اتفاق دمشق وسيئول على تبادل السفارات يؤكد الانفتاح الواسع على دمشق

فيما يمكن اعتباره مؤشرًا بارزًا على طريق استعادة دمشق لدورها المحوري في المنطقة والعالم بعد سنوات من العزلة جراء سياسات النظام البائد، وقعت سوريا وكوريا الجنوبية الخميس، اتفاقًا حول العمل الدبلوماسي المشترك ينظم آليات بناء وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وبما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وجرى توقيع الاتفاق خلال لقاء جمع في دمشق وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني مع نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول الذي زار سوريا على رأس وفد رفيع المستوى، والتقى الرئيس أحمد الشرع.
الاتفاق الذي تضمن فتح السفارات وتبادل البعثات الدبلوماسية للدولتين، يمكن اعتباره إنجازًا للحكومة السورية التي تم تشكيلها في التاسع والعشرين من آذار الماضي، وتأكيدًا على مدى الانفتاح العربي والدولي الواسع على الإدارة الجديدة، الذي تجلى بترحيب الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بهذه الانطلاقة نحو دولة جديدة تضع حدًا لمعاناة السوريين خلال السنوات السابقة.
مواقف الترحيب والانفتاح تبنتها أوروبا وانعكس عبر تصريحات قادتها ومسؤوليها، ولاسيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي قبل ذلك بدء رفع العقوبات التي فرضت على نظام الأسد، تدريجيًّا، كما انعكس ذلك في عقد مؤتمر بروكسل بنسخته التاسعة بمشاركة الشيباني في آذار الماضي، وما صدر عنه من تعهد بتقديم ٢.٧ مليار دولار مساعدات لسورية.
وفي الإطار ذاته، أعلنت أغلبية الدول العربية والإقليمية، ترحيبها بتشكيل الحكومة الجديدة وفي المقدمة منها السعودية وقطر والأردن وتركيا وأجمعت على ضرورة دعم سورية في هذه المرحلة الحساسة ورفع العقوبات “التي لم تعد مبررة”.
وفي كلمته التوجيهية خلال ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة، الإثنين الماضي، حدد الرئيس الشرع أولويات العمل الحكومي وأكد ضرورة إصلاح الخراب الكبير الذي ألحقه النظام البائد ببنية الدولة، وشدد على أهمية ملف إعادة الإعمار واعتماد مبدأ السلم الأهلي ناظمًا رئيسًا لعمل الحكومة خلال المرحلة القادمة، مستندًا في ذلك إلى المواقف الداعمة لسوريا في بناء مستقبل مزدهر للشعب السوري، التي تجلت عبر الاتصالات والرسائل التي تلقاها من العديد من قادة الدول، مؤكدة مساعدة سوريا في النهوض من جديد واستعادة دورها الفاعل في مختلف الساحات.
الوطن اون لاين