أول مؤتمر لإعادة الإعمار بالاتحاد الأوربي استضافته بوخارست
بهدف إعادة إطلاق الحوار الاقتصادي والمناقشة الودية بين الجانبين السوري والروماني لاسيما بما يتعلق بمرحلة إعادة الإعمار وفرص الاستثمار للشركات الرومانية نظمت السفارة السورية في رومانيا أمس الأول وبمبادرة من المعهد السياسي والاقتصادي للشرق الأوسط في بوخارست، مؤتمراً اقتصادياً وسياسياً بفندق انتركونتيننتال بالعاصمة بوخارست تحت عنوان (إعادة الإعمار في سورية.. بين تطوير الصمود الاقتصادي وفرص الشركات الرومانية الخاصة)، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسستي يوريسك وآفا كوم الدوليتين والذي يعتبر المؤتمر الأول من نوعه على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وذكر بيان صادر عن السفارة السورية في بوخارست وصل «الوطن» نسخة منه مشاركة عدد من السفراء وممثلين عن البعثات الدبلوماسية لسفارات روسيا الاتحادية، الصين، جنوب إفريقيا، إيران، أندونيسيا، الجزائر، لبنان، الأردن، مصر..، إضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال وممثلين عن 90 شركة رومانية، إضافة إلى 40 شركة تعود لرجال أعمال وأصحاب شركات سوريين في رومانيا.
وتحدث المشاركون عن سورية ما قبل وخلال الأزمة، وعن آثارها على الدولة بجميع المجالات، كما تم الحديث عن إعادة الإعمار في سورية ما بعد الحرب، وتم عرض جملة من مجالات العمل والفرص الاستثمارية بمختلف القطاعات التي يمكن للشركات الرومانية العمل بها.
وأكد السفير وليد عثمان على الاستقرار الكبير الذي تشهده سورية في المجال الأمني والسياسي والاقتصادي، موضحاً بأن الحكومة السورية بات تسيطر الآن على معظم من الأراضي السورية، وبدأت الحياة تعود إلى جميع المدن والمناطق الأمر الذي يهيئ الظروف المناسبة للإقلاع بعملية إعادة البناء والإعمار والاستثمار في سورية. ثم تحدث عن علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين سورية ورومانيا، منوهاً بتوقيع حزمة واسعة من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى رومانيا في العام 2010.
وبين عثمان أن الحكومة السورية باشرت بوضع الخطط الوطنية لإعادة الإعمار تشمل جميع القطاعات الحيوية.. مشيراً بأن هذه العملية تتطلب جهداً وتعاوناً من قبل السوريين ومشاركة من الدول الصديقة والحليفة.
وأشار عثمان إلى إصدار الحكومة لمجموعة من التشريعات والقوانين بهدف تشجيع وتسهيل عملية الاستثمار في سورية، وتقدم جميع التسهيلات من خلال مزايا العلاقة التشاركية بين القطاعات العامة والخاصة، مؤكداً أن الحكومة هي المعنية بإصدار الموافقات وإبرام العقود، نافياً كل ما يقال عن وجود شركات كبرى لدول حليفة مسؤولة عن توزيع العقود لهذه الجهة أو تلك. وأكد بقوله: نحن في السفارة السورية برومانيا مستعدون لتقديم كافة المساعدات الممكنة في هذا المجال.
ولفت السفير إلى العقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي المفروض على سورية وأن بعض الدول الأوروبية انقادت وراء هذه العقوبات التي أضرت بشكل مباشر بالمواطن السوري، مؤكداً أن العام 2019 سيكون عام الانفتاح على سورية وانطلاق مسيرة الإعمار بوتيرة عالية، داعياً للمشاركة في عملية إعادة الإعمار.
وتحدث خلال المؤتمر عدد من أصحاب الشركات الكبرى والأكاديميين الرومان، استهلها رئيس المعهد السياسي والاقتصادي للشرق الأوسط فلافيوس كابا – ماريا الذي أشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى إعادة إطلاق الحوار الاقتصادي والمناقشة الودية بين الجانبين السوري والروماني لاسيما بما يتعلق بمرحلة إعادة الإعمار وفرص الاستثمار للشركات الرومانية ولرجال الأعمال في القطاع الخاص للاطلاع على واقع الأمور في سورية، وعلى القطاعات التي سيتم إعادة تأهيلها وصيانتها وإنشائها ومجالات الاستثمار.
ودعا رجال الأعمال والشركات الرومانية للذهاب إلى سورية والاطلاع على خريطة المشاريع الاستثمارية بالتنسيق مع السفارة السورية في رومانيا، حيث إن فرص الاستثمار كبيرة جداً ويمكن للشركات الرومانية المشاركة فيها، متمنياً أن تكون رومانيا بطليعة المبادرين في عملية إعادة الإعمار.
وأكد مدير إدارة العلاقات الاقتصادية الدولية في أكاديمية العلوم الاقتصادية ASE ومدير العلاقات الدولية في معهد MEPEI. رادو موشيتيسكو أن الظروف الدولية أصبحت مناسبة ومفيدة تجاه سورية ويمكن أن تتم عملية بدء الإعمار في سورية وإقامة المشاريع الاستثمارية فيها، ويمكن أن تكون رومانيا شريكاً مهماً في هذه العملية ولها فرص حقيقية بتنفيذ هذه المشاريع ويساعدها بذلك وجود حكومة سورية قوية تسيطر على جميع أمور الدولة وظلت متماسكة منذ بداية الأحداث وحتى الآن.
وأشار مدير عام شركة (ALFA COM) الدولية تيشربان تيودوراكي إلى أهمية مشاركة الشركات الرومانية الخاصة في إعادة البناء والإعمار وإقامة المشاريع الاستثمارية في سورية نظراً للعلاقات التاريخية الترابطية والعلاقات الاقتصادية التشاركية بين البلدين.. وللموقع الجغرافي والتاريخي الخاص لسورية القريب نسبياً من رومانيا.
ثم تحدثت مديرة البرامج في معهد MEPEI البروفسورة إيكاترينا ماتسوي، حيث قدمت دراسة أكاديمية موثقة حول الدول التي دمرتها الحروب والإرهاب، وإعادة الإعمار بعد الحرب من خلال المقارنة بين عدد من الدول ما بعد الحرب والوضع في سورية.
وأكدت أن عملية إعادة الإعمار تختلف جذرياً، بسبب انهيار مؤسسات تلك الدول وعدم وجود حكومات، والتدخلات الخارجية الكبيرة الأمر الذي أعاق عملية إعادة الإعمار فيها، أما في سورية فالوضع مختلف كلياً لأن الدولة السورية تسيطر وتحكم قبضتها على جميع الأمور وباتت تسيطر على أغلبية الأراضي السورية، كما أن الجيش السوري أثبت جدارته ووطنيته تجاه بلده، كما توجد حكومة مستقرة ظلت متماسكة منذ بداية الأزمة وحتى الآن وهي صاحبة القرار في الدولة.
كما تمت مداخلات من قبل المشاركين بالمؤتمر من أصحاب الشركات الرومانية والسورية تركزت حول ضرورة إعادة العلاقات الاقتصادية للبلدين إلى سابق عهدها، وعن تميّز الشركات الرومانية وتشجيعها للدخول في السوق السورية بمرحلة إعادة الإعمار ومساعدتهم من قبل السفارة من خلال تقديم معلومات وتوضيحات عن فرص الاستثمار بسورية.
الوطن