أساليب غش بطلها «موزعون».. «صباب عدم الرجوع» حيلة لسرقة 20 لتراً مازوت في كل تعبئة!
أساليب غش بطلها عدد من موزعي مادة المازوت بدمشق ممن تفننوا في التلاعب بكميات التوزيع بطريقة جديدة راح ضحيتها عدد من العائلات ممن «لا حول لهم ولا قوة» إلا أن يتفرغوا لتقديم الشكاوى «إن تنبهوا للتلاعب».. ولكن بعد فوات الأوان!
وبحسب ما أكده مدير محروقات دمشق إبراهيم أسعد فإن أغلب حالات السرقة تندرج تحت اسم «صباب عدم الرجوع» والتي تعتبر من الطرق الصعب كشفها من المواطنين، وخاصة إذا كانت الكميات المبيعة تفرغ داخل الخزان، وتعتمد على سحب كميات من المادة داخل الخرطوم بعد عملية الضخ، الأمر الذي يتسبب بسرقة موصوفة عبر ضخ المازوت بطريقة وهمية لغاية التلاعب.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال أسعد: بموجب هذه الحيلة تتم سرقة أكثر من 20 لتر مازوت في كل عملية تعبئة للمادة بمعدل 200 لتر لكل عائلة، مضيفاً إن شكاوى ترد حول هذا الأمر، ليصار إلى تشكيل لجنة فنية من مديرية التموين بدمشق لضبط الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتلاعبين، ذاكراً أن عدداً من الحالات تحدث دون أن ينتبه لها المواطن نتيجة التعبئة بالخزان ما يشكل صعوبة في تأكد المواطن من الكميات.
وأشار مدير محروقات دمشق إلى سحب رخصة 15 موزعاً لمادة المازوت نتيجة حالة التلاعب بنقص الكيل والبيع بسعر زائد أو مادة مغشولة «يتم خلطه»، مبيناً في سياقه أنه يسمح للمواطنين تعبئة المادة ضمن «بدونات» ضمن الأماكن السكنية وذلك في حال لا يوجد لدى العائلة خزان وذلك تسهيلا للمواطنين.
وحول سؤال «الوطن» عن وجود حالات شراء المادة من المواطنين من قبل الموزع، قال أسعد: قد تحدث هذه الحالات من بعض العائلات ممن يعتذر عن شراء المادة ليقوموا ببيعها إلى الموزع نفسه، مضيفاً إن هذا الأمر صعب معرفته ويحصل ضمن اتفاق بين الطرفين وبالتراضي.
وعن واقع المادة، أوضح مدير محروقات أن هناك زيادة في معدل الطلب على المادة وصل إلى 300 طلب هذا الأسبوع مقارنة مع الأسبوع الماضي، بحيث يصل عدد الطلبات حالياً بشكل يومي إلى 1000 طلب وذلك لاشتداد موجة البرد.
وكشف أسعد أن 3600 عائلة اعتذرت عن شراء المادة في العاصمة لأسباب خاصة بهم، مضيفاً إن عدد العائلات الإجمالي المسجل على المادة يصل إلى 240 ألف عائلة، مع متابعة عملية توزيع المادة لجميع العائلات المسجلة لتحصل على حصتها من المادة قبل نهاية العام (الدفعة الأولى).
ولفت إلى استقرار وضع المادة، كما يتم تنفيذ 17 ألف طلب في الأسبوع, متوقعاً أن تصل الكميات المبيعة من المازوت إلى 50 مليون لتر، ذاكراً أن أكبر فترة ضغط على المادة كانت خلال الشهر التاسع من العام الجاري، حيث وصل فيها عدد المسجلين إلى 1200 طلب بشكل يومي.
وفي سياق متصل صرح مصدر في فرع «محروقات» دمشق لـ«الوطن» بأن العائلة التي سجلت على مادة مازوت التدفئة خلال توزيع الدفعة الأولى وحصلت عليها من الضروري أن تسجل على المادة خلال توزيع الدفعة الثانية، للحصول عليها، وإلا فستفقد حقها في الدفعة الثانية التي من المقرر أن يتم البدء بتوزيعها على العائلات في دمشق مع بداية العام القادم (2020).
وأشار إلى أن العائلة التي لم تسجل على مادة المازوت خلال توزيع الدفعة الأولى ولم تحصل على مخصصاتها، لا تفقد حقها من مخصصاتها من الدفعة الأولى بعد البدء بتوزيع الدفعة الثانية، وسيتم توزيع الدفعتين لها أي 400 ليتر بدلاً من 200 ليتر، لافتاً إلى أنه خلال العام الماضي تم توزيع دفعتين على العائلات التي لم تحصل على الدفعة الأولى بعد البدء بتوزيع الدفعة الثانية، وحصلت 9 آلاف عائلة على 400 ليتر أي الدفعتين معاً.
وبين أن ما تم توزيعه في دمشق من مادة مازوت التدفئة من بداية الموسم، أي من 15 أيلول وحتى تاريخه؛ يعادل تقريباً ما تم توزيعه خلال موسم كامل في السنوات الماضية، لافتاً إلى أن ما تم توزيعه من مازوت التدفئة في دمشق تجاوز 35 مليون ليتر حتى تاريخه، إي أن المادة وصلت لأكثر من 177 ألف عائلة، مبيناً أن نسبة التسجيل على المادة انخفضت بشكل ملحوظ خلال الفترة الحالية، ووصل عدد العائلات التي تسجل على المادة يومياً بحدود 700 عائلة، في حين أنه يتم توزيع المادة على نحو 3000 عائلة يومياً، أي إن نسبة التوزيع حالياً أكبر من نسبة التسجيل.
ولفت المصدر إلى أن نسبة التنفيذ من بداية الموسم حتى تاريخه وصلت لحدود 70 بالمئة من عدد العائلات المسجلة على المادة، مبيناً أن مدة توزيع المادة على العائلات في دمشق تختلف من منطقة إلى أخرى، وعلى سبيل المثال في قلب مدينة دمشق يتم توزيع المادة على العائلات المسجلة خلال يومين، وفي منطقة عش الورور خلال يومين أو ثلاثة أيام، أما في مناطق أخرى مثل منطقة زين العابدين فليس هناك إمكانية لتوزيع المادة خلال فترة محددة.
وأشار إلى وجود مشكلة حالياً بتوزيع المادة على العائلات في منطقة المزة 86، وتم الاستعانة بسيارات توزيع من مراكز أخرى، بالإضافة للمركز المختص بالتوزيع الموجود في منطقة المزة 86، لافتاً إلى أنه يتم تغطية النقص أو الخلل بالتوزيع في المنطقة من خلال الاستعانة بسيارات التوزيع الموجودة في مناطق أخرى، منوهاً بأن عدد سيارات التوزيع في محافظة دمشق هو 500 سيارة وكلها تتبع للقطاع الخاص.
وختم المصدر تأكيد أن مادة المازوت متوفرة بشكل جيد هذا العام، والمخازين جيدة، وليس هناك أي نقص، وسيتم توزيع المادة على كل العائلات التي سجلت على المادة.
فادي بك الشريف – رامز محفوض