان آخرها تلك التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى موسكو بتاريخ 14 آذار 2023، علاوة على العشرات من الزيارات على المستويات الوزارية”.
وتابع:” هناك لجنة مشتركة عليا تنظم العلاقات بين البلدين، وهي العلاقات التي وصلت إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي، وتجلى ذلك في تعزيز التعاون العسكري لمحاربة الإرهاب في سورية في العام 2015 لتصبح روسيا بذلك شريكاً استراتيجياً في التصدي للحرب الإرهابية الرامية إلى تقويض الدولة السورية”.
الوطن