سحر الـ “GPS” بدأ بالنفاد.. أزمة مواصلات جديدة تطل برأسها في دمشق وريفها
بعد مرور أكثر من عام على تراجع أزمة المواصلات في مدنية دمشق ومحافظة ريف دمشق بشكل كبير جداً جراء تفعيل آلية التتبع “GPS” ورفع تعرفة الركوب لتصبح مناسبة للسائقين، عادت مشاهد الازدحام وملاحقة السرافيس ومعاناة الناس تظهر من جديد منذ نحو أسبوع دون أي بوادر للحل.
منطقة البرامكة وسط دمشق والتي تعتبر منطلقاً للمتجهين نحو المزة وجديدة عرطوز وكذلك منطقتي المهاجرين وباب مصلى وكراجات العباسيين والبولمان وغيرها، والتي كانت تشهد قبل أسابيع قليلة فقط ازدحاما بالسرافيس التي تنتظر الركاب، باتت معكوسة الآية اليوم مع ازدحام رهيب بأعداد الركاب المنتظرين لأي سرفيس قادم فيبدأ التدافع والشجار تحت أنظار شرطة المرور، في حين يلجأ بعض سائقي السرافيس والباصات لرفع الأجرة لتصبح ألفي ليرة باتجاه المزة بدلاً من ألف و3 آلاف إلى جديدة عرطوز بدلاً من ألف وخمسمئة، فيضطر الراكب لدفعها بدل دفع 10 آلاف ليرة في حال الركوب بالسرافيس الصغيرة الخاصة العاملة بالبينزين، أو تكاسي الأجرة التي تعمل كتكسي سيرفيس وتطلب 15 ألف ليرة للراكب الواحد إلى جديدة عرطوز.
وعلى التوازي بدأت خطوط السير في ريف دمشق تشهد المشكلة ذاتها، حيث يشهد موقف سرفيس جرمانا – باب توما ازدحاماً شديداً مساء كل يوم، في حين كانت السرافيس تنتظر الركاب في مثل هذا الوقت حتى الأسبوع الماضي، بعض سائقي السرفيس يطالبون الركاب بأجرة مضاعفة على أساس أنهم يضطرون لشراء المازوت بالسعر الحر للعمل، ويقول بعضهم “اليوم ما عبولنا”، في إشارة لمحطات المحروقات التي يجب أن تزود السرفيس بكمية مازوت كافية للعمل يومياً.
يؤكد بعض سائقي السرفيس على خط جرمانا أن عدم تزويدهم بالمازوت بدأ أولا يومي الجمعة والسبت فقط قبل نحو أسبوعين، وخلال الأسبوع الجاري تراجعت الكميات الممنوحة (الليتر بسعر ألفي ليرة)، ومشدداً على أن تعرفة الركوب (1000 ليرة) لم تعد كافية بموازاة ارتفاع الأسعار الكبير الذي تشهده الأسواق من مواد أساسية وكذلك فيما يخص إصلاح السيارة.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع المواصلات في ريف دمشق، إياد النادر، أكد في تصريح لـ”الوطن أون لاين” أن وضع المواصلات في محافظة الريف جيد، إلا أن بعض الخطوط العاملة باتجاه الريف تملأ مخصصاتها من المازوت من محافظة دمشق، مشيرا إلى أن نقص المادة وتأخير بعض أصحاب السرافيس عن التعبئة يمكن أن يخلق أزمة.
وأشار إلى أن دراسة تجري الآن بين عدة جهات مختصة لنقل مخصصات هذه الخطوط من ريف دمشق إلى مناطقها الأساسية في محافظة الريف، بحيث يستطيع السرفيس العامل على خط جرمانا تعبئة مخصصاته من جرمانا، والسرفيس العامل على خط التل تعبئة مخصصاته من منطقة التل والأمر ذاته بالنسبة للخطوط الأخرى، ما سيحسّن وضع المواصلات.
وبخصوص التعرفة، أكد النادر أن تعرفة الخطوط مدروسة جيداً ومناسبة، ولا يمكن رفعها إلا في حال رفع أسعار المحروقات.
علي إبراهيم – الوطن أون لاين