نائب ينسحب من الجلسة وجدل كبير حول “الساحر” في “الشعب”.. وزير الإعلام يرد على المداخلات: ليس لنا رقابة على قناة “سما” الخاصة التي عرضته
لم يمر اجتماع لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب بحضور وزير الإعلام، عماد سارة، بسلام وهدوء، بل شهد خلافات حادة بين بعض أعضاء اللجنة والوزير سارة حول ما يعرض من أعمال درامية، وخصوصا مسلسل “الساحر” الذي عرض على قناة محلية خاصة، وذلك بسبب أغنية لمغنية صهيونية ظهرت في واحدة من حلقات المسلسل.
وعلى الرغم من ثناء الحضور على أداء الإعلام السوري في هذه الفترة الصعبة، إلا أن الانتقادات صبت جميعها باتجاه ما يعرض من أعمال درامية والسجال حول الأغنية في مسلسل “الساحر”، وأجاب وزير الاعلام على كل المداخلات دون تردد وذلك بحضور عدة وسائل إعلام منها “الوطن”.
كما أتهم عضو مجلس الشعب، وليد درويش، المدير لمؤسسة الإنتاج التلفزيوني، زياد الريس، ببيع أرشيفاً لإحدى شركات الإنتاج الخاصة بقيمة 200 ألف دولار، وقال أنه فيما بعد تم إعادة الأرشيف والمبالغ المالية بطريقة مجهولة، الأمر الذي نفاه الوزير سارة نفياً قاطعاً بقوله: “هذا الكلام غير صحيح”، ما دفع درويش إلى القول: “الله يعيطكم العافية وكل كلامي الذي قلته مشطوب من محضر الجلسة”، وأنسحب منها بطريقة لافتة.
رئيس اللجنة، إلياس مراد، اعتبر انسحاب درويش خطأ ويتعلق باحترام الحضور، وأعرب عن اعتذاره للوزير وللمديرين الحاضرين معه، موضحاً أنه في حال كان هناك مشكلة، فليكن هناك جلسة عامة ويتم تشكيل لجنة للتحقيق في القضايا التي يكون فيها شبهة فساد حيث يتم عرض نتائج التقرير على المجلس الذي إما أن يعتمده أو يرفضه.
وكان درويش، وقبل انسحابه وجه انتقادات حادة لعرض مسلسل “الساحر” على قناة “سما” الخاصة المحلية لعدم وجود رقابة عليه وخصوصاً أن الأغنية التي تم عرضها في المسلسل هي لمغنية صهيونية، معتبراً أن عرض هذه الأغنية كان مقصوداً، خصوصاً أن الممثلين في هذا العمل الدرامي يعلمون وضع هذه المغنية.
واعتبر أن رد وزير الإعلام حول موضوع مسلسل “الساحر” بأنه لا توجد رقابة على هذه القناة المحلية الخاصة بـ”المصيبة”، وأنه يجب أن يكون هناك تعديلات تشريعية تسمح للوزارة بالرقابة في مثل هذه الحالات.
وتطرق درويش إلى عمل سوري وهو “بوشينكي” لما فيه من ألفاظ نابية تسيء للمجتمع السوري، معرباً عن استغرابه مرور مثل هذه الأعمال الدرامية على الشاشة.
ووجه درويش انتقادات لاذعة للجنة الرقابة الخاصة بالموافقة على الأعمال الدرامية، معتبراً أن هذه اللجنة ليس لها علاقة بالرقابة وتتكلم بلغة المفردات الشخصية، ضارباً مثلاً مسلسل” حركات بنات” رغم أنه تم رفضه أكثر من مرة، إلا أنه في النهاية تمت الموافقة عليه، متسائلاً كيف وافقت اللجنة على مثل هذه الأعمال؟
عضوٍ مجلس الشعب زهير رمضان “نقيب الفنانين” لم تخل مداخلته من انتقادات حادة لما يعرض من أعمال درامية غير مقبولة، وخصوصاً مسلسل “الساحر” أيضاً، مؤكداً أنه من غير المقبول أن يعرض مسلسل فيه سوريون ويعرض فيه أغنية لمغنية صهيونية ،”ويتم ترقيص الجيل على أنغام هذه المغنية”، متسائلاً كيف مر هذا المسلسل علماً أنه لا يعرض أي عمل درامي إلا بعد موافقة الهيئة العامة للتلفزيون؟
ورأى رمضان أن مؤسسة الإنتاج التلفزيوني تحولت إلى كابوس، وما قدمته من أعمال لم يصل إلى الطموح وكل ما قدمته تعتبر أعمالاً خاسرة رغم أنها مؤسسة ربحية وبالتالي لم يتم عرض أعمال وطنية.
