علمت «الوطن» أن وفد الجمهورية العربية السورية لا يزال في دمشق ولن يغادر إلى جنيف اليوم لاستئناف الجولة الثامنة من المفاوضات كما أراد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، كما أن دمشق لم تنته حتى الآن من دراسة دعوة الأخير لاستئناف المباحثات.
ورجحت مصادر غير رسمية في دمشق مساء أمس، ألا يغادر الوفد السوري دمشق غداً الأربعاء أيضاً.
ووجه دي ميستورا رسالة دعوة إلى الوفود المشاركة لاستئناف جولة المفاوضات اليوم الثلاثاء، ولغاية منتصف الشهر الجاري، إلا أن دعوته لا تزال قيد الدراسة لدى القيادة السورية.
وقالت مصادر في جنيف: إن دي ميستورا أنهى إجازته وعاد إلى المدينة السويسرية، حيث سيلتقي اليوم بوفد معارضة الرياض الذي بقي في جنيف طوال الأيام الثلاثة الماضية ولم يغادرها، وأضافت المصادر إن اتصالات مكثفة بدأها المبعوث الأممي لتوضيح موقفه من ورقة المبادئ الجديدة التي تقدم بها، من دون استشارة وفد الجمهورية العربية السورية، الأمر الذي وصف بـ«الخروج عن مهامه»، من قبل رئيس الوفد بشار الجعفري، كما يعمل على تبرير موقفه من المشاركة في مؤتمر «الرياض ٢» وثنائه على السعودية، علماً أن البيان الصادر عن الاجتماع كان مخالفاً للقرار ٢٢٥٤ من جهة عدم تمثيل أوسع أطياف المعارضة، وتضمن شروطاً مسبقة أعادت المفاوضات إلى المربع الأول، الأمر الذي اعتبرته دمشق محاولة سعودية متجددة لعرقلة مسار جنيف التفاوضي، وعدم الأخذ في عين الاعتبار الانتصارات السياسية والعسكرية التي تحققت خلال السنوات الماضية والعودة إلى المربع الأول في التفاوض.
ويراهن دي ميستورا على دور روسي في إقناع الوفد السوري بالعودة سريعاً إلى جنيف، إلا أن مصادر سورية أكدت لـ«الوطن» أن موسكو ليست بوارد ممارسة أي ضغوطات على دمشق وإن العلاقة بين العاصمتين هي علاقة احترام متبادل وحوار ونقاش.
التنسيق القائم والمستمر بين دمشق وموسكو، ترافق مع استمرار التحركات واللقاءات الروسية الإيرانية، والتنسيق أيضاً بشأن الإعمار والحوار ومكافحة الإرهاب في سورية، حيث نقلت وكالة «سبوتنيك» عن رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية، ليونيد سلوتسكي، تأكيده أن لجنتي مجلس الدوما والبرلمان الإيراني، ستبحثان في جلسة مشتركة، إعادة إعمار البنية التحتية في سورية.
وقال سلوتسكي: «لدينا ما نتحدث عنه، وعدا ذلك، أمامنا إعادة إعمار منشآت البنية التحتية للجمهورية العربية السورية».
وكان رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني قال للصحفيين في موسكو بعد اجتماعه مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين: «الإرهابيون تلقوا ضربة قاسية، لكن لم يتم تدميرهم حتى النهاية، لذلك يمكن أن يظهروا ويطلوا برؤوسهم في بلدان أخرى»، معتبراً أن وجود القوات الأميركية في سورية غير شرعي، ويعرقل التوصل إلى تسوية للأزمة هناك.
الوطن