استهدف مسلحون بقذيفة «آر بي جي» الدورية المشتركة الروسية التركية الـ٢٤ على طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، والتي استأنفت نشاطها اليوم الاثنين، بعد إعلان الجانب الروسي تعليق تسيير الدوريات الخميس الفائت، ما أدى إلى إعطاب عربة تركية.
وفي ٥ آذار الماضي اتفق الجانبان الروسي والتركي على تسيير الدوريات المشتركة، بموجب «اتفاق موسكو» الذي يعد بروتوكولاً إضافياً لـ«اتفاق سوتشي» الموقع بينهما منتصف عام ٢٠١٨.
وقال شهود عيان في بلدة مصيبين، التي تبعد عن مدينة أريحا ٢ كيلو متر من جهة الشرق، لـ«الوطن» إنهم سمعوا صوت انفجار قبل ظهر اليوم، تبين أنه ناتج عن استهداف رتل عربات الدورية المشتركة الروسية التركية بقذيفة «آر بي جي» من تلة قريبة من البلدة، الأمر الذي تسبب بانفجار دواليب إحدى العربات التركية.
وأوضح الشهود أنه عثر على جثة في مكان الانفجار، يرجح أنها لشخص مجهول الهوية ولا علاقة له بالدورية، في وقت طوق جيش الاحتلال التركي مكان التفجير، وفرض تعتيماً على مجريات الحادث، لكنهم لاحظوا عربة تركية تجر العربة المعطوبة باتجاه مدينة أريحا، على حين استكملت باقي العربات طريقها باتجاه مدينة سراقب، ولم يصدر عن الجانب الروسي أي توضيح بشأن ما حدث.
ولفت الشهود إلى أنه للمرة الأولى تسيّر الدوريات المشتركة عرباتها باتجاه معاكس من «تل الحور» بريف اللاذقية الشمالي الشرقي إلى بلدة «ترنبة» في ريف إدلب الشرقي غربي سراقب، وعلى مسافة ٧٠ كيلو متراً.
وأشاروا إلى أنهم شاهدوا طائرات مسيرة، يرجح أنها تركية، كانت برفقة الدورية المشتركة، وهي تشن غارة باتجاه التلة التي انطلقت منها القذيفة على الدورية من دون معرفة النتائج.
وذكرت مصادر معارضة مقربة من «فيلق الشام»، أحد أهم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لتركيا والتي توفر الحماية للدوريات عادة مع جيش الاحتلال التركي، إن إحدى الطائرات المسيرة التركية قتلت منفذ الهجوم بالقذيفة على الدورية في التل الذي أطلقت منه والذي عثر فيه على منصة «كاتيوشا» لإطلاق القذائف أيضاً، بينما لم تؤكد أي مصادر محايدة أخرى حقيقة ما جرى.
وإثر الحادث، تبنت كتائب ما تسمى «خطاب الشيشاني» عبر معرفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي عملية استهداف الدورية المشتركة، وهي تنظيم مجهول ظهر لأول مرة في ١٤ تموز الماضي بعد تبنيها تفجير سيارة مفخخة في الدورية المشتركة ذات الرقم ٢١، والتي أصيب فيها ٣ جنود روس قرب جسر أريحا على «M4».
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس الماضي، أن «الهجمات الأخيرة من المتطرفين هي السبب في تعليق الدوريات المشتركة»، وعزت ذلك إلى تصعيد الإرهابيين «القصف على القوات الحكومية والمناطق السكنية القريبة، واستمرارهم في استفزازاتهم في الممر الأمني على طول الطريق السريع M4»، وذلك بعد استئناف الطرفين تسيير الدوريات المشتركة في ١٢ الشهر الجاري إثر تعليق المشاركة الروسية فيها لمدة ٢٠ يوماً بسبب عدم توفير الحماية الأمنية اللازمة من جيش الاحتلال التركي للطريق الدولي.
حلب- خالد زنكلو
