السعودية وتركيا تحركان داعش باتجاه تدمر بعد هزيمة حلب .. وتقدم للجيش بغوطة دمشق الشرقية
بعد أشهر من الثبات، حركت كل من السعودية وتركيا ذراعها الإرهابي داعش باتجاه مدينة تدمر مجدداً للتعويض عن هزيمة أزلامهما في حلب وانهيارهم وانتصار الجيش العربي السوري في واحدة من أكبر المعارك والأكثر تعقيداً التي خاضها لتحرير الأحياء الشرقية من المدينة والحفاظ على أرواح المدنيين في الوقت ذاته، ما دفع الجيش للانسحاب إلى محيط تدمر، على حين كانت وحداته تتقدم بريف دمشق الشرقي.
وقال مراقبون في دمشق تحدثت إليهم «الوطن»: أول من أمس حركت كل من السعودية وتركيا التنظيم باتجاه مدينة تدمر التي سبق أن حررها الجيش العربي السوري في آذار الماضي، وزودته بالسلاح ليشن هجوماً جديداً على المدينة التي لا تشكل أي مكسب إستراتيجي للإرهابيين، لكنها فقط للرد على هزيمة السعوديين والأتراك في حلب.
ويوم أمس وبعد ساعات من القتال الشرس والغارات الجوية الروسية والسورية المكثفة على ضواحي تدمر، حيث كان داعش يشن هجماته، وقتل خلالها أكثر من 300 مقاتل من التنظيم، قام الجيش العربي السوري بتأمين خروج المدنيين من داخل المدينة وأخلى عدة مواقع حفاظاً على المدينة الأثرية ليعلن داعش دخوله مدينة تدمر والسيطرة عليها.
من جهته أعلن محافظ حمص، طلال البرازي، وفق موقع «روسيا اليوم» أن القيادات الميدانية في القوات السورية اتخذت قراراً بالانسحاب من وسط مدينة تدمر في ريف حمص بسبب الهجوم الواسع من تنظيم داعش، مشيراً في حديث لقناة «الإخبارية» إلى أن القوات السورية انتقلت لمراكز إسناد في محيط المدينة.
ووفقاً لمعلومات «الوطن» فإن الجيش السوري اعتمد على إستراتيجية حماية المقاتلين والمدنيين والآثار وفضل عدم الانجرار إلى قتال داخل المدينة لينسحب منها باتجاه الغرب على أن يستعيدها لاحقاً كما فعل في السابق من دون أن يصيبها أضرار جسيمة.
واعتبر المراقبون أنه «ومن خلال ما حصل في تدمر، بات من الواضح والمعروف والمعلن من يحرك داعش ومن يدعمها، فالهجوم لم يأت إلا رداً على انتصار حلب ومن قبل الخاسرين فيها لكون حلب كانت تشكل آخر ما يمتلكونه من أوراق»، وأضافوا: «بكل تأكيد لم تنعم السعودية وتركيا بأي انتصار من خلال دفع داعش إلى تدمر، بل بمزيد من العار لدعمهما هذا التنظيم الإرهابي وبشكل علني، في اعتراف جديد على أن منبع الإرهاب العالمي يكمن في الوهابية والإخونجية».
وفي وقت لاحق مساء أمس علمت «الوطن» أن داعش ارتكب مجزرة بحق عدد من المدنيين من الذين لم يتمكنوا من مغادرة المدينة وبينهم عدد كبير من الأطفال.
إلى ريف العاصمة الشرقي أكد مصدر ميداني في الغوطة الشرقية لـ«الوطن»، أن الجيش أطلق صباح أمس عملية لوصل المناطق التي يسيطر عليها بين حوش الضواهرة والميدعاني، مشيراً إلى أن الجيش أحرز تقدماً لافتاً لكن فتح المسلحين للمياه في الأراضي الزراعية عرقل في وقت لاحق عملية التقدم.
وأضاف المصدر: إن الجيش أطلق عملية أخرى بموازاة العملية السابقة تهدف للالتفاف على المسلحين انطلاقاً من حوش الضواهرة وصولاً إلى تل فرزات الإستراتيجي والذي يشرف على مناطق الغوطة الشرقية، موضحاً أن الجيش استطاع التقدم أمس لكن المياه أيضاً أدت إلى تباطؤ التقدم عصراً.
من جهته أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن الغوطة الشرقية شهدت أمس «اشتباكات متواصلة في أطرافها» في محاولة من الجيش للتقدم، موضحاً بأن «الاشتباكات العنيفة استمرت في محور أوتستراد دمشق حمص»، إثر محاولة الجيش التقدم في المنطقة، و«معلومات عن خسائر بشرية».