يبدو أن النتائج غير المشجعة التي خرجت عن المرحلة الأولى لمباحثات «جنيف 8»، لم تشكل عائقاً أمام المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للمضي قدماً في الدعوة إلى الجزء الثاني من هذه المباحثات، وعلى حين سارعت موسكو لتأييد هذه الخطوة، أظهرت القراءة المتأنية للتصريحات الروسية، تقارباً تاماً مع مواقف دمشق، حيث سبق للمندوب الروسي أن حذر من مغبة الاستمرار في وضع الشروط غير القابلة للتطبيق، في وقت تتفق فيه جميع الأطراف الدولية على اعتبار جنيف أحد المسارات النهائية للتسوية في سورية.
صحيفة «الوطن»، علمت من مصادر قريبة من دي ميستورا، أن الأخير أرسل إلى وزارة الخارجية السورية كتاباً، يدعو خلاله وفد الجمهورية العربية السورية إلى المشاركة في الجزء الثاني من «جنيف ٨»، على أن ينطلق بعد غد الأربعاء.
وقالت المصادر: إن مكتب المبعوث الأممي يمضي حالياً عطلة نهاية الأسبوع في سويسرا، ولم يتلق بعد أي إجابة من دمشق حول مشاركة وفدها، وموعد وصوله لترتيب الحجوزات الخاصة بسفره وإقامته.
من جهة أخرى، لم تعلق مصادر سورية على إمكانية مشاركة وفدها في الجولة الثانية، واكتفت بالقول إن دعوة دي ميستورا قيد الدراسة وسيتم الرد عليها في الوقت المناسب.
وشهدت الجولة الأولى تجاوزات من قبل المبعوث الأممي حيث قام بتقديم ورقة مبادئ من دون استشارة الوفد السوري، والورقة سربها وفد «الرياض» إلى الصحافة السعودية، الأمر الذي أثار امتعاض دي ميستورا، وخاصة أن الوفد المعارض وفقاً لمصادر في جنيف، كان على علم بوجود مثل هذه الورقة قبل وصوله إلى جنيف، وكان قد حضّر الرد عليها، على حين أن الوفد السوري لم يكن مطلعاً عليها، وليس لديه معلومات حول وجود ورقة جديدة، ورفض مناقشتها.
إلى ذلك اعتبرت «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة أن جولة محادثات «جنيف 8»، فشلت قبل أن تبدأ، بسبب الشروط المسبقة لـ«الهيئة العليا للتفاوض» المعارضة، وأبدت الجبهة عدم تفاؤلها إزاء الجولات القادمة من هذا المسار «إن لم تتغير المعطيات وخاصة فتح الباب أمام تمثيل معارضة الداخل».
وفي مقابلة مع «الوطن»، اعتبر الأمين العام للجبهة محمود مرعي أن «جولة «جنيف 8» فشلت بسبب بيان الهيئة لافتاً إلى أن «محاباة دي ميستورا لوفد الهيئة العليا وإقصاء معارضة الداخل مخالف للقرار الأممي 2254 الذي نص على مشاركة أوسع طيف من المعارضات السورية».
وأشار مرعي إلى أن «الجبهة» طالبت بتطبيق قرار مجلس الأمن، ولكنه أردف قائلاً: «نحن نعول على لقاء سوتشي الذي من الممكن أن يشكل بداية للحل السياسي».
الوطن