أسواق طرطوس تكسر ركودها مع قدوم العيد

شهدت محافظة طرطوس شللاً اقتصادياً خلال الأسابيع الماضية لا يزال يرخي تبعاته على الأسواق المنهكة بالبضائع المكدسة، لتبدأ أجواء الحياة تعود إلى أسواق طرطوس مع الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر.
فقد شهدت الأسواق حركة شرائية مقبولة كما وصفها تجار طرطوس قياساً بالأسابيع الماضية ، والذي شجع على ذلك التخفيضات الكبيرة التي طرحها التجار والتي وصلت إلى 70% لدى بعض المحلات.
وفي جولة على سوق هنانو بطرطوس أكد التجار لـ “الوطن” أن الحركة الشرائية لا تزال محدودة جداً ومختلفة كثيراً عن حالة الأعياد الاعتيادية ولكنها أفضل من الأسابيع الماضية، ومعظم البضاعة مكدسة في المحلات التي تبلغ ثمن أجاراتها ملايين الليرات شهرياً ما دفع السوق إلى تخفيضات على كل الملابس والأحذية وغيرها حتى شملت سوق الاتصالات بعروضات كبيرة لتنشيط الحركة وهرباً من كساد كبير للبضائع من مختلف الأصناف، حيث خفضت ثمن البلوزة الولادية إلى خمسين ألفاً والحذاء الولادي إلى مئة ألف، وكذلك حال الملابس النسائية حيث بلغت التنزيلات 50% وأكثر.
وأوضح التجار أن الأسواق بدأت تنشط بعد الإفطار وتستمر الحركة حتى ساعات المساء المتأخرة، علما أن معظم الزبائن ممن يعتمدون على الحوالات الخارجية لكون الأوضاع المعيشية صعبة ولا سيما بالنسبة لأبناء القرى للذين كانوا يغذون الأسواق نهاراً بحركة شرائهم التي فقدتها الأسواق نتيجة الأوضاع الحالية.
بالمقابل تراجعت الحياة الاقتصادية في الأسواق الشعبية لمصلحة البسطات التي غزت الأرصفة والتي تبيع القطعة بسعر العشرين والثلاثين ألفاً، حيث أكدت إحدى السيدات أن المدخول اليوم لا يكفي لشراء خبز وأجور مواصلات ولن يكون لهذا العيد بهجته في المنازل سواء نتيجة الأوضاع الأمنية أم الاقتصادية فأصحاب العمل تراجع دخلهم جداً ورب الأسرة اليوم عاجز عن توفير المتطلبات الأساسية فكيف الحال باللباس والحلويات؟!
وأشار تاجر في سوق النسوان الشعبي أنه في مثل هذا الوقت من السنة وقبل حلول العيد بأسبوعين كانت الأسواق تغرق بالزبائن والحركة، بينما اليوم بالكاد نبيع، على اعتبار أن زبائن القرى لم تعد موجودة الا ما ندر نتيجة الأوضاع الحالية ونتيجة كساد سوق العمل فلم يعد هناك سيولة كافية لدى رب الأسرة، وغالباً من ينعش السوق بطرطوس هم أصحاب الحوالات الخارجية التي تحافظ لهم على قدرة شرائية مقبولة.
وبالعودة إلى التخفيضات والعروض التي شكلت عامل جذب جيداً ، فالفستان النسائي بلغ ثمنه 200 ألف بعد أن كان بـ 400 ألف والجينز إلى مئة ألف بعد أن كان بـ 200 ألف، كما بلغ ثمن البلوزة النسائية مئة ألف بعد أن كانت بـ 250 ألفاً، لتكون خطوة من التجار أمام الزبائن ولتحل مشكلة ركود اقتصادي كبير في المحافظة.
طرطوس – ربا أحمد