سوريةسياسة

تركيا لمرتزقتها في الشمال: «أعذر من أنذر»

بما يثبت أنها وضعت في «خانة اليكّ» الروسية بعد اعتراضات كثيرة من مسلحي الشمال على اتفاق إدلب، أكدت تركيا لمرتزقتها أنها ماضية في تنفيذه ولن تدافع عن كل من لا يلتزم به.

وقالت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة الموجودة في إدلب أن المسؤولين الأتراك أبلغوهم أن أنقرة ماضية في تنفيذ باقي بنود «المنطقة المنزوعة السلاح» في الشمال التي اتفق عليها في «سوتشي».

وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن الاستخبارات التركية أوصلت رسائل إلى جميع الميليشيات التابعة لها ولاسيما «الجبهة الوطنية للتحرير» وإلى التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة مثل «حراس الدين» وتلك التي تدور في فلك «جبهة النصرة» مثل «هيئة تحرير الشام» والمجموعات التي انشقت عنها أخيراً، بأن تركيا لن تدافع عن كل من لا يلتزم بتنفيذ بنود «سوتشي»، وخصوصاً انسحاب «المتشددين» من «المنطقة منزوعة السلاح» في التوقيت المحدد بحلول 15 الشهر الجاري.

وأضافت المصادر أن الرسائل كانت صريحة بالقول: «أعذر من أنذر»، وأن لدى تركيا مسائل عسكرية مهمة غير إدلب وخصوصاً منطقة شرق الفرات، التي صوبت ماكينتها الإعلامية والسياسية باتجاهها خلال الأيام الأخيرة لما تشكله من خطر على الأمن القومي التركي.

جاء ذلك قبل يوم من انتهاء المهلة التي تضمنها الاتفاق في مرحلته الثانية، والتي تنص على انسحاب الجماعات «المتشددة» من «منزوعة السلاح» بحلول يوم غد الاثنين بعد انتهاء المرحلة الأولى التي سحب فيها المسلحون بعض سلاحهم الثقيل بشكل استعراضي مع حلول 10 الجاري وبخلاف النص الصريح للاتفاق القاضي بسحب كل السلاح الثقيل.

وتوقعت المصادر أن تنسحب «النصرة» من «منزوعة السلاح» من المناطق التي ستوكل مهمة حمايتها لحلفائها الموالين لها، ولـ«القاعدة»، مثل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي الذي سيتولى «الحزب الإسلامي التركستاني» الدفاع عنه بعد أن دعّم وجوده فيه، في حين ستترك مهمة الاحتفاظ بريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الشمالي الغربي لـ«أجناد القوقاز» و«جيش المجاهدين».

ولفتت إلى أن الجماعات الإرهابية التي انشقت عن «تحرير الشام» أخيراً مثل بعض الألوية المحلية وتيار «الشرعيين والقياديين المصريين»، لا وزن عسكرياً لها، وتوقعت عدم انسحابها من «المنطقة منزوعة السلاح» إلا بعملية عسكرية للجيش العربي السوري بمؤازرة القوات الجوية الروسية.

ورجحت المصادر تكرار سيناريو درعا في «المنزوعة السلاح» مع بدء الجيش عملية عسكرية محدودة و«موضعية» داخل المنطقة ضد الإرهابيين الرافضين للانسحاب منها ومن دون اعتراض أنقرة على العملية.

إلى ذلك أفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش على أتم الاستعداد والجهوزية لتنفيذ المهام التي ستوكل إليه في أرياف اللاذقية الشمالي الشرقي وحماة الشمالي وسهل الغاب الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي الشرقي وحلب الغربي، بعد أن وجه تحذيرات للإرهابيين في الريف الأخير وفي محافظة إدلب بالانسحاب من «منزوعة السلاح» قبل انقضاء المهلة المحددة وفق «سوتشي»، وبأنه سيرد بحزم على أي استفزاز من قبل الإرهابيين كما حدث في ريف حلب الغربي الذي تشهد خطوط تماس جبهاته إطلاق القذائف والصواريخ من السلاح الثقيل، الذي يفترض أنه جرى سحبه من المنطقة، على الأحياء الآمنة.

وأشار المصدر إلى أن «النصرة» وأخواتها منعوا شباناً من إدلب من التوجه إلى مناطق سيطرة الجيش، للحيلولة دون تسليم أنفسهم بعد مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد عن الفارين من الخدمة الإلزامية.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock