صحيفة روسية: الفرصة سانحة أمام دمشق لحسم الوضع نهائياً في حلب خلال أيام
اعتبرت صحيفة «فزغلياد» الروسية أن الفرصة ستكون سانحة لدمشق هذا الأسبوع لحسم الوضع لمصلحتها نهائياً في حلب خلال الأيام القليلة القادمة، وأن التضخيم الإعلامي واسع النطاق حول نجاح المسلحين بحلب «لا صلة له بالواقع».
وفي مقال لها نقلته الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» اعتبرت «فزغلياد» أن ما حدث في مدينة حلب خلال الأيام الأخيرة « مفرمة لحم»، مؤكدة أنه في الوقت الذي كانت فيه وزارة خارجية الولايات المتحدة منشغلة بعمليات الفصل ما بين الإسلامويين عن الآخرين «المعتدلين»، توحد المسلحون جميعهم في حلب، ونظموا أنفسهم وانطلقوا كيد واحدة في هجوم كبير لم يكن له مثيل خلال العامين الماضيين. وأضافت: «في حقيقة الأمر من الممكن تفهم ما أقدموا عليه، إذ من المحتمل أن يكون هذا الأسبوع حاسماً لمصير عموم الوضع العسكري في المدينة».
وأوضحت الصحيفة أن المسلحين استغلوا هدنة وقف إطلاق النار وتوقف الطيران الحربي الروسي عن عمليات التحليق، ونظموا في ضواحي حلب الشرقية مجموعة هجومية لم يكن لها مثيل من حيث الضخامة.
وعادت الصحيفة إلى الهدن مؤكدة أن «أسبوعين من الهدنة الإنسانية أتاحا الفرصة لإنقاذ بضع عشرات من السكان المدنيين في حلب، ولكن أدى ذلك إلى إفراز وضع» موضحة «جعل الحرب من أجل المدينة مفرمة لحم، وكنتيجة للهجوم المركز الذي شنه «الجهاديون» تشتت قواهم ومنيت بخسائر كبيرة في الأرواح».
وشددت الصحيفة على أن «الجهاديين» عملوا على زج قوة عسكرية كبيرة في الهجوم، أتوا بها من محافظة إدلب، وكانت ذا تسليح وتنظيم عاليين، مضيفة: «من الصعب القول عن الجيش الحكومي تعمد استيعاب هجومهم الأول، بل كان وبكل بساطة يستحيل على الجيش الحكومي استيعاب هذه الكتلة العسكرية ـ الهجومية الضخمة».
وحللت الصحيفة التكتيك العسكري الذي اعتمده «الجهاديون» في هجومهم ووصفته بأنه كان «تكتيكاً تقليدياً وبسيطاً للغاية». وفي المجمل اعتبرت الصحيفة أن «الجيش الحكومي استطاع دون خسائر جدية في الأرواح والأرض والسمعة صد الهجوم الأكبر، مؤكدة أن الجيش استطاع كسر التوازن الديناميكي الذي استتب يومي الأحد والاثنين الماضيين. ولم يعد في مقدرة «الجهاديين» تلقي تعزيزات جديدة، في حين إن القوات الحكومية تستمر في تكثيف تعزيز قواته.
كما لفتت الصحيفة إلى دور الحلفاء مبينة أن وحدات عسكرية من «حزب اللـه» و«حركة النجباء» التي تضم متطوعين من العراق دعموا الجيش السوري وعملوا معه على شن هجوم معاكس في يوم الإثنين الماضي ضد مواقع «الجهاديين»، وتمكنوا بسرعة فائقة من استعادة أكثر من نصف بلدة منيان التي تقع على الأطراف الجنوبية – الغربية لمدينة حلب، والتي انسحب منها الجيش الحكومي على خلفية هجوم الإرهابيين المركز.
ولاحظت الصحيفة أنه في معارك حلب الأخيرة، أن الأكراد من قوات التحالف الديمقراطي السوري، شاركوا في الحرب ضد «الجهاديين» وطردوا تنظيم «جبهة الشام» من مرتفعات الباب، في حين إن القوة الفضائية الروسية لم تشارك نهائياً في هذه المعارك.
ورأت الصحيفة أنه «على أغلب التقديرات، فإن الأيام القادمة ستكون حاسمة لمجمل الأوضاع في منطقة حلب» بعدما شتت «الجهاديون» قواهم وتوزعوا في مواقع جديدة ومختلفة، «ولا يقفون الآن في تلك المواقع العسكرية التي عملوا على تدعيمها خلال فترة الأشهر الماضية» مرجحة احتمال الاستخلاص أن قوة «الجهاديين» العاملة في منطقة حلب على وشك النفاد في المرحلة الراهنة، كنتيجة مباشرة للهجوم المركز الذي عملوا على تنفيذه ضد الجيش، والذي كان نتيجته أن مني «الجهاديون» بخسائر كبيرة في الأرواح. ورأت أن التضخيم الإعلامي واسع النطاق حول نجاح هجوم «الجهاديين» ضد الجيش الحكومي، «لا صلة له بالواقع، وميزان القوة الآن لمصلحة الجيش الحكومي من دون أي شك».
وختمت الصحيفة مقالتها بالقول إن «الفرصة ستكون لدمشق لحسم الوضع لمصلحتها نهائياً في حلب خلال الأيام القليلة القادمة، هذا إذا سارت الأمور من دون تدخل السياسة الكبيرة».
وكالات