كشفت مصادر دبلوماسية في دمشق عن مساع بذلها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لإخراج بيان مؤتمر الحوار الوطني السوري في «سوتشي» الذي عقد في 30 الشهر الماضي، بعبارات تشكك بالدولة السورية والجيش العربي السوري، وأن الولايات المتحدة الأميركية اشترطت «ذرائع إنسانية» للاعتراف بمخرجات المؤتمر.
وقالت المصادر الدبلوماسية لـ«الوطن»: إن دي ميستورا ومن خلفه دول «مجموعة واشنطن» حاولوا إقحام عبارات تشكك بمصداقية الدولة السورية والجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب.
وأوضحت أن أسهم المبعوث الأممي توجهت تحديدا للفقرة السابعة من نص البيان وحرص دي ميستورا على أن تبدأ بجملة «بناء جيش وطني ذي مصداقية» وهو ما تصدى له بقوة معظم المشاركين في الجلسة المغلقة الثانية التي عقدت خلال الاجتماع.
وكشفت المصادر، أن المجتمعين استبدلوا العبارة الإشكالية التي احتوتها مسودة البيان الختامي بعبارة «الحفاظ على الجيش الوطني في سورية» وأزيلت كلمة «ذي مصداقية» في النسخة المعدلة للبيان، لأن من شأن وضعها التشكيك بالجهود والتضحيات التي بذلها الجيش العربي السوري خلال سنوات الأزمة في مكافحة الإرهاب «ولا يستحق هذا الجيش بعد كل ما بذله أن نكون جاحدين لتضحياته»، على حد قول المصادر.
وحول قبول الولايات المتحدة الأميركية مخرجات سوتشي أو الاعتراف بها، كشفت المصادر، أن واشنطن حاولت استخدام «ذرائع إنسانية» هذه المرة للتنكر لبيان سوتشي على اعتبار أن تشكيكها بالبيان مردود عليها بعدما استطاعت موسكو في المؤتمر جمع مختلف شرائح الشعب السوري، فيما لا يزال دي ميستورا ومشغلوه عاجزين عن القيام بذلك في جنيف، من جهة، ومن جهة أخرى حضر ممثلون عن مختلف المنصات المعارضة، وهم أنفسهم كانوا من بين المعارضين لعبارة دي ميستورا الشائكة في «مسودة سوتشي»، وبقي قسم فقط من «معارضة الرياض» لم يحضر المؤتمر لكن موسكو تركت لهم تمثيلاً في لجنة مناقشة الدستور.
وقالت المصادر: إن واشنطن ربطت مباركتها لبيان سوتشي بموافقة دمشق على إدخال المساعدات إلى الغوطة الشرقية، مشددة على أن دمشق لم تبد يوماً موقفا معارضا لإدخال المساعدات إلى المناطق المختلفة في سورية لكنها تشترط ضمن حقوقها السيادية على أراضيها أن يجري التنسيق معها في هذا الخصوص وهو مالا ترغب به واشنطن حرصا على الميليشيات المسلحة التي تدعمها.
واعتبرت المصادر، أن من حق دمشق أن تمنع دخول أي مواد وليس فقط الإغاثية إلى الغوطة طالما تمارس الميليشيات خروقات مستمرة لاتفاق «منطقة خفض التصعيد» في الغوطة الشرقية تزهق خلالها يوميا أرواح المدنيين في أحيائهم الآمنة.
من جهة فإن دمشق، بحسب المصادر، تريد ضمانات بوصول المساعدات إلى المدنيين وليس إلى المسلحين أو الإرهابيين، لاسيما أنه كلما اندلع اقتتال بين ميليشيات الغوطة وإرهابييها يتم الكشف عن مستودعات مملوءة بالمواد الإغاثية على عكس ما يتم الترويج له بأن المواد التي تدخل يتم توزيعها على المدنيين.
وختمت المصادر حديثها لـ«الوطن»، بالتأكيد على أن البيان الذي نقلته وسائل الإعلام السورية هو البيان الصحيح والنهائي لمؤتمر سوتشي ولا مجال للتشكيك فيه.
بدوره أعرب السفير الإيراني في دمشق جواد تركابادي في تصريح لـ«الوطن»، عن أمله باستمرار الحوار الوطني السوري في دمشق بعدما بدأ في سوتشي، على حين أشاد القائم بأعمال سفارة مصر في دمشق محمد ثروت سليم في تصريح مماثل، بالبيان الختامي للمؤتمر لأنه «خطوة بالاتجاه الصحيح».
سامر ضاحي – الوطن