صمد في وجه واشنطن خمسين عاماً.. والرئيس الأسد أبرق معزياً … الزعيم فيديل كاسترو.. وداعاً
عن عمر يناهز الـ90 عاماً، رحل الزعيم الكوبي فيدل أليخاندرو كاسترو، حليف سورية الذي دفعت مواقفه الولايات المتحدة إلى إدراج بلاده على «اللائحة السوداء» لعقود إلى جانب سورية وكوريا الشمالية وإيران وليبيا، لتجد واشنطن نفسها مضطرة لاحقاً إلى إعادة تطبيع علاقاتها مع كوبا التي صمدت في وجه الحصار الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية لأكثر من نصف قرن.
وكان الرئيس بشار الأسد في مقدمة المعزين بوفاة الزعيم وأرسل برقية لرئيس جمهورية كوبا راؤول كاسترو روس معزياً بوفاة شقيقه القائد كاسترو.
ووفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء أكد الرئيس الأسد في برقيته «أن القائد العظيم قاد نضال شعبه وبلاده ضد الإمبريالية والهيمنة لعقود من الزمن بكل كفاءة واقتدار، وأصبح صموده أسطورياً وملهماً للقادة والشعوب في كل أنحاء العالم».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن «كوبا الصديقة تمكنت بقيادته من الصمود في وجه أعتى العقوبات والحملات الظالمة التي شهدها تاريخنا الحديث فأصبحت بذلك منارة لتحرر شعوب دول أميركا الجنوبية وشعوب العالم أجمع، وأن اسم فيديل كاسترو سيبقى خالداً في أذهان الأجيال وملهماً لكل الشعوب الطامحة إلى الاستقلال الحقيقي والتحرر من ربقة الاستعمار والهيمنة».
وترأس الزعيم كاسترو كوبا منذ عام 1959 عندما أطاح بحكومة فولغينسيو باتيستا بثورة عسكرية حتى عام 2008، عند إعلانه عدم ترشحه لولاية جديدة، لينتخب أخوه راؤول مكانه.
وتعرض كاسترو لمحاولات اغتيال عدة وللتدخلات الأميركية في شؤون بلاده، وتحول الرجل إلى مثال يُحتذى أمام بلدان وقيادات أخرى في أميركا اللاتينية وغيرها، ولطالما دعم مطالب سورية في تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، القائم على انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، وهو الذي قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع إسرائيل عام 1973 تعبيراً عن التضامن مع الفلسطينيين.
وذكرت عدة تقارير استخبارية وغيرها أن الولايات المتحدة حاكت أكثر من 600 مؤامرة لاغتياله، لكن كاسترو نجا منها جميعها.
والتقى الزعيم كاسترو بالرئيس الراحل حافظ الأسد مرات عدة منها زيارته لدمشق في أيلول عام 1973، وظلت علاقاته مع دمشق راسخة وثابتة حيث زارها أيضاً عام 2001، وفي المقابل قام الرئيس بشار الأسد بزيارة إلى هافانا في 26 حزيران 2010 والتقى خلالها بالزعيم وبشقيقه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو.
وفي خطوة مفاجئة أواخر عام 2014 أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده ستطبع علاقاتها مع كوبا، وأضاف: «سننهي سياسة عفا عليها الزمن في العلاقات مع كوبا، وسيتم افتتاح سفارة في هافانا».