أنقرة طالبت بتدخل «الناتو» وتوعدت القامشلي بعد عفرين.. «حماية الشعب»: لا تحلم يا أردوغان
رد مصدر قيادي في وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، على تصريح رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان التي أعلن فيها أن قواته «قد تدخل عفرين في أي لحظة» بقوله: «أردوغان لا تحلم باقتحام المدينة وضمها لإمبراطوريتك العثمانية لأنها ستكون ممانعة أكثر مما تتصور».
المصدر جدد لـ«الوطن» تأكيده بأن الجيش التركي وميليشياته المسلحة المتحالفة معه، لم تنجح حتى أمس في حصار عفرين، وأردف: «التقارير التي يزودك بها أزلامك ووسائل إعلامك المغرضة مضللة، وحتى لو تم ذلك فإن المرحلة الأصعب في غزواتك لاقتحام المدينة لم تبدأ بعد، وسترى فيها العجب».
وأوضح أن إعلان أردوغان بأنه لن يرضخ لضغوط أحد لإنهاء معركة عفرين دلالة على رفضه أي مقترح لحل الأزمة بالطرق السلمية «التفاوضية» التي تدور راهناً لوقفها بعد أن أمعن في نسف بنود القرار الأممي 2401 القاضي بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية.
وبين المصدر أن أردوغان تجاوز طموحاته وأجندته التي أعلن عنها قبل بدء عملية «غصن الزيتون» في 20 الشهر الفائت بحصار المدينة إلى «احتلالها» متجاوزاً الخطوط الحمر «الدولية» المرسومة في المنطقة، في إشارة إلى تعويل قيادات الوحدات على واشنطن التي يرون فيها حليفاً «موثوقاً» يحول دون التفريط بعفرين المدينة.
وأضاف: إن عفرين المدينة تضم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة «نصفهم ممن شردهم العدوان التركي واقتلعهم من بيوتهم وأراضيهم في أرياف المنطقة بعد أن قتل أبناءهم وخرب بلدانهم وقراهم، والكثير منهم مستعد لحمل السلاح والدفاع عن عفرين حتى آخر رمق»، لافتاً إلى أن «حماية الشعب» حصنت المدينة وهي على أهبة الاستعداد «لتقلين الغزاة درساً لن ينسوه أبداً إذا ما سولت لهم أنفسهم التقدم نحو مركز المدينة».
وعن الخروق الميدانية التي حققتها «غصن الزيتون» في الأيام الأخيرة على جبهتي شران وجنديرس وضيقت الخناق على عفرين، أكد المصدر استخدام النظام التركي الكثيف للضربات الجوية التي يتفوق بها واتباعه سياسة «الأرض المحروقة» التي قتلت البشر ودمرت الحجر، سمحت له بإنجاز تقدم هنا وخرق هناك، لكن المعارك ما زالت معارك «كر وفر» في جميع المناطق المحيطة بعفرين «وتمكن مقاتلونا من استعادة أكثر من منطقة بعد احتلالها كما في كفر جنة ومعسكر التدريب القريب منها».
وكان أردوغان قد توعد بالتوجه إلى مدينة القامشلي شمالي سورية بعد انتهاء «غصن الزيتون»، وقال: «بعد تطهير عفرين من الإرهابيين، سنتوجه إلى منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي لتطهير كل هذه المناطق أيضًا».
وبحسب مواقع إعلامية معارضة، دعا أردوغان الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «ناتو» للمشاركة مع تركيا بالمعارك في سورية، وقال: إن تركيا لبت دعوات حلف «الناتو» للمشاركة في حروب أفغانستان والصومال والبلقان، متسائلا عن سبب عدم تلبية «الناتو» الدعوة التركية هذه المرة.
في غضون ذلك ذكرت مصادر كردية لـ«الوطن» أن «وحدات حماية الشعب» تمكنت من تحرير سد 17 نيسان بالكامل كما دمرت عربة محملة بالدوشكا، وقتل 18 عنصراً من الاحتلال التركي ومرتزقته من الميليشيات المسلحة بالقرب من قرية خالتا في مدينة عفرين.
حلب – الوطن