هل يأتي الدور على مقاهي حلب بعد تهديد محال المأكولات الساخنة بالإغلاق؟
“هل يمكن أن يستجيب مجلس المدينة لشكاوي السكان من التعديات التي تحدثها مقاهي حلب على حرمة أحيائها الراقية فتنذرها بغية إغلاقها أسوة بمحال المأكولات الساخنة”!؟، يقول أحد الحلبيين لـ “الوطن أون لاين” ولسان حاله يعبر عما يختلج في نفوس الكثير من السكان.
وكان مجلس مدينة حلب أصدر قراراً بإغلاق محال المأكولات الساخنة في أحياء السكن الحديث الأول لأن تراخيصها الصحية مؤقتة وأعطيت في وقت الحرب، التي وضعت أوزارها في المدينة، على خلفية تضرر أصحابها من أعمال الإرهاب قبل أن يرجئ محافظ حلب حسين دياب تنفيذ القرار لحين تأهيل أصحاب المحال محالهم المتضررة في الأحياء الشرقية من المدينة للانتقال إليها كيلا يلحق الضرر بهم من جديد.
واستهجن العديد من الأهالي، الذين استفتى “الوطن أون لاين” آراءهم حول إغلاق محال المأكولات الساخنة، عدم تشميل قرار مجلس المدينة للمقاهي التي غزت أحياء السكن الحديث الأول الراقية كالسرطان بتجاوزاتها ومن دون رقيب.
وقال الطبيب “ط.ج”: “مبررات مجلس المدينة بخصوص إغلاق محال المأكولات الساخنة في الأحياء الراقية واهية وبذريعة أن تلك الأحياء تحوي أسواق مخصصة لمزاولة المهن التي تلحق ضرراً بالسكان الذين اشتكوا من الأدخنة والروائح والإزعاجات التي تسببها لهم لأن الكثير منها مثل حي الفرقان والشهباء القديمة لا يضم مثل هكذا أسواق وسنضطر لقطع مسافات بعيدة للحصول على الفراريج المشوية والشاورما….”، وأضاف بأنه إذا كان لا بد من إغلاق تلك المحال فيجب إغلاق المقاهي التي تسبب لنا الإزعاج أكثر منها.
مدرس الثانوية وحيد “أ.و” شدد على أن “بين كل مقهى ومقهى يوجد مقهى في حي الموكامبو”، في إشارة إلى كثرة أعداد المقاهي المنتشرة في الحي والذي غدا مقصداً لجميع فئات المجتمع وخصوصاً الشباب منهم. وقال: “تفتح معظم المقاهي أبوابها حتى وقت متأخر من الليل وتتعالى منها أصوات المرتادين والموسيقا بحيث يمنع الجوار من النوم”، ولفت إلى أن مجلس المدينة لا يرد على الشكاوي الكثيرة التي يقدمها الأهالي حول تعدي المقاهي على راحة الجوار.
وأوضح أحد المحامين أن جدوى استثمار المقاهي جعلها رائجة في بعض الأحياء التي تغص بالغرباء عنها من دون ضوابط يلتزم بها مجلس المدينة لجهة توافر الشروط في المحال التي شرعت أبوابها أمام محبي السهر وبلا تدقيق في مدى صلاحيتها لهذه المهنة ولهذا النوع من الاستثمارات.
يذكر أن مجلس المدينة كشف عن حملة لإغلاق محال المأكولات الساخنة التي كان من المفترض أن توجه إنذارات لأصحابها اعتباراً من اليوم الأحد في حيي الفرقان والموكامبو، الذين يضمان أعداد كبيرة منها، وفي مهلة مدتها اسبوع لتوقف أعمالها وإلا سيجري إغلاقها بالشمع الأحمر غير أن القرار أثار ردود فعل أهلية طالبت بإنصاف هؤلاء الذين سيتضرر قسم كبير منهم لأن عقود إيجار محالهم أو رهنها سنوية أو طويلة الأجل وقبل أن يتدخل محافظ حلب لتأجيل البت بالقرار إلى موعد يحدد لاحقاً.
واستثنى المجلس المقاهي التي لا تقدم المأكولات الساخنة وتلك التي لا تضم معدات القلي والمداخن، وكذلك محال المأكولات الباردة المستوفية لشروط التراخيص ولا تزعج الجوار.
حلب – الوطن أون لاين