“تحرير الشام” تضيق على ميليشيات إدلب للاندماج فيها
اتخذت “هيئية تحرير الشام”، التي تقودها “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام حاليا) خطوة جديدة للضغط على ميليشيات ادلب بهدف الاندماج معها، وأصدرت تعميماً يقضي بمنع تشكيل أي ميليشيات جديدة في المحافظة وما حولها لإفساح المجال أمامها للاستفراد في الساحة التي خلت لها اصلاً بعد السيطرة على معظم أرجائها.
وبرر التعميم، الذي ذيل بتوقيع المسؤول العام للهيئة هاشم الشيخ (أبو جابر)، أنه حرصاً من قيادة الهيئة في “الحفاظ على الساحة” من مزيد من التشرذم ودفعاً للوصول إلى “مشروع جامع يحفظ الثورة وأهلها” فقد تم اتخاذ القرار الآتي: “يمنع تشكيل أي فصيل جديد في الشمال (السوري) وتحت أي مسمى بعد تاريخ صدور هذا التعميم (الجمعة)، وأي فرد أو مجموعة تنشق عن أي فصيل من الفصائل الموجودة في الساحة حالياً بما فيها هيئة تحرير الشام يخرج (من محافظة إدلب وما حولها) بدون سلاح”.
وأكد مصدر معارض مقرب من ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية”، التي دحرتها “تحرير الشام” من معظم محافظة إدلب، لـ “الوطن أون لاين” أن معلومات لدى قيادات الحركة تفيد بأن “النصرة” تدفع باتجاه اتخاذ مزيد من القرارات “المتعنتة” التي تصب في تطريس نفسها لاعباً وحيداً في ادلب وبما يضيق على بقية الفصائل العاملة فيها وصولاً إلى اللحظة التي ترى الظرف مناسباً فيها لإعلان “إمارتها الإسلامية”.
وأوضح المصدر أن قادة الميليشيات الموجودة حالياً في ادلب بما فيها “أحرار الشام” ترفض هذا التعميم الذي يمنع تأسيس فصائل جديدة خصوصاً بعد انشقاق 13 فصيلاً من الحركة وانضمامهم إلى الهيئة وهرب الكثير من عناصرها، وهي الميليشيا الأكبر في ادلب، إلى مناطق سيطرة “درع الفرات” الموالية لتركيا في ريف حلب الشمالي بهدف قتال وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية.
ولفت المصدر إلى أن سبب عدم رفض أي من ميليشيات ادلب للتعميم، الذي تقف وراءه “النصرة”، مرده إلى نية فرع “القاعدة” في سورية بإيجاد ذريعة للانقضاض على أي مليشيا مناوئة كما فعل مع “أحرار الشام” خلال الشهر الجاري.
وكانت “تحرير الشام”، التي تتألف من ثلاث ميليشيات راهنا بعد انفصال ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” عنها أخيراً، سيطرت على معظم معاقل “أحرار الشام” خلال الاقتتال بينهما الأسبوع الفائت باستثناء قرى وبلدات جبل الزاوية وريف ادلب الجنوبي الغربي. ورجح متابعون لما يدور في ادلب لـ “الوطن أون لاين” تشكيل “النصرة” لـ “إماراتها” قريباً.
إدلب- الوطن أون لاين