القائم بأعمال إدلب لـ«الوطن»: الآلاف تواصلوا معنا وعبّروا عن رغبتهم بالخروج
أكد عضو مجلس الشعب عن محافظة حلب مهند حاج علي، أن الدولة السورية تتعامل مع المدنيين داخل محافظة إدلب والمناطق التي يسيطر عليها الإرهاب، ليس كبيئة حاضنة، وإنما كرهائن محتجزين لدى الإرهابيين، ومن واجب الدولة حمايتهم والدفاع عنهم، مبيناً أن خروج العشرات منهم عبر المعابر التي جرى افتتاحها كشف أنهم ضاقوا ذرعاً بالإرهاب، في حين كشف القائم بأعمال محافظة إدلب فادي السعدون، عن ورود آلاف الاتصالات من داخل المناطق التي يحتلها الإرهاب تستفسر عن كيفية الخروج، والوصول إلى مناطق الدولة.
وفي تصريح لـ»الوطن»، أشار حاج علي إلى أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يقوم باحتجاز المدنيين في مناطق سيطرته كرهائن في إدلب، وأي محاولة من أجل إخراج هؤلاء المدنيين يعمل التنظيم على استهدافهم، موضحاً أنه رأى من خلال المناظير عند وجوده في معبر أبو الضهور، كيف يعمل التنظيم على استهداف الأهالي عند محاولة مرورهم إلى مناطق سيطرة الدولة.
حاج علي، بيَّن أن الدولة السورية تتعامل مع المدنيين داخل محافظ إدلب وأرياف حلب التي يسيطر عليها الإرهاب «ليس كبيئة حاضنة، وإنما هم رهائن محتجزون من واجب الدولة حمايتهم والدفاع عنهم».
وأضاف: «الجيش العربي السوري من واجبه تحرير هؤلاء الرهائن، ولذلك الحلول السلمية هي الحلول التي طالما لجأت إليها الدولة السورية، من خلال فتح المعابر، وهذا الأمر تكرر مرة أخرى قبل أيام من خلال فتح ثلاثة معابر إنسانية في الهبيط وأبو الضهور والحاضر».
وكشف حاج علي أن يوم أمس سجل خروج نحو مئة شخص من معبر «الحاضر»، بعد أن تجمع هؤلاء في ساحة قرية الحاضر، وجرى استهدافهم بقذائف الهاون من قبل «النصرة»، مبيناً أن هذا الاستهداف هو استهداف يومي، إذ أن كل مدني يحاول الخروج يجري استهدافه إما برصاص القنص أو من خلال قذائف الهاون على الباصات التي تقلهم.
وأكد حاج علي، أن وقف إطلاق النار جاء بطلب من الحكومة السورية، لإعطاء الفرصة لكل المدنيين والراغبين بالوصول إلى مناطق سيطرة الدولة بالخروج، معتبراً أن «خروج هؤلاء يدل على أنهم ضاقوا ذرعاً بالفصائل الإرهابية المسلحة وعلى الأخص جبهة النصرة وهم يلجؤون للدولة لإيجاد حل في هذا الموضوع».
ولفت حاج علي إلى أن الرغبة الأهلية في إدلب وغيرها من المناطق التي يحتلها الإرهابيون، موجودة دائماً بالعودة إلى الدولة، أوضح أن إظهار الأهالي اليوم رغبتهم بالخروج مع فتح المعابر أمامهم رغم الترهيب الذي يتعرضون له، على عكس المرات السابقة، سببه تغير خارطة السيطرة العسكرية لصالح الجيش العربي السوري، الذي فرض أمراً واقعاً ميدانياً جديداً، حيث جرى استعادة بلدة خان شيخون الإستراتيجية، وبالتالي تغيرت المعطيات مع تقدم الجيش مئات الكيلومترات وهو اليوم على تخوم معرة النعمان، لافتاً إلى أن ذلك أدى إلى زعزعة القبضة الأمنية لـ»النصرة» على المدنيين الموجودين داخل محافظة إدلب، وبالتالي تمكنت الدولة من تشجيع المدنيين على الخروج ولو أن النسب حتى الآن لازالت متواضعة.
حاج علي الذي تواجد أمس في معبر أبو الضهور، لمتابعة خروج الأهالي، والوقوف على حاجاتهم، أشار إلى جهوزية السلطة التنفيذية التامة بحلب، وكذلك المشافي الميدانية، وتوفر الأدوية والمواد الإغاثية للتوزيع، وكذلك السكن البديل.
عضو مجلس الشعب عن محافظة حلب، بين أن خروج المدنيين حالياً من مناطق سيطرة الإرهابيين هو باتجاه ريف حلب الجنوبي الغربي أكثر من اتجاه ريف حماة، لأن جبهة ريف حلب الجنوبي الغربي لازالت باردة وتنظيم «النصرة» ينتشر في محيط ريف إدلب الجنوبي المحاذي لريف حماة الشمالي.
وعبّر حاج علي عن تفاؤله بالأيام القادمة، خصوصاً بعد اللقاء الثلاثي الهام الذي جمع سورية وتركيا وروسيا في موسكو أول من أمس، والذي أعطى دلائل هامة بأن تركيا باتت في مأزق بعد تجمع الإرهابيين الذين أحضرتهم إلى سورية على حدودها، معتبراً أن هذا اللقاء والإعلان عنه بهذه الطريقة، يؤكد أن الأتراك يستجدون الجانب السوري من أجل حل هذا الموضوع.
القائم بالأعمال عن محافظة إدلب محمد فادي السعدون وفي تصرح مماثل لـ»الوطن»، كشف عن خروج نحو 23 عائلة من معبر «أبو الضهور»، مشيراً إلى الصعوبات التي تواجه الأهالي الراغبين بالخروج، حيث يعمل تنظيم «النصرة» على استهدافهم ومنعهم من الخروج.
ولفت السعدون إلى الاستعدادات التي جرت لاستقبال الخارجين، حيث استنفرت مديرية الصحة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، إضافة إلى الجانب الروسي الصديق، الذي قدّم المعونات الطبية، مبيناً أنه جرى تقديم كل ما يلزم للأهالي من تأمين المستلزمات الطبية والغذائية واللقاحات والنقل.
السعدون عبر عن تفاؤله بارتفاع نسبة الخارجين من المعابر في الأيام القادمة، كاشفاً عن اتصالات وبالآلاف تجري بينهم وبين الأهالي في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة، يستفسر فيها الأهالي عن كيفية خروجهم، متوقعاً أن يكسر الأهالي حاجز الخوف من الإرهابيين، خصوصاً بعدما شاهدوا كيفية تعامل الدولة مع الأهالي الذين قرروا الخروج.
الوطن – سيلفا رزوق