هل تنوي “النصرة” مواجهة التدخل التركي في إدلب؟
اتخذت “جبهة النصرة”، التي غيرت اسمها إلى “جبهة فتح الشام” والتي تقود “هيئة تحرير الشام”، إجراءات عسكرية احترازية بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في إدلب وفي محيط مدينة دارة عزة (40 كيلو متر غرب حلب) في مسعى يبدو أنه لوقف أي تدخل محتمل للجيش التركي ولميليشيات “سيف الفرات” الموالية له والتي حضرت لعملية عسكرية في ريف حلب الشمالي تصل مناطق سيطرة “درع الفرات” بريف حلب الغربي وأرياف إدلب.
وأكدت مصادر إعلامية مقربة من الميليشيات المسلحة لـ “الوطن أون لاين” صحة الأنباء التي تحدثت عن الحشود العسكرية التي استقدمتها “النصرة” إلى المناطق التي يفترض أن يتم التدخل التركي من خلالها للوصول إلى إدلب قادمة من حلب عبر دارة عزة هذه المرة وليس باجتياز الجدار العازل في مدينتي حارم ودركوش الحدوديتين كما كان متوقعاً قبل شهرين عندما همّ الجيش التركي بـ “احتلال” إدلب لكنه لم يفعل، وأطلقت “النصرة” سيلاً من التصريحات الرنانة التي تهدد تركيا بمغبة التدخل العسكري في إدلب.
وشدد خبراء عسكريون تحدثوا لـ “الوطن أون لاين” على أنه ليس بمقدور ولا نية ولا مصلحة “النصرة” وأخواتها في “تحرير الشام” مقاومة أي تدخل عسكري محتمل للجيش التركي في إدلب لأنه لا طاقة لها بذلك سيما وأن آلاف من الميليشيات المسلحة ستقاتل في صفوفه ضدها لكنها ولذر الرماد في العيون أوهمت بقية الميليشيات بأنها تود منع تركيا من التدخل برياً في إدلب وبأنها قد “تغزو” بعض المواقع والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيات إدلب ووخصوصاً “عدوتها” اللدودة “حركة أحرار الشام الإسلامية” إخوانية الهوى والولاء لحكومة “العدالة والتنمية” التركية.
“النصرة”، وبحسب مصادر أهلية لـ “الوطن أون لاين” في إدلب، استبقت أحداث بدء عملية “سيف الفرات” شمال حلب ضد وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية والمكون الأساسي لـ “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من واشنطن، بتأليب الرأي العام في إدلب من خلال منابر المساجد في خطب الجمعة الفائتة ضد التدخل التركي العسكري، وكأن هناك “عدوان” وشيك يستهدفها هي شخصياً بينما العملية العسكرية التركية جرى التحضير لها جنوب مدينة اعزاز وفي محيط بلدة مارع في ريف حلب الشمالي.
الخبراء أوضحوا بأن أطماع “النصرة” تتركز في السيطرة على مراكز ثقل لـ “أحرار الشام” في إدلب وعلى مواقع مهمة لميليشيات أخرى في ريفي إدلب الغربي والجنوبي لكنها تموه من خلال حشودها العسكرية بأنها تعتزم مواجهة التدخل التركي غير القادم نهائياً إلى إدلب ويتموضع في مناطق سيطرة “حماية الشعب” في محيط عفرين لحصارها على اعتبارها الإقليم الثالث في الإدارة الذاتية الكردية التي تعمل أنقرة على وأد مشروعها في سورية.
يذكر أن الجيش التركي استقدم تعزيزات قوامها أكثر من 7 جندي إلى الحدود مع عفرين وفي المنطقة جنوب مدينة اعزاز وفي محيط بلدة مارع بهدف شن هجوما عسكرياً يبدأً بالسيطرة على بلدة تلرفعت ثم بلدتي مريمين ومنغ وصولاً إلى مدينة دارة عزة غرب حلب مروراً بالشريط الذي يمر شمال بلدتي نبل والزهراء اللتين تقعان تحت سيطرة الجيش العربي السوري لكن العملية العسكرية لم تعط الضوء الأخضر من موسكو أو واشنطن لتنفيذها رغم لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين أمس في هامبورغ بألمانيا.
حلب- إدلب- الوطن أون لاين