الفن التشكيلي السوري بتجسيده للكورونا
الخوف من المجهول، خلق بصيصا من الأمل، البحث عن الفسحة البيضاء رغم سواد الواقع المنتشر في المعمورة، ما هو إلا غاية يقدمها لنا الفن عندما ” يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية” كما قال بابلو بيكاسو، ولهذا يسارع التشكيليون بكل ما هو متاح لهم من إبداع فكري، أو طاقة جهدية، وحتى من مواد بأن يقدموا لنا نتاجهم المتماشي مع الظرف، ولكن الأعمال مهما بلغ تنوعها لا تخلو على الإطلاق من التأكيد على فكرة، أن الحياة دائرة بدوران الأيام والتوقيت مهما اعترضهما انكسارات أو أهوال مسببها كل من البشر أو الطبيعة بذات نفسها.
إذاً رغم الظرف الضاغط، يبقى الإبداع متقدا برسالته لنا، ومن وحي الظرف العام سنتوقف بإيجاز عند لوحتين للفنان التشكيلي سبهان آدم تصوران الجائحة الكورونية التي شلّت عصب الحياة في العالم أجمع، بطريقة الفنان وأسلوبه – كعادته – المختلفين عما هو مقدم في الساحة.
فترة العزل الصحي مرت على الجميع سواسية وكل منا استثمرها وفق أهوائه وطموحاته، وفيها أنجز التشكيلي آدم أعمالا، تماشت مع انتشار الوباء، منضما في منجزه الإبداعي لقافلة التشكيليين حول العالم، في موضوع واحد يشغل البال والفكر.
فلقد أنجز آدم لوحتين تجسدان أزمة الإنسان المعاصر مع فيروس كورونا، ويظهر في كلّ واحدة منهما، كائن من كائنات فناننا الغرائبية الوحشية، والتي بشكلها المعتاد تحمل جسم إنسان ووجه حيوان في الوقت ذاته ، ولكن هذه المرة وهي ترتدي كمامة للوقاية من الفيروس.
اليوم يرى البعض أنّ التشكيلي سبهان آدم أصاب، رغم أن شخوصه لا تلقى عادة القبول من الجمهور المتلقي، الذي لم يستغربها هذه المرة ربما لأنّ فيها مدلولات عن أفعال البشر وأفكارهم التي تودي بكوارث غير منطقية ولا حتى أخلاقية، والدليل انتشار الوباء وتبعاته الكارثية الذاهبة بالبشرية نحو الفوضى، هذا من جهة ومن جهة أخرى يرى الكثيرون بهاتين اللوحتين دعوة من فناننا للالتزام بقواعد الوقاية ومنها ارتداء الكمامة.
الوطن – سوسن صيداوي