شبه إجماع اقتصادي عالمي: ترامب أكبر تهديد لأكبر اقتصاد في العالم
مركز الدراسات العربية والأمريكية (مقرّه واشنطن) سلّط الضوء على هذا الموضوع بنشره عرضاً اقتصادياً لأثار سياسات ترامب الاقتصادية، أوضح أن العنوان الأبرز لسياسات ترامب الاقتصادية يتمثل في إعادة العمل بسياسة الحماية التجارية، بدعم المنتجات الأميركية، وفرض ضرائب إضافية على المواد المستوردة. بذلك يعتقد ترامب جازماً، بخلاف القوانين الاقتصادية، أن تلك السياسة سوف تحفز معدلات النمو الاقتصادي الأميركي.
وذكر المركزي أنه بالتزامن مع سلسلة قراراته الرئاسية، نشرت وكالة “رويترز” للأنباء نتائج استطلاعات للرأي شمل اكثر من 100 من خبراء الاقتصاد وسوق المصارف المالية حول الحكمة من تلك السياسات، إذ أضحت أكبر خطر يهدد نمو الاقتصاد الأميركي. وأضافت رويترز أن أكثر من ثلثي المستطلعة آراءهم (70%) اعتبروا سياسات ترامب الحمائية أكبر تهديد لأكبر اقتصاد في العالم.. وسوف تؤدي إلى تباطؤ معدلات النمو الاميركي إلى 2,2% مقابل 3,5% في الربع الثالث من العام الماضي (2016).
وأشار المركز إلى أن مسؤولو الاتحاد الاوروبي أعربوا أيضا عن قلقهم من سياسات ترامب التي وصفتها ممثلة التجارة في الاتحاد، سيسيليا مالستروم، بأنها «محكوم عليها بالفشل».
بدوره وزير المالية الالماني، فولفغانغ شويبله، استبعد نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة” مؤكدا على ضرورة استمرار “التزام واشنطن بالاتفاقيات الدولية. أما نائب المستشارة ميركل، ووزير الاقتصاد الالماني، زيغمار غابرييل، فقد حث زملاءه في الإتحاد الأوروبي لتبني سياسة اقتصادية جديدة وجهتها آسيا والصين، حيث توجد فرص جديدة هناك.
كما انتقدت الممثلة الأوروبية مالستروم بشدة سياسة الإنعزال الاميركية، وقالت «إن بناء جدار عازل لا يشكل علاجاً. نجاح نموذج الاتحاد الاوروبي يستند الى انفتاح مجتمعاتنا على بعضها البعض». بالمقابل، حذّر رئيس غرفة التجارة الاميركية، توماس دوناهو، من عواقب السياسة الحمائية قائلاً: «إذا أردنا إنشاء فرص عمل في أميركا فسيتعين علينا بيع السلع والمنتجات لنحو 95% من الزبائن الذين لا يقطنون الولايات المتحدة».
وأشار مركز الدراسات العربية والأمريكية إلى أن المشهد السياسي الأميركي شهد بعض التحولات، فليس ترامب حالة استثنائية فحسب. وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر أوضح مؤخراً أنه عدًل مواقفه من تأييد الاتفاقيات الاقتصادية الكبرى باتجاه تفكير ترامب. وقال ليومية لندن تايمز أنه في مرحلة تطور ذاتي في مسألة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي (البريكست) إذ بعد إخضاعها للتحليل من منطلق فوائدها بعيدة المدى، «أصبحت ميالاً لتأييد فكرة بريكست بشكل متزايد».