“النصرة” تعيق الاتفاق بعد خروج مقاتليها .. و”حظر الأسلحة الكيماوية” تتسلم أدلة من دمشق
علق تنفيذ اتفاق حلب من جديد لإجلاء ما تبقى من مسلحي الأحياء الشرقية للمدينة أمس بعد اعتداء عناصر جبهة النصرة في بلدة سرمين في إدلب على عدد من الباصات التي كانت متوجهة إلى بلدتي الفوعة وكفريا لإجلاء الجرحى منهما، في نقض جديد للاتفاق الذي أبرم أمس والذي هدف لتلافي ثغرات الاتفاق السابق يوم الجمعة الماضي.
وجاء تعليق الإجلاء بعدما أقدم إرهابيون من جبهة النصرة (جبهة فتح الشام) في بلدة سرمين في إدلب على حرق خمس حافلات كانت متجهة لإجلاء جرحى الفوعة وكفريا، على حين استطاعت 5 حافلات أخرى الدخول إلى البلدتين من أصل 51 حافلة مع سيارات للهلال الأحمر السوري، بينما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن المقاتلين استولوا أيضاً على حافلتين قبل وصولهما إلى البلدتين.
وبعدما حاولت مواقع معارضة التسويق لفكرة أن الجيش السوري وحلفاءه هم من عرقلوا الاتفاق نقل موقع «الإعلام الحربي» التابع لحزب اللـه تعليق قائد «غرفة عمليات حلفاء سورية» بالقول: «لقد كان بين أيدينا أحد أهم قادة المسلحين في حلب، ولم يتعرض له أحد وتمت إعادته إلى الأحياء الشرقية، لأننا لا نتصرف خلافاً للقيم السمحاء والأخلاق الإنسانية العالية»، محملاً مسؤولية الاعتداء على الحافلات في سرمين «للإرهابيين والدول الداعمة لهم ونطالبهم بالإيفاء بالتزاماتهم».
وأضاف: نقول لهم سينتظر عناصركم المسلحون الذين يريدون الخروج بسلاحهم الفردي، خروج المدنيين من قريتي كفريا والفوعة وأي تأخير هو بسببكم وتحت مسؤوليتكم»، محملاً «المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المسؤولية التاريخية لعدم اهتمامها بقضية أهالي كفريا والفوعة المحاصرتين منذ سنوات»، داعياً هؤلاء «للاهتمام بمناطق أخرى في سورية كدير الزور وغيرها».
وفي مقابل ذلك سادت حالة من التخبط والتوتر لدى قادة المجموعات المسلحة وسط تهجم القيادي في ميليشيا «جيش الأحرار» المشكل حديثاً داخل ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» المدعو «أبو صالح طحان» على الذين قاموا بإحراق الحافلات معتبراً بأن «هكذا فعل من شأنه تعطيل التبادل».
وفي حين تحدث الرئيس السابق لـ«الائتلاف» المعارض خالد خوجة بأن هذا الفعل رسالة لتعزيز الانطباع العام بتشرذم «قوى الثورة»، اعتبر «عمر رحمون» وهو أحد الأعضاء المكلفين المفاوضات، بأن «جبهة النصرة هي من أحرقت الحافلات بعد أن أخرجت عناصرها من حلب، وهي تريد إحراق من تبقى بفعل كهذا، وأن النصرة هي من باعت حلب عندما هاجمت الفصائل بالأحياء الشرقية وعندما تم الاتفاق رأينا أن مسلحي النصرة أول الصاعدين بالباصات الخضراء».
وجرى الاتفاق الجديد لضمان سلامة كل الخارجين بحيث يتم الإجلاء على ثلاث دفعات يخرج في الأولى 1250 جريحاً ومدنياً من بلدتي الفوعة وكفريا مقابل إخراج نصف المسلحين والمدنيين المتبقين في أحياء جنوب حلب، وتتضمن الدفعة الثانية إخراج العدد نفسه من البلدتين مقابل النصف الثاني من مسلحي حلب، على حين تشمل الدفعة الثالثة إخراج 1500 حالة إنسانية من البلدتين في توقيت إجلاء 1500 مدني وجريح من الزبداني ومضايا في ريف دمشق إلى أرياف إدلب.
وقدمت دمشق أمس إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أدلة تثبت استخدام الميليشيات المسلحة غاز الخردل السام في ريف حلب الشمالي، ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الهيئة الوطنية السورية لتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية سامر عباس قوله: إن خبراء المنظمة سيزورون سورية مرة أخرى بهدف استلام عينات جمعها خبراء وزارة الدفاع الروسية في بلدة أم حوش بريف حلب الشمالي، التي تعرضت في 31 تشرين الأول الماضي للقصف بقنبلة تحتوي على غاز الخردل.
حلب- الوطن