أكد الرئيس بشار الأسد أن دمشق ستكون «حليفاً طبيعياً» للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب «إن كان سيُحارب الإرهابيين»، لكنه قال «علينا أن ننتظر ونرى عندما يبدأ بمهمته الجديدة» مبدياً استعداده أيضاً للتعاون مع أي جهة في العالم «دون شروط» لمكافحة ذلك الإرهاب، وكذلك مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش «لتحقيق الاستقرار في سورية»، ورأى أنه في حال انتصر الإرهابيون «فعندها لن يكون هناك وجود لسورية».
وفي مقابلة مع التلفزيون البرتغالي أكد الرئيس الأسد أن الجيش العربي السوري «يحقق تقدماً جيداً، وبشكل يومي، ضد الإرهابيين الذين لا يزالون يتلقون الدعم من تركيا وقطر والسعودية وبعض الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة»، مشدداً على أن «الخيار الوحيد أمامنا هو الانتصار، وإذا لم ننتصر وكسب الإرهابيون الحرب، فعندها لن يكون هناك وجود لسورية».
وحول توقعاته من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أبدى الرئيس الأسد استعداداً للتعاون معه ضد الإرهاب وقال: «علينا أن ننتظر ونرى عندما يبدأ بمهمته الجديدة» وأضاف: «إن كان سيُحارب الإرهابيين، فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له في ذلك الصدد، مع الروس والإيرانيين، والعديد من البلدان الأخرى التي تُريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين»، وكذلك شدد على التعاون مع أوروبا أيضاً إذا التزمت بمحاربة الإرهاب وقال: «فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، نحن مستعدون للتعاون مع أي جهة في هذا العالم دون شروط، وهذا هو جوهر سياستنا».
ورأى الرئيس الأسد أنه «عندما يكون الشرق الأوسط مستقراً، فإن العالم بأسره يكون مستقراً، لأن الشرق الأوسط هو قلب العالم جغرافياً وجيوسياسياً، وسورية هي قلب الشرق الأوسط جغرافياً وجيوسياسياً» مبدياً استعداد دمشق «للتعاون بأية طريقة» مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة «لتحقيق الاستقرار في سورية، آخذين بالاعتبار، بالطبع، مصلحة البلد وإرادة الشعب السوري»، مؤكداً أن الأخير «عندما يكون موضوعياً، فإنه يستطيع أن يلعب دوراً مهماً في التعامل مع المسؤولين المختلفين في الأمم المتحدة من أجل دفع سياسات مختلف الدول، وبشكل أساسي روسيا والولايات المتحدة، نحو المزيد من التعاون وقدر أكبر من الاستقرار فيما يتعلق بسورية».
ونفى الرئيس الأسد أن تكون سورية تستخدم «الجهاديين» لتشويه سمعة سائر أطياف المعارضة أمام الرأي العام الوطني والدولي، معتبراً أن ذلك «سيكون بمثابة إلحاق الأذى بأنفسنا»، موضحاً بأنه ومنذ أن بدأ الإرهابيون السيطرة على بعض المناطق في سورية، غادر أغلب المدنيين السوريين تلك المناطق ولجؤوا إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وأضاف الرئيس الأسد: «نحن أحرار تماماً، ليس جزئياً، بل أحرار تماماً في كل ما يرتبط بمستقبل سورية، والروس لا يتدخلون بأي شيء يتعلق بمستقبل سورية أو الشعب السوري»، ورأى أنهم «يقاتلون من أجلنا، ومن أجل العالم، ومن أجل أنفسهم».
وشدد الرئيس الأسد على أن «الوحيدين الذين يستطيعون القتال من أجل القيم، مثل الديمقراطية والحرية، هم أهل البلد أو المجتمع أنفسهم، وليس الغرباء، ولا يستطيع الغرباء أن يجلبوا الحرية أو الديمقراطية، لأن هذا مرتبط بالثقافة، وبالعوامل المختلفة التي تؤثّر على ذلك المجتمع. معتبراً أن «ديمقراطيتنا ينبغي أن تعكس ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وواقعنا في الوقت نفسه».
وبعدما جدد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه «رجل مريض، ورئيس مصاب بجنون العظمة وليس مستقراً» اعتبر أن التوغل التركي داخل الأراضي السورية «غزو، ومن حقنا أن نُدافع عن بلدنا» وأضاف: إن «كل إرهابي أتى إلى سورية، أتى عبر تركيا وبدعم من أردوغان، وبالتالي فإن محاربة أولئك الإرهابيين هي بمثابة محاربة جيش أردوغان».