أكد نائب وزير الدفاع العماد محمود الشوا، اليوم الأربعاء، أن وجود أي قوات عسكرية أجنبية على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن الشوا قوله، في كلمة سورية خلال مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي، إن “القضاء على الإرهاب في سورية شكل ضربة للمشاريع الغربية المرسومة للمنطقة ومهد انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه عسكريا الطريق نحو إنجاز حل سلمي يقرره السوريون بأنفسهم وقدم المسار السياسي مساراً بديلاً لأن الميدان هو الذي يحدد توجهات القرارات السياسية المحلية والإقليمية والدولية”.
وأوضح الشوا أنه في الوقت ذاته الذي يحارب فيه الجيش العربي السوري والقوات الرديفة الإرهاب ويجتث جذوره فإن سورية ماضية في مسيرة الانفتاح والحوار السوري السوري والمصالحة الوطنية وإعادة الإعمار وأنه انطلاقا من انتصارات الميدان السوري تراجعت الكثير من دول العالم عن مواقفها وغيرت من قناعاتها وسجل المواطن السوري بصموده واستبساله في الدفاع عن تراب أرضه وثقته بدولته الخطوات التي تنبئ بحتمية الانتصار على القوى العدوانية بمتلازمة تكتيك عسكري وسياسي ما زالا حتى اللحظة يسيران وفق خطين متوازيين هما مكافحة الإرهاب حتى دحر آخر مرتزقته من الأرض السورية والمسار السياسي والانفتاح على كل الحلول السياسية التي تحترم السيادة السورية ووحدة الأرض السورية ولا تفرض الإملاءات الخارجية تحت عباءة التبعية.
وقال الشوا إنه مع بداية عام 2017 تابع الجيش العربي السوري عملياته العسكرية نحو أرياف حلب ووصل إلى الضفة الغربية لنهر الفرات مسيطرا على كامل ريف حلب الشرقي وبنهاية شهر أيار أطلق بالتعاون مع الحلفاء عمليات عسكرية استطاع خلالها وفي وقت قياسي تأمين مناطق وسط سورية واقترب من القاعدة التي أقامتها أمريكا في التنف وتمكن من تطويقها وكسر إرادة الأمريكيين بلقائه مع الجيش العراقي الشقيق على الشريط الحدودي بين البلدين.
وتابع “بعدها تمكن الجيش والحلفاء من فك الحصار عن مدينة دير الزور الذي استمر 1043 يوما كما انتهى وجود تنظيم “داعش” الإرهابي في ريف حمص الشرقي لتنطلق عمليات تحرير كامل أحياء مدينة دير الزور والتحرك نحو الميادين وتمت استعادة البوكمال آخر معاقل “داعش” الإرهابي عبر عمليات متوازية بين الجيشين السوري والعراقي على طرفي الحدود وبذلك انتهى وجود التنظيم الإرهابي وكان يوم 7-12-2017 يوم سقوط “داعش” في سورية وبنفس الوقت سيطرت القوات العراقية على معظم الحدود السورية العراقية”.
وبين الشوا أن وجود تنظيم “داعش” الإرهابي حاليا في سورية يقتصر على عدة جيوب معزولة ومطوقة بالكامل وتمثل ما نسبته أربعة بالمئة من مساحة أراضي الجمهورية العربية السورية أي نحو سبعة آلاف كيلومتر مربع موزعة في عدة مناطق شمال شرق سورية وعلى الضفة الشرقية لنهر الفرات ومساحات مشتركة من مخيم اليرموك والحجر الأسود قرب دمشق وعلى الحدود مع الأردن وفلسطين المحتلة في الجنوب.
وبين الشوا أن واشنطن بدأت بترميم أذرعها الإرهابية عبر تشكيل قوة جديدة تسمى “معارضة مسلحة” تديرها مباشرة وتشرف على تدريبها باستثمار ما تبقى من خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي وفلوله ونفخ الروح فيها وإعادة تدويرها ونقلها والمناورة بها من مكان لآخر وفقاً لمصالحها للضغط على الأنظمة والحكومات كما حصل في دعمها لتنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان ضد القوات السوفييتية والذي ما زال العالم يدفع ثمنه حتى الآن.
وتساءل الشوا “كيف يمكن للاستقرار أن يترسخ ويتعزز في منطقتنا ما لم يتم لجم التصرفات العدوانية من قبل النظام التركي والكيان الإسرائيلي وحليفه الأمريكي”، مؤكدا أن سورية تعتبر وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضيها دون موافقة صريحة من الحكومة السورية هو عدوان واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.
وقال الشوا إن “الجميع مدعو اليوم للعمل بكل جدية والتعاون الصادق والبناء للتخلص من آثار الإرهاب وتبعاته الكارثية وتجفيف منابعه ومصادر تمويله واستئصال جذوره وأفكاره الهدامة مجددا مطالبة سورية بمحاسبة كل الأطراف الدولية والإقليمية التي تواصل دعم الإرهاب باحتضانه ضمن أراضيها وإقامة معسكرات التدريب خدمة لأجنداتها وأطماعها وسياساتها الاستعمارية وعندها فقط يمكن أن تنعم شعوبنا بالأمن والسلام وتستعيد استقرارها وحياتها الطبيعية كحق من حقوقها الأساسية التي تضمنها جميع القوانين الدولية”.