من جانبه اعتبر النائب، محمد قبنض، أن وزير الإعلام ليس “هيناً” وأنه ذهب لزيارته لكنه لم يستقبله، مضيفا: “وبعد انتظار نصف ساعة أرسلني إلى معاونه”، وتابع: “إذا حكينا سوف يحارب الوزير شركتي لذلك سوف أسكت رغم أن هناك كلام كثير”.
ورد وزير الإعلام عماد سارة على كل المداخلات والانتقادات التي وجهت له فقال: “مسلسل (بوشينكي) يعرض على قناة سما الخاصة وليس على شاشة التلفزيون السوري، ولم يأخذ الموافقة من لجنة الرقابة عليه”، مضيفاً: “بحسب قانون الإعلام لا يحق لنا أن نمارس الرقابة على قناة سما لأن ترخيصها في المنطقة الحرة، وبالتالي تُعامل معاملة تلفزيون دبي أو الجديد أو غيرها من القنوات العربية”.
وفيما يتعلق بمسلسل “الساحر”، بيّن سارة أن هذا العمل تم تصويره في لبنان وعرض على قناة “سما”، ولم يمر على لجنة الرقابة في وزارة الإعلام، مؤكداً أن رقابة الوزارة عليها لاحقة وأنه تم التواصل مع مسؤولي القناة وتنبيههم للموضوع، وتم حذف المشهد على صفحة “الفيسبوك”.
واعتبر سارة أن وزارة الإعلام والهيئة العامة للتلفزيون لا تتحمل مسؤولية تراجع الدراما، موضحاً أن نجاح العمل الدرامي يحتاج إلى بيئة اقتصادية هادئة، ونحن في حالة حرب وبالتالي معظم الفنانين السوريين غادروا سواء لأسباب اقتصادية أو سياسية أو لأسباب أخرى، كما أصبح هناك تخبط فني في سورية إضافة إلى أن العمل الفني يحتاج إلى ضخ مالي كبير.
وفي نهاية الجلسة، حدث جدل بين بعض أعضاء اللجنة ومدير إدارة الإنتاج، زياد الريس، ما دفع رئيس اللجنة، إلياس مراد، إلى التدخل بقوله: “أنا رئيس اللجنة ومسؤول عن إدارتها وأي إطار خارجها لن أسمح به وذلك للوصول إلى نتائج وإذا كانت للمهاترات فإني سوف أخرج أنا ووزير الإعلام”.
ومساءً نشر عضو مجلس الشعب، وليد درويش، الذي انسحب من الجلسة وعاد إليها في وقت لاحق، على صفحته الخاصة توضيحاً جاء فيه: “ما حصل اليوم في الاجتماع يؤكد على شفافية الطرح ومسؤولية أعضاء مجلس الشعب لتصويب عمل أي وزارة وإيصال صوت الناس.. كان اجتماع إيجابي جدا بطروحات السادة أعضاء المجلس وبردود السيد وزير الإعلام الأستاذ عماد سارة المنطقية، وأكد السيد الوزير أنه يتابع كل ماورد من مداخلات النقد، والخلاف لا يفسد في الود القضية، الاجتماع بوجهة نظري كان إيجابي جدا”
وأضاف درويش تنويهاً: “هذا البوست كتبتوا حتى ما حدا يصطاد بالماء العكر المزفت متل افكار بعض الذين يحسبون على الصحافة”.
محمد منار حميجو – الوطن