منوعات

الوطن أولاً وأخيراً

يحق للمواطن، أينما كان حضوره خارج بلده لسبب من الأسباب، أن يتباهى بانتمائه إلى وطنه الأم. وقد برهن العديد من أبناء سورية المقيمين خارج الوطن الأم على أن الزمن مهما طال فلن يمحو من ذاكرتهم البصرية معالم الأرض التي نشؤوا فوقها وغادروها طوعاً أو مكرهين.
من هنا كثيراً ما نسمع أو نقرأ لأحد المقيمين خارج الوطن القول بأنهم غادروا وطنهم لكن وطنهم لم يغادرهم وبقي حاضراً بينهم حيثما كانوا، فالوطن ليس مجرد مكان له حدوده وأبعاده الجغرافية، إنه الساكن في نفوس أبنائه وعقولهم، ومن هنا الدعوة ليكون المواطن، قريباً كان أم بعيداً صوته، وخصوصاً في الأوقات التي تتطلب منه اتخاذ موقف مشرّف.
وغالباً ما كانت سورية الوطن، نقطة الوصل مع أبنائها حيثما وجدوا. وبهذا المعنى يغدو الوطن أرضاً لم يبرحها أبناؤها إلا بالجسد لا بالفكر، ولذلك يصح القول بأن الوطن حتى إذا غادره أبناؤه لا يغادرهم، وهذه حقيقة لطالما شهد بها كبار أدباء سورية ومفكروها، وهم ينشدون ساعة لقاء من تراب الوطن. والأمثلة في هذا السياق لا تعد.
الوطن بهذا المعنى ليس مجرد عنوان لحالة حياتية بل هو فعل على الأرض سواء داخل حدودها أم في المغتربات، وبهذا المعنى أقرأ عنوان صحيفة تختار الوطن ليكون دليلها ويزداد حضورها بين قرائها بمقدار ما تجسد الكلمة أو العبارة في ثنايا إلى فعل على الأرض بين الناس.
دعتني إلى كتابة هذه الزاوية ليلة الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس صحيفة «الوطن» السورية العتيدة، وما رافق الاحتفال من كلمات اعترف لها أصحابها بمكانتها المرموقة بين قرائها، داخل سورية وخارجها، إضافة إلى كل كلمات التهنئة بعيد «وطننا» هذه، أختتم بكلمة مبارك وإلى الأمام دائماً.

د. اسكندر لوقا

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock