واجهت موسكو بدبلوماسية محاولات إسرائيل التشويش على الاتفاق الروسي الأميركي حول جنوب غرب سورية قبيل وصول مراقبين روس إلى درعا لمراقبة الالتزام بالهدنة التي أفرزها الاتفاق، على حين تستعد واشنطن للاجتماع بممثلي ميليشيات الجنوب في الأردن لبحث نشر مراقبين في مناطق سيطرة الميليشيات.
وأكد مصدر مطلع في درعا لـ«الوطن» قرب وصول المراقبين الروس إلى المحافظة لمراقبة تطبيق اتفاق الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في التاسع من الشهر الجاري وما زالت صامدة حتى اليوم، ونفى المصدر أن يكون المراقبون قد وصلوا بالفعل إلى المحافظة.
وكشف المصدر أنه سيكون هناك مقر إقامة للمراقبين في المحافظة إضافة إلى مناطق عمل للانتشار، وأشار إلى أنه ثمة خرائط محددة توضح بشكل دقيق نقاط توزع المراقبين على خطوط الجبهات، ورفض الإفصاح عن هذه النقاط على اعتبارها «معلومات عسكرية» لكنه أكد أن الانتشار سيكون على اتجاه انتشار القوات المسلحة السورية.
وأشار إلى إمكانية تواجد مراقبين في مناطق سيطرة الميليشيات من دون أن يحدد جنسيتهم أو إذا كانوا من المراقبين الروس نفسهم الذين سيصلون إلى درعا أم غيرهم. وتتقاطع معلومات المصدر السابق مع ما نشرته صحيفة «الغد» الأردنية بأن اجتماعاً سيعقد في عمان بين قادة الميليشيات المسلحة جنوباً ومبعوث الولايات المتحدة الخاص لسورية مايكل راتني، «لوضع تصور لخطوات يمكن أن تساهم في تعزيز وقف إطلاق النار أبرزها نشر قوات مراقبة في المنطقة وتشكيل مركز مراقبة»، بعدما لفتت إلى أن أجندة اللقاء، «تتضمن بحث ترتيبات أكثر دقة ومتانة لاتفاق عمان لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، بما في ذلك آليات قوية للمراقبة».
كما أشارت الصحيفة إلى أن «الاجتماع من المقرر أن يبحث أيضاً إمكانية نقل قوات من الميليشيات المسلحة إلى معسكر الشدادي»، الذي يعكف التحالف الدولي على بنائه في منطقة الشدادي بريف الحسكة القريب من دير الزور.
وفي محاولة للتشويش على الاتفاق الروسي الأميركي، تراجع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأييده السابق للاتفاق، معتبراً أن ترتيباته «تعزز الوجود الإيراني في تلك المنطقة» بحسب زعمه، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فضل رداً دبلوماسياً على نتينياهو وقال للصحفيين امس: «إن روسيا والولايات المتحدة ستفعلان كل ما يلزم لأخذ المصالح الإسرائيلية بالاعتبار عند إنشاء مناطق خفض التصعيد في سورية»، بحسب موقع «روسيا اليوم»، على حين كان رد عضو المستشارين الفيدراليين أليكسي بوشكوف، أشد حزماً، وقال: إذا كانت إسرائيل ترفض بشكل قاطع الاتفاق «فعليها أن تقدم حلاً بديلاً لوقف العنف».
الوطن – وكالات