أكراد حلب يبادرون بإيجابية تجاه الدولة السورية
من المتوقع أن تعمل وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، على تطبيق بنود الاتفاق مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الذي رعاه مركز المصالحة الروسية في حميميم والذي ينص على تسليم خمس بلدات في ريف حلب الشمالي كانت تقع تحت سيطرتها إلى الحكومة السورية لإدخال مؤسساتها إليها، في الوقت جرى تطبيق التفاهم معها بدخول وحدات من الجيشين السوري والروسي إلى أحياء تهيمن عليها شمال وشمال شرق مدينة حلب.
وعلمت “الوطن أون لاين” من مصدر في “حماية الشعب” أن بنود الاتفاق الذي سيسمح للدولة السورية بفرض دوائرها ومؤسساتها في “تل رفعت” و”مرعناز” و”دير جمال” و”عين دقنة” و”منغ” و”مطارها العسكري”، وتطبيق برنامج إعادة المهجرين إليها سيتم تطبيقه بالتدريج، ما يؤدي إلى رفع العلم السوري فيها على المباني الحكومية وفتح المدارس وتقديم الخدمات للسكان المرتقب عودتهم إليهما.
وكانت “حماية الشعب” سيطرت على البلدتين وقرى أخرى مجاورة أهمها دير جمال والطامورة على طريق اعزاز في شباط 2016 بالتنسيق مع الجيش العربي السوري وضربات مقاتلات الجيش الروسي خلال معركة فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء ولم يدخلهما الجيش السوري إلى الآن.
وبين المصدر أن قرى معرسته الخان وتل جبين وحردتنين وماير لا علاقة لها بالاتفاق ساري المفعول منذ الخميس الفائت مع “حماية الشعب” كما روجت وسائل إعلام لأنها واقعة تحت سيطرة الجيش السوري منذ تحريرها من العصابات المسلحة.
كما نجحت الوساطة الروسية، والتي ردت “حماية الشعب” عليها بإيجابية، في إدخال الجيشين السوري والروسي إلى أحياء السكن الشبابي وبستان الباشا وبعيدين والشيخ خضر وأقسام تسيطر عليها في أحياء بستان الباشا والأشرفية وبني زيد على أن يسمح للأهالي بالدخول إلى الأحياء لتفقد منازلهم وأن تبقي الوحدات على بعض حواجزها فيها، وذلك بعد نحو شهرين من انتشار قواتها داخلها في بداية عملية الجيش السوري التي دحرت الميليشيات المسلحة من حلب بشكل نهائي.
ورأى مراقبون تحدثت إليهم “الوطن أون لاين” أن صفحة جديدة فتحت بين الدولة السورية و”حماية الشعب”، تسمح لهما بالتنسيق بشكل أفضل في مختلف الصعد ومنها العسكري في ظل التهديدات التي تطلقها ميليشيا “درع الفرات” التابعة والممولة من الحكومة السوري بغزو تلك البلدات بين الحين والآخر.
ويبقى حي الشيخ مقصود في حلب، وهو المركز الرئيسي لسيطرة “حماية الشعب”، خارج سيطرة الحكومة السورية منذ سيطرة الوحدات عليه من الميليشيات المسلحة نهاية 2014 إلا أن جهوداً تبذل لعودته إلى حضن الدولة السورية.
حلب- الوطن أون لاين