في وقت باشرت فيه روسيا بتسليم الدعوات للمشاركين في مؤتمر سوتشي، يبدأ اليوم ما «سمي بالاجتماع الخاص في فيينا»، بين المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ووفدي الجمهورية العربية السورية و«منصة الرياض» المعارضة.
ووصل بعد ظهر أمس وفد سورية برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى العاصمة النمساوية، للمشاركة في هذا الاجتماع، الذي يسبق مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده يوم الثلاثاء القادم.
وعلمت «الوطن» أن المدعوين إلى سوتشي سيغادرون دمشق على دفعات يوم الاثنين القادم، بطائرات خصصتها موسكو لنقلهم، والذين قد يتجاوز عددهم الألف، من داخل سورية، ويمثلون كل أطياف المجتمع.
روسيا كشفت في نص الدعوة التي أرسلتها للمشاركين واطلعت «الوطن» عليها، عن أهداف المؤتمر، وقالت: إنه «يهدف إلى تشجيع الحوار السوري السوري بأوسع نطاق، لمصلحة التقدم نحو التوافق بين كافة الأطياف للمجتمع السوري، حول شروط بناء سورية المتجددة، حفاظاً على وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها واستقلالها، كما يهدف المؤتمر، إلى إعطاء دفعة إضافية لعملية التسوية السياسية في سورية، وفقاً لقرار 2254، والمساهمة في الانتقال إلى خطوات عملية في إطار المفاوضات السورية السورية، في جنيف تحت الإشراف الأممي».
وبحسب نص الدعوة أيضاً، فإن ممثلي روسيا وإيران وتركيا، سيقومون بتقديم المساعدة اللازمة إلى المشاركين السوريين، لتحقيق اتفاقات مرضية للجميع، علماً أنه سيُدعى ممثلو الأمم المتحدة والمراقبون، من كل من بريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا كدول أعضاء دائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى مصر والأردن والعراق وكازاخستان ولبنان والمملكة العربية السعودية للمشاركة في المؤتمر.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أجرى مباحثات هاتفية، مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، حول الوضع في سورية، ووفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك»، قالت الخارجية الروسية: «تم بحث وضع التسوية في سورية، بما في ذلك العملية في المناطق الشمالية، والتحضير للقاء السوري في فيينا، ومؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الهادف لدفع العملية السلمية تحت رعاية الأمم المتحدة».
وأشارت الخارجية الروسية في البيان إلى أن لافروف قال خلال المحادثة: بفضل مساهمة روسيا تمت هزيمة داعش في سورية وتم الحفاظ على الدولة والبدء في تنظيم تسوية سياسية حقيقية في سورية»، مؤكداً أن روسيا ستساهم في التسوية السياسية للنزاعات في الشرق الأوسط.
من جانبها ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن لافروف أكد لتيلرسون أن «السوريين وحدهم لهم الحق في تقرير مستقبل بلدهم».
في الأثناء نقلت وكالة «فرانس برس» عن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا اعتباره بأن المحادثات السورية، التي يرتقب أن تستأنف في فيينا، تجري في «مرحلة حرجة جداً».
وقال دي ميستورا: «بالطبع أنا متفائل لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك، في مثل هذه اللحظات»، مضيفاً «إنها مرحلة حرجة جداً جداً».
من جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن محادثات فيينا ستشكل «الفرصة الأخيرة» لإيجاد حل سياسي، بحسب زعمه.
الوطن – وكالات