رأى القائم بأعمال محافظة إدلب محمد فادي السعدون، أمس، أن فتح الطريق الدولية اللاذقية– حلب المعروفة بـ«M4» سيتم من خلال عمل عسكري يقوم به الجيش العربي السوري بدعم من روسيا، لأن النظام التركي والتنظيمات الإرهابية التي يعتبر هو الضامن لها، لن ينفذوا «اتفاق موسكو»، كما حصل في الاتفاقات السابقة.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال السعدون رداً على سؤال: إن كانت الإعاقات التي يقوم بها الإرهابيون لعدم تنفيذ اتفاق موسكو تتم بدفع من النظام التركي أم إن الأخير ليس قادراً على ضبطها: «هناك احتمالان الأول: أن يكون النظام التركي هو من يدفعها إلى القيام بذلك بشكل مباشر، لأن هذا النظام عودنا على دعمه للمجموعات الإرهابية وإعاقة تنفيذ الاتفاقات سابقاً، والاحتمال الثاني: أنه غير قادر على تنفيذ الاتفاق وهو ضامن (للإرهابيين)، وإذا كان غير قادر على تنفيذ الاتفاق وهو ضامن، فليترك الأمر للجيش العربي السوري لينفذ هذا الاتفاق من خلال عمل عسكري».
وأوضح السعدون، أن المعلومات تؤكد أن المجموعات الإرهابية بما فيها تنظيم «جبهة النصرة» أجبرت جزءاً كبيراً من السكان واتخذتهم دروعاً بشرية لإعاقة مرور الدوريات على الطرق الدولية وإعاقة تنفيذ الاتفاق كما تم نسف وتدمير جسر من أجل إعاقة تنفيذ الاتفاق ومنع تشغيل الطريق، إضافة إلى ذلك وردتنا معلومات بأن هناك العديد من ضعاف النفوس تم تهديدهم بالسلاح وإغراؤهم بالمال من أجل تنفيذ تلك الاعتصامات من أجل إعاقة تنفيذ الاتفاق».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل في الخامس من الشهر الحالي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بعد مباحثات جرت بموسكو إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية في إدلب عند الوضع الراهن، وإنشاء ممر آمن بطول ستة كيلومترات إلى شمال وجنوب الطريق «M4» لفتحه أمام حركة المرور وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية فيها اعتباراً من 15 آذار الجاري.
لكن في 15 الشهر الجاري لم يكتب النجاح لعملية تسيير أول دورية روسية – تركية مشتركة على طريق حلب – اللاذقية الدولية، إذ اعترضت مجموعات إرهابية تستخدم المواطنين دروعاً بشرية مسارها، ما دفعها للانكفاء، كما واصل الإرهابيون في الأيام التالية منع خروج الدوريات المشتركة على هذه الطريق.
وأوضح السعدون، أن «روسيا منحت (نظام الرئيس رجب طيب) أردوغان مهلة إلى 15 الشهر الجاري أي عشرة أيام من تاريخ توقيع الاتفاق لإخلاء الطريق من على الجانبين لمسافة ستة كيلومترات، وإذا لم يستطع أردوغان تنفيذ الاتفاق سيتم تنفيذه بعمل عسكري وهذا من أساسيات مسار أستانا حول سورية».
وأضاف: «سمعنا أمس (الإثنين) من الجانب الروسي أنه تم إعطاء أردوغان مهلة إضافية لتنفيذ الاتفاق، وذلك لسحب كافة الذرائع من أردوغان وأعوانه».
وحول تصوره للسيناريوهات التي ستتجه إليها الأمور في المنطقة، إن كانت باتجاه إجبار أردوغان على تنفيذ الاتفاق أم عملاً عسكرياً؟، قال السعدون: «طالما أن الجانب الروسي أعطى أردوغان مهلة لتنفيذ الاتفاق، فإن الجيش العربي السوري بانتظار نفاذ هذه المهلة من أجل سد الذرائع، وأرى أن الأمور ستذهب إلى عمل عسكري لأننا تعودنا على أن المجموعات الإرهابية وأردوغان لا دين لهم ولا ذمة».
ورداً على سؤال مصير منطقة جبل الزاوية الواقعة جنوب الطريق حيث تتكفل روسيا بمراقبته في حال تم تنفيذ الاتفاق قال السعدون: «بالمنطق العسكري، طالما أن هذه المنطقة محاصرة فهي فعلياً ساقطة عسكرياً، وبالتالي المنطق يقول انتشار الجيش العربي السوري فيها وانسحاب المسلحين».
وحول استعدادات محافظة إدلب للتطورات القادمة في إدلب إن تم تنفيذ «اتفاق موسكو» أو القيام بعمل عسكري؟، أوضح السعدون أن «المؤسسات الخدمية للمحافظة وكافة دوائرها جاهزة وعلى أهبة الاستعداد للدخول إلى أي منطقة يحررها الجيش العربي السوري لتحديد الأولويات وإعادة الإعمار وتأمين جميع مستلزمات عودة المواطنين إلى مدنهم وقراهم».
وعن أوضاع سكان المنطقة، خصوصاً أن تقارير عديدة تصف تلك الأوضاع بالمزرية نتيجة تسلط الإرهابيين عليهم قال السعدون: «الأهالي يرسلون مناشدات عديدة عن طريق جميع وسائل التواصل الاجتماعي لتخليصهم من رجس الإرهاب»، لافتا إلى أن الإرهابيين وحتى المعونات التي تقدمها المنظمات الدولية يقومون باحتكارها وتسخيرها لأعمالهم الإرهابية ويمنعونها عن الأهالي».
ولفت السعدون إلى توارد أنباء، عن إصابة جنود من قوات الاحتلال التركي الموجودة في إدلب بفيروس «كورونا» وأن إصابتهم جاءت نتيجة عدوى نقلت إليهم من مسلحين في ميليشيا «الجيش الحر» الموالية للاحتلال.
واعتبر السعدون أنه في حال تأكدت تلك الأنباء، فإنها تدل على مدى التعاون والتلاحم القائم بين الإرهابيين والاحتلال التركي.
وفي وقت سابق من يوم أمس ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني نقلاً عن موقع «Grihat» التركي، أن فيروس «كورونا» من نوع «COVID-19» منتشر في مناطق الحرب بسورية، وأن أن 3 جنود من جيش الاحتلال التركي أصيبوا بهذه السلالة إلى جانب عدد من مسلحي التنظيمات الإرهابية.
وأضاف الموقع: إن الجنود الأتراك الـ3 تم نقلهم إلى قضاء ريحانلي شمال تركيا، ومن ثم إلى أكاديمية جولهانة الطبية العسكرية، حيث تم وضعهم في الحجر الصحي.
وحسب «Grihat»، تبين أن الجنود الـ3 اشتكوا من إصابتهم بإنفلونزا شديدة غير أن الفحوصات الطبية كشفت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مرجحاً أن المرض انتقل إليهم من مسلحي ميليشيا «الجيش الحر».
ولم تعلن حتى الآن أية هيئة رسمية سورية أو أخرى من النظام التركي، معلومات حول وقوع إصابات في شمال سورية.
وحسب تقارير فإنه يتوقع أن الفيروس أصاب عدداً أكبر من جنود الاحتلال التركي نظراً لارتفاع خطر انتشار المرض في مناطق الحرب في سورية التي يحصل فيها هؤلاء الجنود على فرصة واحدة للاستحمام أسبوعياً، وتتم تلبية احتياجاتهم من الطعام بتناول الأطعمة المحفوظة والمعلبة.
وليس من المعروف أيضاً، حسب الإعلام التركي المعارض، طبيعة الأوضاع في نقاط المراقبة التركية التي تحاصرها قوات الجيش العربي السوري، حيث تعجز سلطات النظام التركي عن إجراء فحوصات شاملة كما لا تستطيع الفرق الطبية الوصول إلى هذه المواقع.
موفق محمد