دبيات: قوى الأمن الداخلي تعود إلى المناطق المحررة بالقنيطرة
أكد محافظ القنيطرة همام دبيات دخول وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى بلدات جباثا الخشب ومدينة القنيطرة المهدمة ونبع الصخر وناحية قصيبة في القطاعين الشمالي والجنوبي المحررين من الإرهاب وذلك لتعزيز الأمن والاستقرار وعودة مؤسسات الدولة إليها وسط ترحيب الأهالي الذين تجمعوا للمشاركة في رفع العلم الوطني.
وبين دبيات لـ«الوطن» أن رفع العلم الوطني في البلدات التي تم افتتاح مخافر فيها هو إيذان ببدء العمل وحلول الأمن والاستقرار بفضل بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته، مؤكداً تقديم الخدمات الأساسية للمناطق المحررة والتي جاءت استكمالاً لانتصارات الجيش السوري في قطاع الصحة والمياه وتقديم وتأمين المواد التموينية والغاز المنزلي.
وأوضح محافظ القنيطرة تشكيل لجنة برئاسة نائب المحافظ وعضوية أعضاء المكتب التنفيذي ومديري الدوائر الخدمية والأسرة التموينية وتم التوجيه لها وللمديريات والوحدات الإدارية للعمل فوراً في المناطق المحررة لتأمين مادتي الخبز والغاز والكشف على الشبكة الكهربائية المتضررة كون الكهرباء ضرورية لتأمين مستلزمات أبناء المنطقة المحررة من المياه، كما تمت زيادة كميات الطحين للمخابز الحكومية بكمية مقدارها عشرة أطنان، إضافة إلى القيام بحملات تقييم لدعم القرى إغاثياً وإنسانياً وفق ما تقدمه المنظمات الدولية والإنسانية.
وأشار دبيات إلى أنه تم الكشف على البنى التحتية في المناطق المحررة ولوحظ تضرر 73 بئراً للمياه بحاجة إلى تجهيزات كاملة كهربائية وميكانيكية من أجل تأمين المياه للأهالي، مؤكداً إعادة تأهيل محطتين رئيسيتين في غدير البستان وعين فريحة وتجهيز 13 بئراً في نبع الصخر وكوم الباشا وقرقس وعين التينة وكودنة والحيران، إضافة إلى وضع مناهل عامة لحالات الطوارئ من أجل الاستفادة منها في الصهاريج الخاصة، مشيراً إلى قيام مؤسسة المياه بنقل المياه إلى مناطق مختلفة في القطاع الجنوبي والتي لا يوجد فيها آبار وبمعدل 3 صهاريج يومياً وخلال الأسبوع القادم سيتم وضع محطة الأصبح بالخدمة.
وفيما يتعلق بمنظومة الكهرباء أوضح المحافظ تعرّض خط مسحرة – نبع الصخر إلى ضرر كبير وفقدان الأعمدة الخشبية وتم تقدير الأضرار بعد الكشف الأولي بنحو500 مليون، منوها بتكليف الوزارة للسورية للشبكات لإنجاز الخط المذكور وبتكلفة نحو100 مليون، كما ستقوم ورشات الكهرباء بالقنيطرة بتجهيز وتنفيذ الخطوط الفرعية والشبكة المنخفضة والمتوسطة ضمن المناطق المحررة وبحيث تكون جاهزة عند تشغيل الخط الرئيسي المغذي لها، علماً أنه تم توريد مستلزمات العمل من قبل شركة الكهرباء من أبراج وأسلاك ومحولات.
وحول قطاع الزراعة فقد تم تفعيل الوحدات الإرشادية لتمارس عملها الطبيعي وإعداد جداول إحصائية بالتعاون مع الروابط والجمعيات الفلاحية من أجل تأمين مادة المازوت وتم الطلب من وزارة النفط لزيادة مخصصات المحافظة من المادة لدعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والآليات الخاصة (الجرارات)، وكذلك سيتم تزويد مربي الثروة الحيوانية بكمية مقدارها عشرة أطنان لكل مربٍ وذلك وفق الحيازات المعتمدة من الجهات المعنية، أما بالنسبة للسدود فواقعها جيد كون العاملين كانوا على رأس عملهم خلال الفترة الماضية ولكنها بحاجة إلى صيانة حيث لم تجرِ أي صيانة لها طيلة خمس سنوات من الأزمة.
وأشار دبيات إلى عدم جاهزية بعض المدارس للاستثمار بسبب الأضرار التي لحقت بها، منوهاً بأن العملية التعليمية لم تنقطع في المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرة المسلحين حيث كانت 73 مدرسة تعمل والكادر التعليمي كان قائماً على رأس عمله، موضحاً بأنه سيتم سد النقص بالكادر من خلال المسابقة الأخيرة أو تكليف أشخاص من خارج الملاك إن اقتضت الحاجة.
ولفت دبيات إلى تكليف العاملين بالقطاع الصحي للعمل في ستة مراكز صحية وهي سويسة وعين التينة وقصيبة والرفيد وصيدا وغدير البستان في حين تتم تغطية نبع الصخر صحياً بواسطة العيادات المتنقلة، وأما بلدات مسحرة وأم باطنة والحميدية فسيتم تجهيز غرف مسبقة الصنع عن طريق المنظمات الدولية كون المراكز بتلك المناطق مدمرة بالكامل.
وكشف محافظ القنيطرة عن وجود مشاف عديدة تابعة للمجموعات المسلحة وما يسمى الخوذ البيضاء وتمت مخاطبة الوزارة للعمل على حصر الأدوية والآليات الموجودة فيها.
وبين دبيات أن المراكز الهاتفية في المناطق المحررة مدمرة بالكامل والشبكات والكوابل مسروقة وأغلب العاملين بحكم المستقيلين وسيتم التواصل معهم في حال رغبتهم بالعودة إلى العمل، مشدداً على أن البلديات تمارس عملها والقيام بمهامها المنوطة بها من أعمال نظافة ورش المبيدات ومعالجة طلبات المواطنين وفي هذا الإطار تم تشكيل لجان محلية مكانية لتكون صلة الوصل بين المواطنين والجهات المعنية لمعالجة أي صعوبات تعترضهم، إضافة إلى لقاء الفعاليات المحلية ووجهاء المناطق المحررة لتلبية طلباتهم.
من جانبه أشار رئيس فرع الهلال الأحمر بالقنيطرة جمعة الحسن إلى تسيير قافلة مكونة من 23 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية وتضمنت 5 آلاف سلة غذائية و5 آلاف كيس من الطحين وتم توزيعها على مناطق القطاع الجنوبي، لافتاً إلى قيام فرق الهلال بحصر وتقييم احتياجات المواطنين بالقرى المحررة بالتعاون مع رؤساء البلديات ليتم تأمين جميع المساعدات الإغاثية والإنسانية وفق جداول معتمدة بأسماء العائلات والتي يتم اعتمادها من قبل الوحدات الإدارية.
بدوره أشار مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي زيتون إلى تقديم وتوفير الاحتياجات المعيشية والأساسية للمواطنين ضمن المناطق المحررة ومن أهمها مادتا الخبز والمحروقات (الغاز المنزلي) كما تم توزيع 7 آلاف ربطة خبز و700 اسطوانة غاز خلال الأيام الخمسة الماضية، إضافة إلى تسيير سيارات المؤسسة السورية للتجارة لتأمين وصول المواد التموينية والاستهلاكية إلى جميع المواطنين وبيعها بالسعر التمويني ودون تحميلهم أي أعباء مادية بالنقل.
خالد خالد -القنيطرة