آخرهم “أنصار الدين”.. حلفاء “النصرة” يتخلون عنها
انفكت ميليشيا “جبهة أنصار الدين” عن “هيئة تحرير الشام” التي تشكل “جبهة النصرة” أو “جبهة فتح الشام” عمودها الفقري، وهي ثالث ميليشيا تنفصل عن الهيئة منذ تأسيسها في كانون الثاني 2017، ما ينذر بتفككها وعزل فرع تنظيم القاعدة في سورية وحيداً.
وقالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة في ادلب لـ “الوطن أون لاين” أن السبب الرئيسي لانشقاق “أنصار الدين”، ذات الميول “القاعدية”، عن “النصرة” مرده إلى خسائرها المتتالية بريف ادلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي الشرقي في الشهرين الأخيرين واستفرادها بالقرار الميداني دون باقي الميليشيات المتحالفة معها في “تحرير الشام”.
وأوضحت المصادر أن “النصرة” تثق بحلفائها غير المندمجين في “تحرير الشام”، والذين ينحدرون من جنسيات غير سورية مثل “الحزب الإسلامي التركستاني” و”أجناد القوقاز”، أكثر من ثقتها بحلفائها المنضوين تحت راية الهيئة من الميليشيات التي تضم مسلحين محليين لا يعتمد عليهم في الإمساك بزمام الأمور في المعارك المصيرية، ولذلك هي على استعداد للتضحية بهم بعد أن خذلتهم في أكثر من موقف وأكثر من جبهة واعتقلت قيادات منهم ونكلت بآخرين.
وتوقعت المصادر أن ينسحب ما تبقى من حلفاء “النصرة” في “تحرير الشام” منها وهما “جيش السنة” و”لواء الحق”، بالإضافة إلى كتائب صغيرة لا تشكل ثقلها في الهيئة التي أنيط بها تحقيق خروقات بريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي حين تأسيسها من دون أن تتمكن من تحقيق أي من أهدافها قبل ان تنشق عنها ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” و”جيش التحرير” وهما يشكلان نحو نصف مسلحي “تحرير الشام”.
ولم تعلن “انصار الدين” عن الأسباب والأهداف الأساسية لانفصالها عن جسد “تحرير الشام” لكن تبعيتها لـ “القاعدة” دليل على أن خلافات عقائدية تسببت باتخاذها هذا القرار ولاسيما بعد اعتقال زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني قبل شهرين لقيادات محسوبة على زعيم التنظيم أيمن الظواهري عدا عن فضيحة التسجيلات الصوتية التي كشفت عن عزم “النصرة” تصفية زعماء الميليشيات من حلفائها، وتسببت بشرخ بين حلفاء الهيئة.
وكشف ميثاق “أنصار الدين”، والذي نشرته أمس الخميس على وسائل التواصل الاجتماعي، أنها باتت جماعة مستقلة “إدارياً وتنظيمياً” عن “هيئة تحرير الشام” ولا تتبع لأي جهة داخلية أو خارجية.
وتشكلت “جبهة أنصار الدين” في 25 تموز 2014 من اندماج ميليشيا حركتي “شام الإسلام” و”فجر الشام” التي يتوزع إرهابيوها في محافظات ادلب وحلب وحماة وحمص واللاذقية، وهي ذات عقيدة “سلفية جهادية” تضم بين عناصرها إرهابيين أجانب خصوصاً من المغرب والسعودية والشيشان. وسبق أن تحالفت “أنصار الدين” مع ميليشيا “جيش المجاهدين” ثم انفكت عنها لتندمج مع “النصرة” في “تحرير الشام”.
إدلب – الوطن أون لاين