اقتصاد

الورشات توقفت عن العمل.. سعر غرام الذهب حسب “الصاغة” 41 ألف ليرة

تشهد سوق الذهب جموداً في العمليات التجارية من بيع وشراء، تخفي خلفها مشكلة كبيرة تتعلق بالشق الصناعي الخاص بورش الذهب، التي تزود السوق بالمصوغات، والتي تعاني من شبه توقف لنشاطها منذ أشهر، بحسب ما أكده أصحاب ورش في دمشق، مبينين أن العديد من زملائهم أغلقوا ورشهم، واختاروا السفر أو العمل بمهنة أخرى، وهذا المصير يبدو أنه سيكون بانتظار أغلب أصحاب الورش.
وتحدثوا عن أن ارتفاع الأسعار وانتشار الذهب المستعمل «البالة» بشكل كبير سببا تعطل العمل في الورش، إذ أصبح الصائغ ينظف القطع المستعملة التي يشتريها، ومن ثم يعيد عرضها في الواجهة للبيع، ما يعني أن هذه الصناعة أصبحت مهددة بالانقراض في حال استمر الوضع على ما هو عليه حالياً، فإن بعض الورش التي لم تغلق تعمل على تسريح عمالها، أو تخفيض رواتبهم، والبعض مستمر بتحمل تلك التكاليف إلى أن يتحسن الواقع.
وأكد رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات غسان جزماتي لـ«الوطن» بأن الأسواق تشهد جموداً في البيع والشراء، وذلك نتيجة حالة الانتظار التي تخيّم على الأسواق، إذ ينتظر الناس أن تثبت الأسعار عند سعر محدد لتتمكن من الشراء والبيع ولا تتعرض للخسارة في حال اشتروا بسعر مرتفع، ثم انخفضت الأسعار بعدها.
وبين جزماتي أن أغلبية ورشات صياغة الذهب في دمشق توقفت عن العمل، لكنها لم تغلق بشكل نهائي، وذلك نتيجة الجمود الذي تشهده الأسواق، وعدم وجود طلب على المصاغ الذهبي من قبل محال الصاغة.
وتواصلت «الوطن» مع عدد من أصحاب محال بيع الذهب والصاغة في دمشق للوقوف على واقع الأسواق، إذ بيّن البعض أن الجمود الذي تشهده الأسواق هو نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار المعلنة من جمعية الصاغة، والتي لا تزال تسعر وفق السعر الوسطي للدولار، وإن كانت خفضت التسعير قليلاً بعد صدور المرسومين /3/ و/4/، موضحين بأن تخفيض الأسعار سوف يساعد في تحريك الأسواق وتحسين المبيعات وتشغيل ورشات الذهب.
وطالب صاغة آخرون برفع الأسعار لتتوازى مع سعر صرف الدولار في السوق الموازي وذلك لتغطية خسارتهم «وفق تعبيرهم» والتي نتجت عن الفارق الكبير في الأسعار بعد الارتفاع في سعر الصرف للسوق الموازي، ولمنع تهريب الذهب إلى الخارج وبالذات إلى لبنان، معتبرين أن تخفيض سعر الذهب سوف يشجع البعض على شراء كميات كبيرة من الذهب وتهريبها إلى أسواق لبنان حيث الأسعار فيها ستكون مرتفعة عن أسعار أسواقنا وهذا الفارق السعري يشجع على التهريب.
رئيس الجمعية كان له رأي آخر، إذ أصر على إلغاء التسعير وفق السعر الوسطي للدولار، منوهاً بأن هدف الجمعية أن تكون أسعار الذهب واقعية، مبيناً أن السعر المقبول والمنطقي في الأسواق حالياً وفق رؤية بعض الصاغة أن يعود سعر الذهب لحوالي الـ20 ألف ليرة سورية، حيث كانت الأسعار مقبولة وحركة الأسواق جيدة، موضحاً أن ارتفاع الأسعار كان يلزم الصاغة برفع أجرة الصياغة لتغطي الضياع في المادة نتيجة عمليات الصياغة.
وأكد جزماتي التزام جميع الصاغة ومحلات بيع الذهب بالتسعيرة الرسمية المعلنة من جمعية الصاغة، وقد عممت الجمعية على كل الصاغة والمحال للتقيد بالتسعيرة الرسمية وعدم الالتفات للأسعار التي تنشرها بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر أسعار للذهب غير واقعية بقصد التلاعب والإضرار بالمواطنين.
وكان الذهب قد وصل لأعلى سعر له بتاريخه وهو 46 ألف ليرة سورية وعاد للانخفاض أكثر من 9 آلاف ليرة سورية منذ إصدار المرسومين /3/ و/4/، ومن ثم عاد للارتفاع يوم أمس ليسجل غرام الذهب عيار /21/ سعراً بـ41 ألف ليرة سورية وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الأونصة الذهبية العالمية وفق تصريحات جزماتي حيث سجلت الأونصة العالمية يوم أمس سعراً بـ1582 دولاراً، مسجلة ارتفاعاً بحوالي 30 دولاراً.

علي محمود سليمان

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock