محلي

أزمة السكن تزيد ضحايا الأبنية المنهارة في حلب

رفعت أزمة السكن من أعداد ضحايا انهيارات الأبنية المتصدعة والعشوائية في الشطرين الشرقي والجنوبي من مدينة حلب والتي أزهقت اليوم السبت أرواح 11 شخصاً بينهم 5 أطفال في سقوط بناء بحي صلاح الدين.

ورأى عدد من قاطني الأحياء الشرقية والجنوبية من حلب، التي تحررت من الإرهاب نهاية 2016، لـ “الوطن أون لاين” أن ارتفاع أسعار الشقق السكنية وإيجاراتها في الشطر الغربي من المدينة أرغمهم على سكن منازلهم المهددة بالسقوط نظراً للدمار الكبير الذي لحق بها جراء أعمال الإرهابيين.

وأوضح ياسين قصاص، صاحب محل لبيع الخردوات، أنه اضطر إلى ترك مكان سكنه في أحياء غرب حلب بعد رحلة نزوح استمرت 5 سنوات وعاد إلى حيه الأصلي في بستان القصر على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق بالبناء الذي يضم شقته السكنية. وقال: “أعدت افتتاح محلي التجاري وسكنت مع عائلتي في بيتي المعرض للتخريب بعد ترميمه بشكل جزئي ولم أهتم بتحذيرات الجوار بعد أن عادت أسرتين إلى البناء”.

وشاركه الرأي الموظف الحكومي أحمد أبو رمضان الذي استقر مع عائلته في منزله الواقع في حي الشعار ولم يكترث لتحذير لجنة الحي والمديرية الخدمية التي يتبع لها من ضرورة إخلاء البناء المتصدع بفعل قذائف الإرهابيين لأنه غير قادر على دفع فاتورة السكن في أحياء غرب المدينة لارتفاع الإيجارات بشكل جنوني.

وأشار عبد القادر دوريش، العامل في إحدى ورش صنع الألبسة لدى القطاع الخاص، أنه سكن شقة أخيه بحي الصالحين، الذي شهد وفاة 5 أفراد من عائلة واحدة بسبب سقوط بناء فيه مطلع الشهر الماضي “وذلك لقرب الحي من مكان عملي على الرغم من الدمار الكبير في مبانيه بالإضافة إلى توفير ثمن إيجار بيت لأن بيتي في حي السكري مدمر بالكامل وغير قابل للترميم”.

واختصر علاء شحرور معاناة سكنه خلال 6 سنوات بقوله: “سكنت في المدينة الجامعية نازحاً لنحو 5 سنوات ثم انتقلت إلى بيت أحد أصدقائي في حي مساكن الفردوس ثم انتقلت لحارتي في حي الكلاسة بالقرب من منطقة المغاير الخطرة والمتصدعة بالكامل، واستقريت في غرفة واحدة من بيتي المدمرة بقية غرفه… ليس بمقدوري أن أفعل غير ذلك”.

وكان بناء مؤلف من 5 طبقات، انهار بالكامل في حي صلاح الدين في ساعة مبكرة من اليوم نتيجة عدم مراعاة الأسس الهندسية السليمة في بنائه فوق بيت عربي غير مدعم وعلى تربة متخلخلة، وفق تقرير لجنة السلامة الفرعية في حلب.

يذكر أن الأبنية المهددة بالسقوط أودت بحياة العشرات من أهالي حلب خلال السنتين الأخيرتين بعد ارتيادها من سكانها الأصليين الذين قدر عددهم بأكثر من 600 ألف نسمة أعادوا الحياة إليها وتحدوا عدم تأهيل أحيائهم بشكل مقبول، وخاطروا بحياتهم وحياة أبنائهم في سبيل تأمين لقمة العيش.

حلب- خالد زنكلو

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock