الموسى: 5 مليارات ليرة خسائر مؤسسة مياه الرقة
كشف المدير العام لمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في الرقة محمود الموسى لـ«الوطن» عن نهب أكثر من 95 بالمئة من عدادات مياه الشرب في المحافظة من المجموعات الإرهابية خلال الفترة الماضية، إذ بلغت خسائر المؤسسة ما يزيد على 5 مليارات ليرة سورية.
وبيّن الموسى أن محافظة الرقة تعتبر من أغنى محافظات القطر بمياه الشرب لاعتمادها على مياه نهر الفرات وما يتشكل عنه من بحيرات والذي يحتاج إلى المحافظة عليه وحمايته من التلوث (الصرف الصحي – الصرف الزراعي – الصرف الصناعي – مياه نهر البليخ)، إذ تبلغ نسبة المياه المستجرة منه لأغراض الشرب ما نسبته 98 بالمئة من إجمالي إنتاج المؤسسة و2 بالمئة مياه جوفية غير المستقرة من حيث الغزارة أو من حيث صلاحيتها للشرب، لافتاً إلى أنه يتم استجرار المياه من نهر الفرات مباشرة بنسبة 55 بالمئة ومن بحيرات نهر الفرات (الأسد – البعث) بنسبة 29 بالمئة من أقنية مياه الشرب بنسبة 16 بالمئة.
وأوضح الموسى أن المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة الرقة يتبع لها 13 وحدة اقتصادية هي تل أبيض والثورة وسلوك وعين عيسى والجرنية والكالطة والكرامة والسبخة ومعدان والدبسي والسلحبية ومدينة الرقة.
وأشار الموسى إلى أن عدد المستفيدين من مياه الشرب في محافظة الرقة قبل الأزمة من شبكات المياه يبلغ 98.3 بالمئة من إجمالي التعداد السكاني ونسبة التخديم يمكن توزيعها إلى 85 بالمئة مستفيدين بشبكات نظامية وفق المخططات التنظيمية، 10.3 بالمئة مستفيدين بشبكات عشوائية لعدم وجود مخططات تنظيمية و3 بالمئة مستفيدين من مناهل في مناطق البادية (بادية المنصورة – بادية الكرامة – بادية الكنطري)، عدد محطات مياه الشرب 42 محطة رئيسية و23 محطة رفع عدد الخزانات الأرضية 62 خزاناً، عدد الخزانات العالية 304 خزانات، عداد المشتركين قبل الأزمة 146 ألف مشترك، كمية المياه المنتجة قبل الأزمة نحو 75 مليون م3.
وأوضح موسى أنه بعد دخول المجموعات الإرهابية المسلحة تعرضت منظومة مياه الشرب في محافظة الرقة لتخريب ممنهج وتمت سرقة عدد كبير من التجهيزات الميكانيكية والكهربائية لمحطات مياه الشرب وسرقة جميع الآليات للمؤسسة البالغ عددها أكثر من 200 آلية، وتدمير مبنى المؤسسة بالكامل إضافة إلى تدمير عدد من مباني وحدات المياه في الريف وبعض محطات مياه الشرب وسرقة التجهيزات المكتبية والأثاث لمكاتب المؤسسة وتخريب وسرقة عدد من خطوط الضخ، فضلاً عن سرقة أكثر من 90 بالمئة من عدادات مياه الشرب المنزلية وتعرض خطوط الضخ وشبكات المياه للكثير من التعديات وبلغت خسائر مؤسسة المياه خلال الأزمة بين ما تم تدميره وتخريبه وفاقد أثمان مياه يتجاوز 5 مليارات ليره سورية.
واستعرض موسى الإجراءات التي اتخذتها المؤسسة بعد تحرير ريف الرقة الغربي والشرقي على يد بواسل جيشنا العربي السوري، إذ كانت مؤسسة المياه من أول الدوائر الخدمية التي دخلت محافظة الرقة، فتم تقييم الأضرار ورفعها للوزارة وعقدت عدة اجتماعات برئاسة وزير الموارد المائية لتقييم واقع منظومة مياه الشرب في الريف المحرر وتم تشكيل فريق عمل برئاسة معاون الوزير الفني ومن أجل دراسة احتياجات المؤسسة لتأهيل مشروعات مياه الشرب في محافظة الرقة بشكل إسعافي.
موضحاً أنه تم تقسيم العمل إلى مرحلتين الأولى إسعافية تتضمن تركيب مناهل مياه شرب عدد 2 في منطقة دبسي عفنان وتركيب محطات مياه شرب متنقلة LMS عدد11 محطة و7 محطات غزارة 5م3/سا و4 محطات غزارة 10م3/سا مشيراً إلى أنه تم تركيب 3 محطات في منطقة السبخة ومحطة في معدان ومحطة في حقل الثورة ومحطة في جعيدين و5 محطات في دبسي عفنان إضافة إلى استثمار بئر في قرية جعيدين وتوزيع خزانات مياه شرب بسعات 5م3 عدد 52 خزاناً وتأمين مواد تعقيم لمحطات مياه الشرب.
على حين إن المرحلة الدائمة تتضمن تأمين مجموعة توليد 650 ك ف ا ومجموعة ضخ أفقية غزارة 300م3/سا ومجموعة ضخ عمودية غزارة 400 م3/سا لمحطة مياه دبسي عفنان وتأمين قساطل بولي اتيلين قطر 250 مم طول 250 م لخط الضخ الرئيسي في دبسي عفنان وتأمين قساطل حديد مغلفن قطر 150مم طول 58 م لخط ضخ القادسية، لافتاً إلى أنه تم تشغيل محطة مياه دبسي عفنان بتاريخ 1/12/2017م، مؤكداً وصول مياه الشرب إلى نحو 40 قرية ومزرعة وتجمعاً سكانياً كما باشرت ورش المؤسسة بصيانة خطوط الضخ في وحدة مياه الدبسي، وسيتم تخديم باقي القرى بعد إصلاح محطات مياه وقفة ومحطتي رفع الكدرو وأبو سوسة وتم تشغيل محطة مياه السبخة بتاريخ 10/12/2017.
مشيراً إلى أن المؤسسة تقوم حالياً بإعادة تأهيل محطات مياه الشرب في معدان والبوحمد في ريف الرقة الشرقي ومحطة وقفة في ريف الرقة الغربي التي سيتم استثمارها خلال الفترة القريبة القادمة ويتم تشغيل جميع المحطات في الريف المحرر بوساطة مجموعات توليد تعمل على الديزل لعدم توافر التيار الكهربائي.
ولفت موسى إلى حاجة محطات مياه الشرب إلى استبدال خطوط الضخ الرئيسية وبعض شبكات المياه نظراً لقدمها وكثرة أعطالها متوقعاً البدء باستبدال خطوط الضخ خلال العام القادم 2018، كاشفاً عن أن كلفة إعادة تأهيل منظومة مياه الشرب في الريف المحرر تتجاوز 3 مليارات ليرة سورية منوهاً بأن المؤسسة تعمل على إيجاد حلول فنية تقلل من كلفة إعادة تأهيل منظومة مياه الشرب إلى الحد الأدنى.