سورية والعراق.. تطور إيجابي في مسار العلاقات الثنائية

حملت زيارة الوفد العراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري أمس إلى دمشق واستقبال الرئيس احمد الشرع، وما تضمنته البيانات الرسمية الخاصة بالزيارة، دلالات على تطور إيجابي في مسار العلاقات بين البلدين.
في التفاصيل الرسمية المعلنة لمجريات الزيارة، ذكرت وكالة “سانا” للأنباء في خبرها، أن الرئيس الشرع، استقبل الوفد العراقي، وأكد الطرفان خلال اللقاء في قصر الشعب، دعم العراق لاستقرار سورية ووحدة أراضيها، كما تناول اللقاء “تأكيد أهمية التعاون المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأكثر ما يؤشر على نية تطوير العلاقات في المجال السياسي بين البلدين، ما أوردته “سانا” بأن الشطري حمل رسالة تأكيد من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني للرئيس الشرع، لحضور القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة العراقية بغداد، في السابع عشر من الشهر القادم.
ومما يدل على توجه البلدين نحو توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما وفتح آفاق جديدة للتعاون في كافة مجالاتها وتعزيز الشراكات في كافة قطاعاتها، أكد الجانبان خلال اللقاء، الكلام دائما لوكالة “سانا”، تشجيع الاستثمارات بين البلدين، وعقد صفقات تجارية بينهما في قطاعات النفط والحبوب، وتشكيل لجان مشتركة لمتابعة تنفيذها، بالإضافة إلى الاتفاق على وضع آلية عمل لتشغيل منفذ التنف- الوليد الحدودي بين البلدين.
وتزامنت زيارة الوفد العراقي مع وصول أولى دفعات منحة القمح المقدمة من الحكومة العراقية إلى الأراضي السورية عبر معبر البوكمال الحدودي، محملة على 55 شاحنة، وذلك في إطار الدعم الإنساني والتعاون بين البلدين الشقيقين.
ونقلت “سانا” عن المدير العام للمؤسسة العامة للحبوب حسن عثمان قوله: “نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجمهورية العراق الشقيقة على مبادرتها الكريمة، بإطلاق حملة لنقل 220 ألف طن من القمح كهدية إلى الشعب السوري، في موقف أخوي يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين”.
عراقيا، جاءت مضامين الأخبار التي نشرت في وسائل إعلام رسمية، قريبة مما تضمنه خبر “سانا”. ونقلت وكالة الانباء العراقية الرسمية “واع” عن مصدر رفيع ضمن الوفد العراقي قوله: إن “الوفد برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، التقى بالرئيس أحمد الشرع، وعدد من المسؤولين الحكوميين وبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها بالضدّ من أي خروقات أو تهديدات محتملة، وتوسعة فرص التبادل التجاري ومناقشة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط”، مؤكداً أن “الرئيس الشرع عبّر عن استعداده للتعاون مع العراق في مختلف المجالات”.
المصدر الرفيع، أوضح أن “الوفد العراقي عبر عن دعم العراق وحرصه على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأهمية استقرار سورية بالنسبة للأمن الوطني العراقي وأمن المنطقة”.
وبين أن “الوفد العراقي التقى أيضاً بالإدارة المسؤولة عن العتبات المقدسة في سورية ونقل لهم اهتمام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووقوف العراق إلى جانب الشعب السوري بجميع أطيافه ومكوناته”، مشيرا الى أن الوفد العراقي زار مرقد السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي.
وحرصت “واع” على الإشارة إلى أن الوفد الحكومي الرسمي العراقي، كان وصل إلى دمشق بناء على توجيه من السوداني للقاء الرئيس الشرع، وعدد من المسؤولين الحكوميين، مشيرة إلى أن الوفد ضم مسؤولين عن قيادة قوات الحدود في وزارة الداخلية، ووزارتي النفط والتجارة، وهيئة المنافذ الحدودية.
الوطن