بعد هزيمة الكلاسيكو… كرة الاتحاد بلا هوية والبحث جار عن مدرب جديد
ربما سيكون مدرب الاتحاد مهند البوشي أول ضحايا الدوري الممتاز بكرة القدم بعد هزيمتين شكلتا حالة من القلق لدى مجلس الإدارة وتحديداً مشرف كرته الذي سارع على الفور للبحث عن مدرب جديد والتسريبات التي وصلتنا تفيد عن اتصالات بدأت بعد هزيمة الكرامة في حلب وكأن الجميع باتت لديه قناعة تامة بتواضع الفريق وعدم مقدرة البوشي على السير به بعيداً وهو حقيقة نتائج أفرزتها الجولتان الأولى والثانية مع تشكيل وأداء محيرين وشخصية غير موجودة على أرض الملعب لفريق تجاوزت تكلفته /500/ مليون ليرة سورية وكل ذلك مراده للعمل العشوائي الذي سلكه مشرف اللعبة وهو بلا شك يتحمل تبعات قيادته المتواضعة التي تحتاج لرجل حكيم يمتلك كاريزما وشخصية لها مكانتها وخبرتها في العمل الفني بنادي الاتحاد وحتى رئيس النادي يلام في ترك الحبل على غاربه وعدم سؤاله عما يحدث وخاصة في تعاقدات للاعبين أشبه /بالعواجيز/ وأغلبيتهم على أبواب الاعتزال بعد سياسة وتصريحات الاعتماد على أولاد النادي لكسب واستعطاف الجماهير التي انطلت عليها الحيلة في البداية لكنها لم تر شيئاً سوى كلام مفرغ من شكله ومضمونه وهو ما حملته تصريحات الجماهير الغاضبة بعد هزيمة الكرامة معتبرين أن الفريق ليس لأبناء النادي كما أشيع بل كانت حلقة مررت لمصلحة أشخاص لا يملكون قاعدة وفقهاً بالعمل الفني والإداري لمواقع حساسة في ناد له اسمه وتاريخه ومكانته مع عمليات تجميل وترويج لهم من قبل حاشيتهم على منصات مواقع التواصل التي كشفت عورتهم بعد جولتين فقط وليتبين أن كل ما أنجز هو سراب وأساس هش، لن نضع اللوم كله على المدرب الذي حار واحتار وحير الجماهير بل يتحمل مشرف كرة القدم تبعات هذه الفوضى وفق خياراته التي خرجت بهذه الصورة الفقيرة والفريق بات بحاجة لصدمة مبكرة لأنه يعيش أسوأ حالاته الفنية والبدنية والنفسية .
بداية التعاقدات جاءت من خلال التوقيع مع لاعبي نادي الاتحاد حيث تم الاحتفاظ بكل من عبد الله نجار، إبراهيم سواس، إبراهيم الزين، حسام الدين عمر، ومن ثم شهدنا وافدين من خارج القلعة الحمراء على عكس التصريحات تماماً وبأرقام فلكية غير مقبولة وخاصة أن أعمارهم ناهزت الثلاثين عاماً والبعض منهم يعتبر منتهي الصلاحية لكن من فكر ودبر وتعاقد فذلك هو بيت القصيد، التحضير والتجريب جاء من خلال دورة تشرين التي بدورها كشفت الكثير من الأخطاء وكانت الحجة أن الوقت مبكر بعد للتقييم والدوري هو المحطة الأهم وسيكون الفريق جاهزاً لها وعلى أفضل ما يرام مع تعاقدات حدثت ومن ثم فسخت لعبد الله نجار وسامر سالم لأسباب غير جوهرية خضعت لأهواء شخصية من دون أي تقييم فني.
البعض من أصحاب الخبرة كان لديه قراءة واقعية ومتأنية للوضع العام قبل دخول معترك الدوري الممتاز حيث كان الإجماع بأن أعمار اللاعبين سيشكل عثرة للفريق نتيجة المعدل المرتفع والخيارات لم تكن منطقية وتخضع لدراسة فنية بل جاءت عشوائية وبعيدة عن العمل الاحترافي وغلفها طابع الارتجالية التي قالت كلمتها في تعاقدات مع لاعبين الهدف منها إعلامي فقط من دون النظر لقيمتهم الفنية ومدى حاجة الفريق لهم وهذا شيء يجب دراسته قبل كل خطوة من قبل المسؤولين الذين انشغلوا بالترويج الإعلامي والتقاط الصور والعزف على الكيان والانتماء الذي لم يعد موجوداً في ظل الاحتراف .
عندما يتعرض الاتحاد لهزيمتين في أول جولتين من بطولة الدوري الممتاز فهو نتاج طبيعي لما تم العمل عليه قبل أشهر ويعتبر حصاداً لما تم زرعه فمن لا يملك ثقافة العمل الاحترافي ولا يسير على دربها ولا يملك أدنى مقوماتها سيتلقى الهزيمة تلو الأخرى وسيظهر الفريق بهذه الصورة المتواضعة، وعملية تقسيم الكعكة داخل النادي والمحاصصة لا تكون بهذه الطريقة عبر جلب الحاشية الموالية من دون النظر لوضعهم الفني والتنظيمي والتقني من خلال وجود أشخاص (تنفيعة) بكل معنى الكلمة وهذه- طامة كبرى أيضاً سلكها مجلس الإدارة الذي حيد عدداً لا بأس به من الخبرات وجلب مكانهم أناساً مبتعدين منذ سنوات طويلة عن العمل الفني والإداري كجوائز ترضية لهم وعملية مراضاة لذلك سيكون الثمن باهظاً والفاتورة غالية .
الاتحاد بعد جولتين لم يظهر كما هو متوقع فلا المدرب ثبت على تشكيل معين ولا الفريق ظهرت هويته وشخصيته في أرض الملعب وهو دليل على التحضير المتواضع من كل النواحي التي كشفت في المواجهات الرسمية ونعتقد أن تصريحات المدرب بعد هزيمة الكرامة بوجود أخطاء في الخط الدفاعي وعدم الثقة بعملية البناء هو من يتحمل مسؤولة هذا الكلام وقضية الصبر على الفريق الذي كلف أكثر من نصف مليار ليرة أمر مرفوض تماماً فالاتحاد تعود على المنافسة ولا يمكن أن يؤدي دور الكومبارس والبوشي من صرح في مناسبات سابقة بأنه سينسحب حال عدم تحقيق نتائج إيجابية فهل بقي أكثر من ذلك التدهور والسوء؟
مشرف اللعبة تحديداً يبحث حالياً عن مدرب بديل كما وصلنا وهذا دليل على وجود خلل في الانتقاء وقد طفا على السطح الآن واعتراف دامغ بأن القرارات المتخذة سابقاً لم تكن ناتجة عن عقلية احترافية بل جاءت لمصالح مشتركة فلزم التصحيح قبل فوات الأوان وربما ستكون هناك خطوات تصحيحية كثيرة إن بقي الوضع على ما هو عليه وبقية الأمور تدار بعقلية هاوية بعيدة عن الانفتاح والوعي والنضج الكروي وكان الله بعون نادي الاتحاد على بلواه.
حلب – فارس نجيب آغا