سوريةسياسة

أجواء باردة تخيم على اجتماع الأستانا ووفد الفصائل الإرهابية يعمل على تعطيله

على الرغم من التحضيرات الأكثر من جيدة التي قامت بها الدولة المضيفة والتنسيق والتشاور اللذين سبقا اجتماع أستانا بين الترويكا الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، إلا أن أجواء الاجتماع لا توحي بأن هناك أي تغيير طرأ على موقف تركيا وحليفتيها السعودية وقطر الداعمتين للإرهاب، وهناك محاولات واضحة من وفد الفصائل الإرهابية من أجل تعطيل الاجتماع وإفشاله.

وبعد أن ألقى كلمة سورية في الجلسة الافتتاحية، أدان رئيس الوفد السوري بشار الجعفري في تصريح للإعلاميين الكلام الاستفزازي وغير المسؤول لوفد الفصائل الإرهابية مؤكداً أنهم هواة في العمل السياسي ولا يمكن أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية.

ورداً على سؤال حول قبول جلوس الوفد السوري في غرفة واحدة مع الوفد التركي، قال الجعفري: لا علاقة لسورية في ترتيبات الاجتماع نحن مدعوون إليه ولسنا مسؤولين عنه، مؤكداً أن تركيا هي الدولة الضامنة لوفد الفصائل الإرهابية.

وفِي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد عضو وفد الجمهورية العربية السورية المفاوض أحمد الكزبري أن أجواء الاجتماع لا تزال «ضبابية» في ظل وجود مساع واضحة من وفد الفصائل الإرهابية لإفشال الاجتماع المنعقد، وقال إن هناك أطرافاً لا تريد لهذا الاجتماع أن ينجح بل تعمل على إفشاله وهي معروفة.

وشدد الكزبري على حرص وفد سورية على إنجاح هذا الاجتماع الذي استثمرت فيه جهود جبارة لكن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة للطرف الآخر الذي لا يزال يراوغ ويمتنع عن الالتزام بما سبق أن وقع عليه من اتفاقيات مع الجانب الروسي.

ولفت الكزبري إلى وجود تطابق شبه تام في النتائج المرجوة من اجتماع أستانا مع الحليفين الروسي والإيراني، وأن التعطيل الحاصل مصدره وفد الفصائل الإرهابية ومشغليهم، وختم تصريحه بالتأكيد على أن كثيراً من العمل المهم لا يزال بانتظارنا، ولن ندخر أي جهد في سبيل الوصول إلى هدفنا الإستراتيجي المتمثل بالحل السياسي وفق مبادئنا الأساسية.

وكان لافتاً في كواليس ما حصل يوم أمس في مقر الاجتماع، رفض وفد الفصائل الإرهابية وضع خريطة طريق للحل السياسي، كما رفضوا توجيه أي إدانة لجبهة النصرة، خلافاً لما وقعوا عليه سابقاً من اتفاقات مع الجانب الروسي في 29 كانون الأول من العام الماضي، بل إن المتحدث باسمهم أسامة أبو زيد قال للإعلاميين: إن بلدتي الفوعة وكفريا ليستا محاصرتين! في إرباك واضح أمام الكاميرات.

وفِي حين من المفترض أن يكون اجتماع أستانا سورياً سورياً بامتياز ودون شروط مسبقة، كما أكد الجعفري، وهو ما تنص عليه كل القرارات الدولية، كان من الواضح حجم التدخل الخارجي في تشكيلة وفد الفصائل الإرهابية من جهة وفي سلوكهم وتصرفاتهم وخطابهم المختلف الذي يخالف كل ما وقعوا عليه سابقاً، لجهة مكافحة الإرهاب والشروع في الحل السياسي الذي يعتبر الحل الوحيد لإنهاء الحرب في سورية.

وشهد يوم أمس اختراقات عدة في أجندة المواعيد، بدأ بتأخر دخول وفد تركيا والفصائل الإرهابية إلى قاعة الاجتماع، تلاه إلغاء جلسة الحوار الأولى بين الوفدين التي كانت مقررة بعد ظهر أمس، وأعلن مصدر سوري أن المباحثات لن تكون مباشرة بل عبر وسطاء، وسيط روسي يرافقه موظف في الأمم المتحدة لوفد الجمهورية العربية السورية ومبعوث تركي يرافقه موظف من الأمم المتحدة لوفد الفصائل الإرهابية.

ومساء أمس عقدت جلسة مباحثات بين الوفد السوري ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا استمر قرابة أربعين دقيقة عاد وأكد خلالها الجعفري على موقف الجمهورية السورية من اجتماع أستانا والنتائج المرجوة منه، والتي تتلخص بأربعة نقاط هي: تعزيز وقف الأعمال القتالية، والفصل بين المجموعات المسلحة المعارضة والتنظيمات الإرهابية داعش والنصرة وما يرتبط بهما، وإغلاق الحدود التركية ومنع تدفق الإرهابيين ووقف تمويلهم ودعمهم، وتوحيد البنادق باتجاه محاربة الإرهاب.

أستانا – الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock