محلي

الهزات الصغيرة بمنطقة واحدة لأيام متتالية تؤدي إلى هزة كبيرة… فلاح لــ “الوطن”: الزلزال مدمر للمناطق العشوائية إذا تجاوز ٥ درجات

تعرضت سورية خلال الفترة الأخيرة لعدد من الهزات الأرضية كانت أقواها ٤.٧ درجات، وقد أثارت هذه الهزات جملة من التساؤلات في الشارع السوري، تتعلق بدلالة هذه الهزات وهل هي مقدمة لهزة أكبر؟ وما تأثيرها على السكن العشوائي في سورية والذي يمثل أكثر من ٦٠% من المناطق السكنية في البلاد.

الدكتور رياض قره فلاح الأستاذ في جامعة تشرين بين “للوطن” ازدياد نشاط حركة الصفائح الأرضية في سورية في الآونة الأخيرة، وهو ما أدى إلى تتالي الهزات الأرضية، وهي حركة “طبيعية للصفائح التكتونية نتيجة لوجود سورية ضمن نطاق أهم صدع في العالم وهو صدع البحر الميت -أو الفالق السوري الإفريقي –وهو ذو حركة انزياحية نشطة حيث تتحرك الصفيحة العربية على طول هذا الصدع شمالاً بالنسبة للصفيحة الإفريقية بمتوسط سرعة 5 ملم كل عام، وهي في حالة تماس مع صفيحة الأناضول، ليشكل هذا الفالق والصدوع في القشرة الأرضية خطراً مُباشراً على سكّان تلك المناطق الخاضعة لتأثيرها.

وأشار فلاح إلى أن التنبؤ بالزلازل عملية صعبة ولا يمكن تحديد مكان حدوث الزلزال ولا وقته. مضيفاً: لكن هناك مؤشرات مثل حدوث هزات صغيرة بمنطقة واحدة ولعدة أيام متتالية يؤدي إلى حدوث هزة كبيرة ويمكن للطيور والحيوانات والحشرات استشعار أصوات التحطم الذي يحدث حدث في الطبقات الأرضية، وبالتالي تتنبأ بحدوث الزلزال قبل الإنسان.

واستعرض أهم الظواهر التي تسبق الزّلازل ومنها ارتفاع مستوى المياه، وارتفاع الأمواج على الرغم من كون الرّياح خفيفةً وهادئةً، و الحركاتٌ اللافتة وغير الاعتيادية للطّيور والحيوانات، و ارتفاع المياه في الآبار على طول خط الصّدع.

وبالنسبة لتأثير الزلازل في الأبنية في المناطق العشوائية، بين صالح أن الأبنية الأكثر تعرضاً لأخطار الزلازل هي تلك التي تقوم على أعمدة رفيعة، والتي لا تبدأ جدرانها من الأرض، وكلما زاد ارتفاع هذه الأبنية ازداد الخطر عليها من الزلازل. كذلك تكون مقاومة الأبنية أضعف إذا وقعت في مناطق مرتفعة التضاريس أو في أراض مائلة، وإذا لم تكن أساساتها قائمة على صخر، حيث تكون التربة الضعيفة معرضة للانزلاق من تحت الأساسات وخصوصاً إن كانت التربة تتوافر فيها المياه وكان هناك حبيبات ناعمة في التربة، كالرمل أو الطمي حيث تنقلب الأبنية أو تتعرض أساساتها إلى هبوطات متفاوتة من منطقة في البناء إلى أخرى عند حدوث زلزال.

وقال فلاح: من المعروف أن مقياس ريختر هو أشهر المقاييس التي تستخدم لقياس قوة الزلازل وهو يتكون من عشر درجات، ولكن الدرجات التي يبدأ فيها الزلزال بالتأثير في المباني الضعيفة هي 5 درجات وما فوق، ولن يؤثر في المباني المتينة حتى يصل إلى 6 درجات، مضيفاً: يمكن لنا أن نقدر حجم الكارثة التي من الممكن أن تصيبنا إذا ما تعرضنا لخطر زلزالي يفوق 5 درجات علما أن الزلازل التي أصابت الساحل السوري وصلت حتى 4.7 درجات، حيث سببت حركة في الأبنية من دون أن تؤذيها.

وعن الإجراءات التي ينصح باتباعها للتخفيف قدر الممكن من خطر زلزالي محتمل، أكد أنه على للحكومة إصدار قوانين صارمة وعامة تلزم بالتصميم الإنشائي للمباني بشكل مقاوم للزلازل ومنع البناء في مناطق المخالفات بشكل مطلق، عدا وجود ضوابط للبناء على المناطق المرتفعة الجبلية والمعرضة للانزلاقات. مضيفاً: من ناحية أخرى لا بد من تعميم ثقافة استشارة المهندس المختص عن الأسلوب الأمثل لإنشاء وتثبيت حائط السطح ليكون مقاوماً للحركة الأفقية. ولا بد من إجراء دورات شعبية تثقيفية من جهات الدفاع المدني لكيفية التصرف قبل وأثناء وبعد وقوع الزلزال، وأهمها الاستعداد النفسي والتفكير جيداً في أماكن الحماية ضمن المنزل، والتي يجب أن تكون تحت عتبات الأبواب أو بالقرب من الأعمدة المتينة، لأن معظم الحالات التي تكون فيها الضحايا كثيرة تكون بسبب سوء التصرف والرعب المرافق لحدوث الزلزال.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock