سوريةسياسة

جنيف في يومها الرابع بلا جديد.. و«ألغام» دي ميستورا التفاوضية في «لا ورقة»

انتهى الاجتماع الثالث بين وفد الجمهورية العربية السورية وفريق عمل الأمم المتحدة برئاسة رمزي عز الدين رمزي بدلاً من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الذي غادر إلى الأردن للمشاركة في أعمال القمة العربية المنعقدة منذ الأمس.

ووفقاً لمصادر قريبة من الوفد الحكومي السوري فإن لقاء الأمس شهد نقاشاً حول سلة الدستور، حيث قدم وفد الجمهورية العربية السورية ورقة مبادئ أساسية للبدء بشكل صحيح في أي حوار حول العملية الدستورية، ووفقاً للمصادر، تم تسليم الورقة لرمزي على أن يعرضها على الأطراف الأخرى لمناقشتها ومن ثم إقرارها.

وعلمت «الوطن» من أجواء جنيف أن وفد الجمهورية العربية السورية يعمل على تقديم القراءة الصحيحة والقانونية للحل السياسي في سورية بعيداً عن «صف المصطلحات» و«التنظير» المستخدمين في كلام دي ميستورا وفي الـ«لا ورقة» التي قدمها للوفود الثلاثة.

وكشفت أمس مصادر إعلامية عن فحوى «لا ورقة» دي ميستورا التي تتضمن قراءته لمستقبل المفاوضات وعناوينها الأساسية، وفي قراءة أولية لها، يتضح أنها تتضمن جملة من «الألغام التفاوضية» أهمها التجاهل شبه الكامل لمسألة الإرهاب الذي تتعرض له سورية منذ ست سنوات، لا بل يأمل دي ميستورا من خلال مفاوضات جنيف، إعادة «بناء سلطة» في سورية وفرض دستور جديد عليها، وكأن لا دولة ولا دستور قائمين في سورية، مع أنه يتحاور مع وفد يمثل الجمهورية العربية السورية بكامل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية!
وفي «لا ورقة» دي ميستورا مصطلحات عامة منها على سبيل المثال: مدى السلطات، شمولية السلطات، الاستقلالية في ممارسة السلطات، هل تكون العملية الاقتراعية استفتاء على الدستور، المؤسسات وتركيبتها، كيفية حل النزاعات الانتخابية، دور حوكمة العملية الانتخابية، وغيرها الكثير.

وبحسب مراقبين فإن الـ«لا ورقة» قامت بصف المصطلحات جنباً إلى جنب، وبدا أن أغلبيتها يتعارض مع الدستور القائم في سورية ويتجاوز استقلالية قرار السوريين في اختيار وتحديد مستقبلهم، ويبدو أن الهدف منها فقط إرضاء من يطمح بالسطو على السلطة من دون أن يراعي دي ميستورا القرار السيادي السوري وقرار السوريين.

ووفقاً للمراقبين فإن هدف دي ميستورا إهمال سلة «الإرهاب» التي فرضها وفد الجمهورية العربية السورية على المفاوضات، وعدم التطرق للهجمات التي تتعرضت لها دمشق ولا يزال يتعرض لها ريف حماة، وخاصة بعد تبني وفد منصة الرياض لها معتبراً أن من نفذها وينفذها هو «الجيش الحر» وليس جبهة النصرة!

ورأى المراقبون أن وفد الجمهورية العربية السورية تعمد إستراتيجية «اللا رد المباشر» على «أفكار» دي ميستورا، بل الشروع في تقديم الرؤى والاقتراحات العملية القابلة للتنفيذ من خلال «ورقات»، ولكل سلة ورقة ومبادئ، يقدمها للمبعوث الخاص وفقاً لجدول الأعمال الذي تم إقراره.

واعتبرت المصادر المراقبة أن المسألة الأساسية التي تشغل الوفد الحكومي السوري تبقى هي المبادئ الأساسية لكل سلة من السلال بحيث انطلاقاً منها وبعد موافقة كل الأطراف يمكن الشروع في حوار بناء مع من هم يمكن أن يكونوا شركاء فعليين في الوطن.

ولم يتمكن دي ميستورا حتى الآن، من تعيين وفد واحد للمعارضات ويراوغ تجاه هذه المسألة الحساسة التي يمكن أن تفجر المفاوضات وسط خلافات كبيرة بين صفوف منصات المعارضة الثلاث.

جنيف – الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock