أكد مصدر مطلع على ملف المصالحات، أن اتفاق إنشاء «منطقة تخفيف التصعيد» في الغوطة الشرقية هو اتفاق «مؤقت ريثما تتم التسوية السياسية الشاملة» في البلاد على حين أعلنت موسكو، نشر قوات من شرطتها العسكرية على طول المنطقة وفي جنوب غرب البلاد لمراقبة التزام الهدنة، في وقت كانت الحكومة السورية تواصل مساعيها لإعادة المهجرين إلى منازلهم في مخيم خان الشيح بريف العاصمة ومدينتين بريف حماة الشمالي.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال المصدر: إن «الاتفاق في الغوطة مؤقت ريثما تتم التسوية السياسية الشاملة» في البلاد، كاشفاً أن تنفيذه سيتم على خمس مراحل، «الأولى هي وقف إطلاق النار، والثانية فتح منافذ لنقل الجرحى والمصابين، والثالثة فتح منافذ لعبور المواطنين لعدد من الساعات بشكل يومي، والرابعة إقامة إدارة مدنية بحتة في المدن والقرى وتبادل الموقوفين، والخامسة هي التسوية السياسية الشاملة».
وأكد المصدر أن 90 بالمئة من الأهالي في الغوطة الشرقية يؤيدون حصول تسوية شاملة مع الحكومة السورية والعيش في ظل كنف الدولة.
وفي موسكو، أعلن الفريق أول سيرغي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية، عن نشر نقطتي تفتيش و10 مراكز مراقبة على حدود منطقة تخفيف التصعيد جنوب غرب سورية، وصولاً إلى مسافة 13 كم من الجولان العربي السوري المحتل.
وأوضح، بحسب موقع «روسيا اليوم»، أن نشر النقاط التابعة للشرطة العسكرية الروسية جرى يومي 21 و22 تموز، في المناطق المتفق عليها من خطوط التماس بين أطراف النزاع في منطقة تخفيف التصعيد جنوب غرب سورية.
وقال: «أقرب نقطة (من الجولان) تقع على مسافة 13 كم من المنطقة العازلة بين القوات الإسرائيلية والسورية في الجولان»، مؤكداً إبلاغ أميركا والأردن و«إسرائيل» مسبقاً بعملية نشر العناصر الروسية.
وفي منطقة تخفيف التصعيد في الغوطة الشرقية، نشرت الشرطة العسكرية الروسية أمس نقطتي تفتيش و4 نقاط مراقبة، وفق رودسكوي، الذي أكد استمرار العمل على إقامة منطقة تخفيف التصعيد في ريف إدلب، موضحاً أنه بعد انتهاء المشاورات بهذا الشأن، ستستأنف عملية أستانا حول تثبيت الهدنة.
من جهتها ذكرت القناة المركزية لقاعدة «حميميم» على «فيسبوك» أن «القوات الروسية تضع بعين الاعتبار المصالح الإقليمية، وخاصة «إسرائيل»، خلال تنفيذ الاتفاقيات المبرمة لتخفيض التصعيد في سورية»، مشيرة إلى أن هذه الاعتبارات «لا تمس سيادة سورية».
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع شبكة «رووداو» الإعلامية الكردية أن توصل موسكو مع واشنطن لاتفاقية تخفيض التصعيد في سورية، أثبت أنه بإمكان الدول العمل معا لتحقيق الأمن العالمي، معتبراً أنه: «منذ وقت بعيد لم ينجح شركاؤنا الأميركيون في عهد «الرئيس السابق باراك» أوباما في الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة، أما الآن فإننا نحقق نتائج في هذا المجال من خلال صيغة المناطق الآمنة».
وبموازاة ذلك، دعا محافظ حماة محمد الحزوري أهالي مدينتي صوران وطيبة الإمام بريف حماة الشمالي للعودة إلى منازلهم، وذلك خلال تفقده أعمال صيانة البنى التحتية وترحيل الأنقاض في المدينتين، كما أكد خلال لقائه وفداً من أهالي مدينة حلفايا التي أعاد إليها الجيش الأمن والاستقرار، أن المحافظة تولي اهتماماً كبيراً لتمكين أهالي حلفايا وباقي المدن والقرى التي أعاد إليها الجيش الأمن والأمان من العودة إلى بيوتهم ومعاودة حياتهم الطبيعية فيها، مشيراً إلى أن «عودة الأهالي ترتبط بعوامل مختلفة وفي مقدمتها الأسباب الأمنية حرصا على سلامتهم وحياتهم».
على خط مواز، تحدثت صفحات على «فيسبوك» عن مفاوضات تجري بين الجيش ومسلحي منطقة خان الشيح بريف دمشق الغربي الذين خرجوا إلى مدينة إدلب بموجب مصالحة في تشرين الثاني الماضي، لتسوية أوضاعهم والعودة إلى المنطقة.
الوطن – وكالات