تصعيد إرهابي كبير، شهدته العاصمة دمشق أمس، على وقع استمرار تساقط عشرات القذائف، فوق الآمنين والأحياء السكنية، في موجة إرهابية جديدة، كانت قد تراجعت بنسبة عالية خلال الفترة الماضية، غير أن المعارك التي يخوضها الجيش على جبهات حرستا وإدارة المركبات والتقدم الحاصل هناك، دفع الإرهابيين لاستعادة أساليبهم المعهودة، وقتل المزيد من الأبرياء وإرهاب الآمنين، لتتوازى هذه الخطوات مع استمرار الإرهاب التركي شمالا على سكان عفرين، الذين بدؤوا يرفعون أصواتهم مطالبين بدخول الجيش السوري للمدينة وإنقاذها من الوضع المتدهور هناك.
مصادر في قيادة شرطة ريف دمشق، وفق «سانا»، أفادت بسقوط قذائف أطلقتها المجموعات المسلحة على مدينة جرمانا وضاحية حرستا السكنية، وأحياء باب توما والمزة، ومنطقتي العباسيين وركن الدين، وأدت إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين.
وبحسب «سانا»، فقد ردت وحدات من الجيش العربي السوري، على مناطق إطلاق القذائف في عمق الغوطة الشرقية، ووجهت عدة ضربات أسفرت عن تدمير تحصينات ومنصات لإطلاق القذائف، وإيقاع خسائر في صفوف المجموعات المسلحة.
إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية قصف مبنى ملحقيتها التجارية، في العاصمة دمشق بقذيفة أطلقتها الجماعات المسلحة، وأعربت الوزارة عن إدانتها الشديدة «لهجوم آخر من قبل الإرهابيين ضد البعثة الدبلوماسية للاتحاد الروسي في دمشق، الذي أصبح حلقة ضمن سلسلة جرائم ارتكبوها في الأيام الأخيرة ضد المدنيين في العاصمة السورية».
وناشدت الوزارة «الشركاء الدوليين والإقليميين لإلقاء نظرة موضوعية على ما يجري وأن يقدموا تقييماً سليماً ومبدئياً، للهجمات الإرهابية الموجهة ضد الممثليات الدبلوماسية والمباني الدينية والبعثات الإنسانية».
هذه التطورات جاءت على وقع استمرار العدوان التركي على عفرين شمالاً، وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى، الأمر الذي دفع بالأهالي لمطالبة «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، ومظلتها حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي بإنقاذ الموقف وتنظيم دخول الجيش العربي السوري.
ودعت الفعاليات، ومن بينها وجهاء ومثقفون، عبر «الوطن» الوحدات إلى عدم وضع العصي في عجلات «الاتفاق»، الذي جرى التفاهم بشأنه لدخول الجيش السوري إلى عفرين لوضعه محل التنفيذ بأسرع وقت ممكن، وعدم السماح لـ«المتطرفين» من قياداتهم بمواصلة سياسة «صم الآذان».
وشددت على ضرورة الالتزام ببيان «حماية الشعب»، الذي أصدرته في 25 الشهر الفائت وطالبت فيه الدولة السورية بحماية عفرين وجوارها ونشر القوات المسلحة السورية لتأمين حدودها، وما يتطلبه ذلك من تقديم «تنازلات» في المفاوضات الجارية مع الجهات السورية المختصة، لبحث إدخال الجيش السوري إلى عفرين لوقف معاناتها ووحدة التراب الوطني السوري.
وجدد الأهالي انتماءهم لسورية حاضنة لجميع مكونات الشعب السوري، ورفضهم المس بسيادتها ووحدة ترابها، وأشادوا بالدعم الإنساني والإغاثي الذي تقدمه الحكومة السورية لعفرين، والذي لولاه لما صمدت المدينة في وجه الغزو التركي كل هذه المدة.
إلى ذلك تصاعدت حدة التحذيرات الواردة من عفرين، من انهيار «سد 17 نيسان» جراء كثافة استهدافه من قبل العدوان التركي على المنطقة، ويوم أمس نقلت تقارير إعلامية عن رئيس هيئة الزراعة في ما يسمى «الإدارة الذاتية» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» في عفرين أيوب محمد، قوله: إنه في «حال استمر استهداف السد سيؤدي إلى ضرر كبير بممتلكات المدنيين، وغرق العديد من القرى ومساحة واسعة من منطقة عفرين».
دمشق – حلب – الوطن